الاحتفال بأول دفعة من طلاّب كليّة العلوم التربويّة في العراق

الجمعة 6 آب 2021

أثمرت جهود عامين من العمل الجاد والمتابعة ومواجهة التحديّات، ولم تسطع الأزمة التي عصفت بالعالم بأسره، ولا سيّما لبنان، من ثني كليّة العلوم التربويّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت من تحقيق المهمّة التي حدّدتها لنفسها، وهي التعليم في العراق مع ضمان الجودة التعليم على الرغم من انتقال الدورات التدريبيّة من الحضوريّ إلى دورات عن بُعد.

تندرج هذه الدورات ضمن الدبلوم الجامعيّ في تدريب المدربين، وقد تمّت صياغتها في إطار المشروع المهنيّ لـ 43 طالبًا عراقيًا يعملون في الهيئة اليسوعيّة لخدمة اللاجئين، وفي المدارس العامّة.

 

احتفالاً بانتهاء الدروس، أقيم حفل توزيع الشهادات افتراضيًا، عبر منصّة زوم، في 6 آب 2021، بين بيروت وأربيل، بحضور ومشاركة رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، والمدير الإقليمي للهيئة اليسوعيّة لخدمة اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دانيال كورو اليسوعيّ، ومدير الهيئة اليسوعيّة في العراق الأب جوزف قصّار اليسوعيّ، وعميدة كليّة العلوم التربويّة السيدة باتريسيا الفتى أبي راشد، والسيّدة ميرنا الحاج، والمسؤولين في لبنان والعراق والطلاّب.   

 

دكّاش

كان للبروفسور دكّاش كلمة بالمناسبة هنّأ فيها الطلاّب والمشرفين على الدورة وجاء فيها:

"إني إذ آخذ الكلام لتهنئة كلّ واحد وواحد منكم على الجهد الذي بذله للوصول إلى الشهادة الدبلوم 1 و 2 في العلوم التربويّة، شاكرًا المهتمين بالبرنامج على صعيد العراق وكذلك على صعيد الجامعة في بيروت من مشرفين ومرافقين وأساتذة وموظّفين، فإنّي بالإضافة إلى التهنئة، أقول إنّ مسيرة هذه الشهادة في العلوم التربويّة هي أيضًا مسيرة تضامن معكم في الأوقات العصيبة التي عشتموها ولا تزالون، بالرغم من أنّ لبنان أيضًا يعيش أوقاتًا عصيبة فيها السيّئ والأسوأ. إلاّ أنّ الأخ إذ يريد تقدير روح الأخوّة يعبّر عن تضامنه مع أخيه في السرّاء والضرّاء. وإلى التضامن، فنحن وإيّاكم على الإيمان الواحد، النابع من الروح الإبراهيميّة المؤمنة باللـه، فنتبارك منكم اليوم أنتم الذين تحيون على مقربة من أور الكلدانيين مدينة إبراهيم أب المؤمنين. ومع قداسة البابا فرنسيس الذي زاركم منذ أشهر باسم الأخوّة الإبراهيميّة لتأكيد وقوفه إلى جانبكم في هذه الحقبة من التاريخ الذي فيه تستردّون عافيتكم بعد التهجير والمآسي، نؤكّد لكم الوقوف معكم تربويًّا واجتماعيًّا وروحيًّا في هذا الوقت بالذات". .

وتابع يقول: "إنّ الشراكة ما بين جامعة القدّيس يوسف في بيروت والـ JRS بهدف تكوين جيل جديد من المتمرّسين في العلوم التربويّة، أكانت في الإدارة أو في تشكيل البرامج أو المرافقة التربويّة هي شراكة لتفعيل بناء شخصيّة الشبيبة المثقّفة الواعية الكفؤة والماهرة القادرة على خدمة مجتمعها وشعبـها وكنيستها. فالتربية هي اليوم كما في الأمس الاستثمار في اكتساب المعارف على مختلف أنواعـها وخصوصًا معرفة كيف نعمل ونجدّد ونبدع فنكون من المبدعين. والتربية القادرة هي التي تغذّي العقول والقلوب وتعطيها المنهجيّات اللازمة لبناء الأفراد والمواطنين الصالحين الذين لديهم الحكم الصائب والمستنير والمنير".

وختم قائلاً: "في ختام هذه الكلمة، أودّ أن أعبّر مجدّدًا عن اعتزازي بكم، طلاّبنا طلاّب الجامعة اليسوعيّة في إربيل وأقول لكم لستم في الهامش أو في الخارج بل إنّكم جزء لا يتجزّأ من طلاّبنا الثلاثة عشر ألفًا في بيروت كما في دُبي والقاهرة وحلب وغيرها من المدن العربيّة التي تعمل فيها جامعة القدّيس يوسف.

أقول لكم حافظوا على إمكانياتكم وكفاءاتكم بممارستكم العمل التربويّ في المؤسّسات المدرسيّة وغيرها. وآمل أن تستمرّوا في الاجتهاد والمثابرة لتصلوا إلى درجات متقدّمة في التعليم والنجاح والبعض منكم على مسافة قريبة من الماستر وذلك يتطلّب منكم جهدًا زائدًا إلاّ أنّكم سوف تفرحون الفرح الحقيقي عندما تصلون إلى ذلك المستوى".