إطلاق اسم سجعان بطرس غفري على كليّة إدارة الأعمال في حرم لبنان الجنوبيّ

تقديرا لعطاءاته للجامعة اليسوعيّة
الإثنين 9 آب 2021
Campus du Liban Sud
Organisateurs


 

بدعوة من رئيسها البرفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، احتفلت جامعة القدّيس يوسف في بيروت بإطلاق إسم خريج الجامعة  السيّد "سجعان بطرس غفري" على "كليّة إدارة الأعمال والعلم الإداريّ – فرع الجنوب" تقديرًا لعطاءاته للجامعة وللكليّة ولحرم لبنان الجنوبيّ،  وذلك في حرم لبنان الجنوبي في البرامية –صيدا.

شارك في الاحتفال النواب السيّدة بهية الحريري، الدكتور أسامة سعد، الأستاذ علي عسيران، الدكتور ميشال موسى، المحامي إبراهيم عازار والدكتور سليم الخوري، رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة احريري لمطران مارون العمّار، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد، مطران صور للموارنة شربل عبد الله والمطران شكرا الله نبيل الحاج، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ومفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، وممثل متروبوليت صور وصيدا ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري الأب نقولا باسيل، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، رئيس جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ وعميد كليّة إدارة الأعمال والعلم الإداريّ في الجامعة الدكتور فؤاد زمكحل، رئيس اتّحاد جمعيات خريجي الجامعة اليسوعيّة  الدكتور كريستيان مكاري ومديرة مؤسّسة جامعة القدّيس يوسف السيدة سنتيا غبريل أندريا، والمكرّم السيد سجعان بطرس غفري وعائلته. وكان في استقبالهم مديرة  فرع جامعة القدّيس يوسف (اليسوعيّة ) - حرم لبنان الجنوبيّ الدكتورة دينا صيداني.

صيداني

بعد النشيد الوطني اللبناني كان ترحيب وتقديم من الشاعرة ايلين روحانا غانم، تحدثت بعد ذلك مديرة فرع الجامعة- حرم لبنان الجنوبيّ الدكتورة دينا صيداني فقالت: "إنّه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في حرم الجامعة اليسوعيّة  في لبنان الجنوبيّ، مؤكدة لهفتي وشوقي إلى استئناف لقاءاتنا مجددًا بعد فترة الحجر الطويلة التي ممرنا بها.ويسرني جدًا أن أرانا نجتمع اليوم هنا بكم شركائنا الأعزاء في المنطقة الجنوبية، استجابةً لأحد طلابنا القدامى في مواجهة الوضع المحزن الذي يواجهه شبابنا. لهذه الغاية، أود أن أثني على الدعم الذي حرص رئيس الجامعة على تقديمه لطلابنا خلال هذه الفترة الصعبة والحرجة. ففي الواقع، بذل رئيس الجامعة كافة الجهود الممكنة على محاور متعددة:  مشددًا على الإبقاء على سعر صرف الدولار عند 1515 فيما يتعلق برسوم الدراسة خلال العام الماضي، وزيادة المنح الاجتماعية التي حازها طلابنا، والبحث عن تأسيس صناديق جديدة للمنح الدراسية، ومنحة ماجيس(MAGIS)  الدراسية. لذا، أنا باسمي وباسم كافة الطلاّب الجنوبيين، أرجو أن تتقبلوا منا جزيل الشكر والامتنان.

وأضافت" أمّا اليوم، فتكرّم جامعة القدّيس يوسف عزيزنا السيد سجعان غفري، من قدامى طلابنا في كليّة إدارة الأعمال في حرم لبنان الجنوبيّ، والذي من خلال إنشاء صندوق المنح، أعرب بطريقته الخاصة عن امتنانه لجامعة القدّيس يوسف التي رافقه خلال مسيرته الجامعية في الأوقات العصيبة التي شهدها عبر أحداث حرب الثمانينات. وفي هذا الإطار، سأسلط الضوء على ثلاث نقاط:

  1. إنشاء صندوق المنح الدراسية

أنشأ السيد سجعان غفري صندوق منح دراسية لطلاب كليّة إدارة الأعمال في لبنان الجنوبيّ. يوفر هذا الصندوق إسهامًا كبيرًا في تحقيق الرسالة التي ترمي الجامعة اليسوعيّة  والجنوب لتحقيقها، لا سيّما في السياق الحالي الذي يسوده القلق وعدم اليقين في بلدنا، لا سيّما في صفوف شبابنا.

