زيارة الوزير لودريان إلى المكتبة الشرقيّة

الخميس 6 ايّار 2021
La Bibliothèque Orientale

زار وزير أوروبا والشؤون الخاجية الفرنسيّ السيّد جان إيف لودريان، وفي خلال زيارته إلى بيروت، مبنى المكتبة الشرقيّة (BO) التابعة لجامعة القدّيس يوسف في بيروت، رافقه وفد تألّف من سفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غريللو، ومدير معهد التراث الوطني تشارلز بيرسوناز، ومديرة المعهد الفرنسي في لبنان ومستشارة التعاون والعمل الثقافي ماري بوسكيل، وعدد من المسؤولين في الوزارة والسفارة.

كان في استقبال الوزير الفرنسي والوفد المرافق له رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، ونائبه الأب صلاح أبو جودة اليسوعيّ، ونائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية الدكتورة كارلا إدّة، وعدد من مسؤولي المكتبة الشرقيّة وشريك الجامعة في إعادة تأهيل المكتبة مؤسّسة Oeuvre d'Orient، وتحديدًا المدير القطري (لبنان؛ سوريا؛ والأردن) السيّد فنسنت جيلو ونائب المدير القطري السيّد مارك فرنييت.

هدفت الزيارة إلى التعرّف على التراث الغنيّ المحفوظ داخل جدران المكتبة الشرقيّة التاريخيّة ومعاينة تقدّم أعمال إعادة التأهيل، خصوصًا أنها (المكتبة) "عانت" كثيرًا نتيجة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، إذ تضرّرت جميع نوافذ المبنى وأبوابه، وتصدّعت جدرانه، بما ذلك غرفتَيْ التبريد، ما عرَّض المجموعات القيّمة المحفوظة فيهما للخطر. تجدر الإشارة إلى مدى تميّز المبنى المشيّد في ثلاثينيّات القرن الماضي بطرازه الفخم الـ"نيو كلاسيكيّ"، وهو من أعمال المهندس المعماري روغاتيان دو سيدراك الذي تولّى لاحقًا تجديد قصر فونتينبلو.

وكان بدأ منذ عدة أشهر تنفيذ مشروع ضخم لإعادة تأهيل المبنى والتأمين على المجموعات بالتعاون مع Œuvre d'Orient وبفضل المساعدة الطارئة الممنوحة من مؤسّسة Aliph (التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع) ومكتبة قطر الوطنية/ مؤسّسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

وكان عرض رئيس الجامعة ونائبه (الأب أبو جوده) أمام الوفد لواقع جامعة القدّيس يوسف والحيّ اليسوعيّ وكنيسة القدّيس يوسف والدير القديم. ثم زار الوفد "محميّة الكتب"، وغرفة تبريد المخطوطات في الطابق الأول. بعد ذلك عرضت السيدة غريس ريحان الخبيرة في المديرية العامة للآثار، والسيد وسيم سلوان مدير إدارة الصيانة والمحافظة على التراث غير المنقول، للتقدُّم المحرز في العمل وعلى وجه الخصوص العمل الدقيق لإعادة النوافذ المصنوعة من خشب الأرز بشكل متطابق لما كانت عليه، والجدران والسقوف البغدادية الطراز. ثم صعد الوفد إلى غرفة القراءة في الطابق الثالث حيث استعرضت السيدة كارلا إدة نائبة مدير الجامعة للعلاقات الدوليّة، لبدايات الصحافة العربية، من خلال جريدة "أخبار الأخبار" التي عرضت أمام الزائرين. وقدّمت السيدة ميشلين بيطار مديرة المكتبة الشرقية، والسيد كرم الحويك مدير المخطوطات، مجموعة استثنائية من مخطوطات المكتبة الشرقية، من خلال مجلدين باللغتين العربية والسريانية مزينين بالزخارف الغنية. وتحدّث السيّد كريستيان توتل مدير قسم التاريخ -العلاقات الدولية، عن محفوظات اليسوعيين وغناها واهميتها لكتابة تاريخ لبنان والشرق الأوسط. كما أتيحت للوفد فرصة إبداء إعجابهم بمجموعة الخرائط، لا سيّما النسخة الأصلية النادرة جدًا من خريطة لفويتيد Lvoyteed لبيروت التي يعود تاريخها إلى العام 1876.

انتقل الوفد بعد ذلك إلى الطابق الأرضي حيث قدّم السيد ليفون نورديغيان مدير مكتبة الصور، مجموعة فريدة من الصور تضم ما يزيد على 250 ألف وثيقة، إضافة إلى آلات التصوير (الكاميرات) التاريخيّة. واستعرضت السيدة كريستين بابيكيان عساف العميد الفخري لكليّة الآداب، بالصور، تاريخ مرفأ بيروت منذ نشأته في نهاية القرن التاسع عشر. وحضر اللقاء الطلاّب الذين يتردّدون على المكتبة أو يقومون بعمل طلاّبي، ومثلتهم السيدة سناهين توماسيان من كليّة العلوم وزينب غندور من كليّة الآداب والعُلوم الإنسانيّة.

من جهته أعرب الوزير لودريان، المؤرخ بحسب دراسته، عن سروره  بالزيارة التي سمحت له بالعودة إلى عالم عزيز على قلبه، وفهم غنى تراث لبنان بشكل أفضل، وحيا جهود جامعة القدّيس يوسف في الحفاظ على لبنان، وعلى التراث اللبناني. كما أعربت كلّ من السفيرة آن غريللو والسيّدة ماري بوسكيل عن دعمهما واستعدادهما لزيارة المكتبة الشرقيّة مرة أخرى بعد انتهاء الأعمال.

من جهته تعهد السيد تشارلز بيرسوناز الصديق الكبير للمكتبة الشرقيّة وللبنان، بتقديم مساعدته لدفع العديد من المشاريع التي لا زالت قيد التنفيذ لا سيّما تلك المتعلقة بالأرشيف الوطنيّ الفرنسيّ.

ألبوم الصور