وبفضل صندوق المنح الدراسيّة هذا، سنتمكن من مساعدة ومرافقة كافة الراغبين في متابعة تحصيلهم العلمي في الجامعة اليسوعيّة ولكن تعتيرهم مخاوف مالية وقلق بشأن المستقبل.

2 - تسمية كليّة ادارة الأعمال، فرع لبنان الجنوبيّ: سجعان بطرس غفري

إننا في هذه المناسبة اليوم نعرب عن شكرنا للسيد سجعان غفري من خلال تسمية كليّة إدارة الأعمال في لبنان الجنوبيّ تيمنًا باسمه. تأسّس هذا الفرع من كليّة إدارة الأعمال في لبنان الجنوبيّ في شباط/فبراير 1977 ولطالما كانت الكليّة الرئيسيّة في الحرم الجامعيّ الجنوبيّ للجامعة اليسوعيّة من حيث عدد العاملين فيها. وأود أن أذكّر أنني أيضًا عضو في الهيئة التدريسيّة لهذه الكليّة، وبالتالي كنّ على ثقة، عزيزي السيّد غفري وشركاؤنا الأعزاء، أنّ المهمة والرسالة التي نتطلّع إليها اليوم بتوجيه رئيس الجامعة الأب سليم دكّاش وعميدنا السيد فؤاد زمكحل، لا تتجه نحو أعمالنا فحسب، بل أيضًا تسترشد أفكارنا من حيث تطوير حرمنا الجامعيّ، في خدمة المنطقة الجنوبيّة. واليوم، يضمّ هذا الفرع من كليّة إدارة الأعمال في الجنوب أكثر من 1,000 خريج واعتلت الغالبية العظمى منهم مراكز مرموقة في قسم الإدارة في جامعتنا، وعددًا من المناصب الإداريّة للمصارف في المنطقة (صيدا، صور، النبطية، جزين، الشوف...). لعقود عديدة، ربط شبابنا معظم فرص الإدارة بالقطاع المصرفيّ. يأتي صندوق المنح هذا، إن صح التعبير، في سياق الأزمة في القطاع المصرفيّ. وبفضل صندوق المنح الدراسيّة هذا، فإن هدفنا يتلخص في الحفاظ على طلاّبنا، بل وزيادتهم، من خلال تعزيز الفرص الأخرى لهذا الاختصاص: الصناعة، وتنظيم المشاريع، وما إلى ذلك.

3 - الاستدامة/التنمية المستدامة: عزيزي السيد غفري، أود أن أذكر أن عملكم جدير بالثناء، من حيث الاستدامة، عند جانبين مهمين للغاية أود أن التشديد عليهما: مشاركتكم في قضية التعليم النبيلة، مكافحة تناقص عدد السكان في المنطقة الجنوبية والتدريب الفعلي لمواردها البشرية من أجل التنمية المستدامة.

وختمت الدكتورة صيداني بالقول " أود أن أنهي خطابي هذا بالتشديد على أننا نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى سخاء ودعم خريجينا. وليحذو قدامى طلاّبنا حذو زميلهم ويقدّموا لنا مبادرات مماثلة. وبالنيابة عن جميع المستفيدين في المستقبل، نود أن نشكركم، سيد غفري، جزيل الشكر.وأختتم برسالتين: الأولى موجهة إلى قدامى طلاّبنا: بالإشارة إلى المثل الشهير للأب بيار: لن تشعر بالسعادة أبدًا إلاّ من خلال إسعاد الآخرين. بقدر ما تعطي بقدر ما تغتني شخصيًا.  والثانية إلى المستفيدين من صندوق المنح هذا: الاعتراف بالجميل فضيلة".

 

زمكحل

ثم ألقى عميد كليّة إدارة الأعمال في جامعة القدّيس يوسف الدكتور فؤاد زمكحل  كلمة اعتبر فيها أن"لبنان وطلاّبنا وأساتذتنا وعائلاتنا وكلّ منّا يمرّ اليوم بأصعب فترات من تاريخ لبنان الاقتصاديّ والاجتماعيّ والعلميّ والأمنيّ". وقال" نتساءل كلّ يوم وساعة كيف ستكون السنة الدراسيّة القادمة وكيف ستكون الشهادات وماذا سنقدم لطلاّبنا وماذا سيكون المستقبل، بكرا وبعده وبعد أسبوع ودائمًا جوابنا هو اننا نتكل على الله، هذا الأساس.. ونتكلّ على أرض القداسة بلبنان لكن نعرف ان الطريق شائكة وصعبة".

وأضاف: "أمام هذه الأزمة الكارثية في لبنان ماذا بقي بعدما دمروا كل اركان القطاع الخاص والقطاع العام الريادي، وبعد ما يتم تدميره يوما بعد يوم ماذا يبقى لدينا لنستطيع ان نستند عليه:

1- يبقى لدينا ركنان أساسيان لا يمكن أن يدق بهما: الأول هو العلم، جامعاتنا واساتذتنا لأن هذا حبل الخلاص الوحيد لنعيد بناء ما تدمر على اسس صلبة..

2- يبقى شبابنا وطلابنا وهم الأساس وهم الوحيدون القادرون على إعادة بناء ما دمر بأيادي اللبنانيين.

وتوجه الى السيد سجعان غفري بالقول: "أنت اليوم تمثل اللبناني الذي نجح في لبنان وغادر من لبنان لنفس المشاكل التي تسبب بها اللبنانيون ويغادروا بسببها اليوم .. لكن أنت وعائلتك تمثل المثل الأعلى ليس لأنك غادرت بل لأنك غادرت وبقيت متمسكا بهويتك اللبنانية وبلبنانيتك ومحبتك للوطن وهذه اليوم رسالتنا لكل شاب وشابة لبنانيين. ورسالتكم اليوم لكل طالب لبناني يغادر لبنان بسبب مشاكل اقتصادية واجتماعية هو ان لا تنسى هويتك واصلك اللبناني واهلك ولا ان تنسى تساعد مجتمعك ووطنك".

وقال: "عندما اسمع واتاسف اسمع ان لبنان انتهى أو سينتهي .. هذا وهم طالما لدينا 15 مليون لبناني تمثلونهم اليوم ناجحين.. والحب للوطن يكون أيضا حبا للعائلة، وهذا هو الأساس وهذا هو لبنان وهذا سر النجاح عندما اللبناني يصدر معرفته ونجاحه ويزرع العلم اللبناني أينما كان، سواء بالعالم ويخلق لبنانًا صغيرًا في كل أركان العالم ثم يعود الى اصله ويعود ليدعم جيل الشباب والجامعات.. لبنان قد يتراجع أو يلين لكن لا يمكن ان يموت ..وكلنا سويا قد نلين لكن لم ولن نستسلم ولست خائفا من هجرة اللبنانيين واغترابهم لكن أخاف ان ينسى اللبناني  الذي يغترب هويته وينسى أهله".

واعتبر الدكتور زمكحل أنه "مهما كانت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي نعانيها اليوم عندما تأخذوا شهادة وخاصة من اليسوعيّة لا يعني انها فيزا الى الخارج فقط، بل هي باسبور النجاح .. واليوم الأولوية في كليّتنا ان نستطيع ان نعلم كل طالب يدق بابنا ويجب ان ينجح ونساعده على طريق النجاح . هذه الكليّة التي باتت تحمل اسم" سجعان بطرس غفري" أعدكم ان كل شاب وشابة سياخذوا هذه الشهادة سيستحقوها ويكونوا بقدر الاسم الذي تحمله. واجبنا أن نعطيهم اهم أدوات النجاح ونوصلهم اليه. نريد ان يكون لدينا مغتربون ونريد مغتربين ناجحين ولكن بنفس الوقت نريد ان يبقى لبنانيين في لبنان لنعيد  يدًا بيد إعمار ما يتهدم يوما بعد يوم . والركن الأساسي هم شبابنا وجامعاتنا وهم لن يستسلموا لهذا الوضع الكارثي. بل سنواجهه وسنجد الفرص في ركام الأزمات".

ورأى ان " من يستطيع أن يعيد بناء البلد هو المبادرات الفردية "  وان "اللبناني نجح في العالم فرديًا لكن حان الوقت وأتمنى من الجميع ان نجتمع كلنا سويا وننجح جماعيًا بين مغتربين ومقيمين وقطاع أعمال وقطاع التعليم وهذا الحل الوحيد ". وختم بالقول: "لست خائفا على لبنان وعلى اللبنانيين".

 

مكاري

وتحدّث رئيس اتحاد جمعيات خريجي جامعة القدّيس يوسف الدكتور كريسيتان مكاري فقال: "أعبر عن سعادتي بان أكون اليوم في صيدا هذه المدينة العريقة التاريخية ممثلة اليوم بطوائفها وفاعلياتها واعبر عن تشرفي بان اتحدث باسم خريجي الجامعة اليسوعيّة  لنشهد على عطاء خريج نفتخر به وعزيز على قلوبنا جميعا ولنشهد على قرار الجامعة بتسمية فرع كليّة إدارة الأعمال في الجنوب على اسمه .الأستاذ سجعان غفري قبل ان اتعرف عليه شخصيًا، تعرفت عليه من خلال اعماله وطاقاته ومن خلال شخص عزيز على قلبي وعلى قلبه هي السيدة كرمل واكيم التي احييها اليوم ..".

وأضاف" منذ اكثر من خمس سنوات اتصلت بك السيدة واكيم وطلبت منك ان تساعد الجامعة فلم تتردد في ان تلبي الدعوة .. وتعاونت مع زملائك قدامى الحرم فأنشاتم صندوق المنح الذي غذيتموه كلكم فساعد ولا يزال يساعد كثيرا من الطلاب المحتاجين في الجنوب وفي صيدا ..تعرفت عليك مع الوقت شخصيا من خلال الاتحاد كونك رئيس جمعية الخريجين في ميتشيغان.. عرفت ان سر نجاحك هو المواظبة والمثابرة .. ولم يكن هدفك ان تساعد عائلتك فقط، وانما أيضا ان تساعد أبناء بلدك وجامعتك . فشكرا لك".

وتابع "اليوم مع الظروف التي تمر بها الجامعة واجباتنا كجمعية خريجين ان نلتفت الى خريجينا الذين نعتبرهم الركيزة الأساسية للجامعة اليوم ليساعدوها وليكونوا الى جانبها وهناك كثر من الخريجين يساعدوهم. واليوم الأستاذ سجعان غفري يمثل الخريج القدوة الذي يجب كلنا ان نقتدي به ونحذو حذوه لأنه اعطى من كل قلبه".

وختم مكاري بتوجيه الشكر الى السيد غفري باسم اتحاد جمعيات خريجي الجامعة اليسوعيّة  وجمعية خريجي كليّة إدارة الأعمال وجمعية خريجي حرم لبناني الجنوبي وجمعية خريجي الولايات المتحدة .. وقال" ان جامعة  لديها خريجين مثلك وأصدقاء مثلكم، هي جامعة ستقوى على كل الصعاب وان شاء الله سنتحدى هذه المرحلة ونخرج منها منتصرين" .

أندريا

وألقت مديرة مؤسّسة جامعة القدّيس يوسف السيدة سنتيا غبريل أندريا كلمة قالت فيها: "فرحة كبيرة لي ان نجتمع معًا بوجود الصديق العزيز السيد سجعان غفري وعائلته الكريمة.. لقاؤنا اليوم لقاء عائليّ أكثر منه رسمي وإن كان عنوانه إطلاق اسم "سجعان غفري "على كليّة إدارة الأعمال والعلم الإداري –فرع الجنوب". لقاؤنا عائلي لأن صاحب الحدث الصديق غفري آمن أن القيم والعمل الصالح هي إرث يرافق الأجيال من الآباء الى الأبناء الى الأحفاد، وهذا ما قام ويقوم به عندما طلب أن يكمل أولاده مشوار الخير بعد عمر طويل.. فمن خلال ما يقوم به نتعلّم منه ونعرف أن عمل الخير لا يتوقف على شخص ولا يقف، طالما الإرادة الصالحة موجودة".

وأضافت: "أحب أن أخبركم قصة تسمية الكليّة والتي بدأت مع المديرة السابقة للمؤسّسة الصديقة كرمل غفري واكيم التي بادرت واتصلت ولاحقت وزرعت. ولما تسلمت منها أمانة إدارة المؤسّسة كان لي حظ أن أجني الثمر وأقطف من هذه الشجرة التي غرستها. فشكرًا كرمل وشكرًا للصديق سجعان الذي منح هذه الجامعة ثقته وشكرًا لأنه حافظ على ايمانه بلبنان وبمؤسّسات التعليم العالي التي تشتغل من كلّ قلبها لتبقى الشهادة اللبنانية تستحق ان ترفع الرأس بها".

وقالت " لكن المشوار لم يبدأ اليوم، لقد بدأ المشوار من تأسيس منحة قدامى الحرم الجامعيّ - فرع الجنوب الذين كان دائمًا  فكرهم وقلبهم على الجامعة وعلى التلاميذ في صيدا والمنطقة. وهذه السنة تحديدًا أسسنا منحة وجائزة تفوق باسم "سجعان بطرس غفري" الذي سيسلمها اليوم ابنه الأستاذ سليم سجعان غفري للتلميذة المتفوقة كارين مشنتف وهي بقيمة 2500$ ".

 

تسليم الجائزة وازاحة الستارة

بعد ذلك قام الأستاذ سليم غفري بمشاركة والده السيد سجعان غفري والبرفسور دكّاش والدكتور زمكحل والسيدة اندريا والدكتورة صيداني بتسليم الجائزة الى الطالبة مشنتف.

ومن ثم توجه غفري وعائلته برفقة البرفسور دكّاش وزمكحل ومكاري واندريا وصيداني الى كليّة إدارة الأعمال في المبنى الجامعيّ لحرم لبنان الجنوبيّ وقاموا بازاحة الستارة عن اللوحة التذكاريّة التي تحمل اسم "سجعان بطرس غفري".

دكّاش

بعد ذلك كانت كلمة رئيس الجامعة اليسوعيّة  البرفسور سليم دكّاش اليسوعيّ وجاء فيها: "من الأقوال المأثورة في العطاء "جميل ذلك الشخص الذي يفهم معنى العطاء"، واننا باجتماعنا اليوم في هذه القاعة بالذات لإعلان تسمية كليّة إدارة الأعمال والعلم الإداريّ باسم "سجعان بطرس غفري"، فاننا لا نحتفل بإطلاق هذه التسمية فقط ونحن مفتخرون بها بل إننا نحيي رجل العطاء الذي فهم ويفهم معنى وكم أن العطاء يولد السعادة عنده وعند الآخرين. والعطاء الحقيقيّ هو تلك الفضيلة الإنسانيّة التي يقصد بها التضحية من أجل الآخرين من دون أن يكون في ذلك حب الذات فياتي العطاء تفضيلاً لمصلحة الآخرين على مصلحة الذات والتخلص من الأنانية وحب التملك..انه ايثار روح التعاون على روح الانغلاق على الذات".

وقال" ما قام به صديقنا وعزيزكم الأستاذ سجعان بطرس غفري في تقديم عطية هامة الى كليّة إدارة الأعمال والعلم الإداري في حرم جنوب لبنان لتعزيز وضعية الكليّة ورسالتها وهو الذي تخرج منها، فإننا قابلنا العطاء منذ الساعة الأولى بالطلب من الأستاذ سجعان ان تحمل الكليّة اسمه لا فقط لنشكره ونكرمه على هذا العطاء بل ليكون مثالًا يحتذى به امام الآخرين من المتخرجين والأصدقاء الذين يرون اليوم ان الجامعة تواجه صعوبات جمة بفعل الأزمات المتفاقمة اقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا. وكذلك فان العديد من العائلات فقدت قدرتها على تعليم أبنائها وهذا أمر خطير للغاية، لأن لبنان اشتهر بأنه يعلم ويعد افضل الموارد البشرية الكفوءة لا لنفسه فقط بل كما قيل التي هي الرأسمال اللبناني الإنساني في قاموس اقتصاد المعرفة بمختلف جوانبه التعليمية اليوم في المشاركة في الثورات الصناعية الرقمية المتنوعة حتى أعداد المتخصصين في منظومة الذكاء الصناعي.

هذا الرأسمال حملته معك العزيز سجعان غفري منذ عشرات السنوات الى ديترويت  - ميتشيغان وبالتحديد في 13 من كانون الأول 1987، ولا شيء بين يديك - كما يقول ابنك بطرس - سوى العدم، وحيث التقيتم اخاكم السفير العزيز يوسف بطرس غفري الذي كان سبقكم الى الولايات المتحدة سنة 1972 والذي اسماه السيناتور باراك أوباما عندما كان في مجلس الشيوخ "المهاجر" الذي عاش بالحق الحلم الأميركي، هذه الشهادة على لسان الديمقراطي الذي سيصبح رئيسًا للولايات المتحدة كانت بحق ميدالية ذهبية تعلق على صدر السفير وهو الجمهوري الملتزم والصديق للرئيس جورج بوش. وهناك أيها العزيز سجعان بالشهامة التي تحملها من الجامعة اليسوعيّة والإرادة الصلبة التي لا تلين أسّست نفسك بنفسك في تلك البلاد وأصبحت من عداد البارعين بين اللبنانيين المنتشرين... أسّست عائلة ولا أجمل وكان لي شرف أن أزور منزلك وأن أحل ضيفا مكرمًا عندك منذ سنوات مع العزيزة السيدة كرمل الغفري واكيم. وهنا أحبّ أن أذكر أسماء حرمك الفاضلة ندى، وأبناءك"بطرس وبولس وسليم".

وأضاف" وهذا من معانيه أنك لم تنس أرض الأجداد والآباء والمؤسّسة التي أعطت القدرات والطاقات الخام عندكم المدى الأبعد وهذا ما أسميه العودة الى الأصول والى الجذور.  والواقع أن الاغتراب لم يجعل معك سوى تأكيد الارتباط بالجذور حيث أن الماضي بالنسبة اليكم ليس مجرد ذكريات بل هو الماضي الحي الذي يناديكم فتصغوا إليه وإلى الواقع الاجتماعيّ والعائليّ الذي يحتضنه أيما احتضان. واليوم وأنت المحقق والمشارك في الحلم الأميركي إنما تضيف الى هذا الحلم حلما اخر تسميه الحلم اللبناني، بأن تعطي اسمك واسم العائلة الى كليّة إدارة الاعمال وعلم الإدارة في هذا الحرم بالذات الواقع في مدينة صيدا بوابة جنوب لبنان، لا من أجلك بل من أجل جنوب لبنان ورفعته وعزة أبنائه وتالقهم في العلم والخير. والواقع أن وراء هذا الاسم لا بدّ من الاعتراف بأنك مع خيرة أصدقاء لك باشرت منذ سنوات خمس على الأقل بتأسيس صندوق المنح الدراسيّة الخاصّة بهذا الحرم لكي يستفيد منه كثيرون وكثيرات حتى اليوم. فيا أيها العزيز سجعان حرم اليسوعيّة  في صيدا والجنوب يشكرك ويقدر ما صنعت له وما سوف تصنع".

وقال" كليّة الإدارة والعلم الإداريّ هي فخورة بك مرتين واكثر عندما نلت شهادة الاجازة وحققت ذاتك مديرًا ناجحًا لأعمالك وعندما أسّست صندوق المنح لطلاّب صيدا والجنوب، والجامعة اليسوعيّة  ترى فيك نموذجًا للمتخرج الناجح وقدوة لمتخرجيها اليوم وغدًا.. انني أختم كلامي بأن أصلي من أجل كلّ فرد من أفراد العائلة أن يحميكم الرب الإله من كلّ أذى ويسدّد خطاكم بالخير ويعطيكم الصحة والعافية وهذا ما أدعو به للسفير يوسف أخيكم الكريم. الذي بخفية وبتواضع ساعدنا ويساعد متذكرًا ما قاله شاعرنا اللبناني الأخطل الصغير في مناسبة مثل هذه المناسبة في بيت شعر له "نفس الكريم على الخصاصة والأذى/هي في الفضاء مع النسور تحلق"...

غفري

في الختام كانت كلمة المكرّم السيد سجعان بطرس غفري الذي دعا الحضور بداية للوقوف دقيقة صمت "عن روح زميلنا ناصر محفوظ الذي خسرناه من فترة قصيرة ونفتقده في هذا الوقت بالذات لأن كل عمل قمننا بها كان شريكنا ورفيقنا في هذه المراحل".

وقال غفري: "اليوم بعدما سمعنا كل القيمين على هذه المناسبة العزيزة اصحاب السيادة والسماحة والمعالي والسعادة، حضرة الحفل الكريم، رفاق الدرب واهلي واخوتي. واسمحوا لي هنا ان انوه بالذكر والترحيب بوجود الوالدة معنا التي لها كل فضل علينا ..اطال الله عمرها. أشكركم جميعًا على وجودكم اليوم في هذه المناسبة المميزة والعزيزة على قلبي. وأكبر فخر واعتزاز لي ولزوجتي ولأولادنا الثلاثة "سليم وبطرس وبولس" أن اسمي يربط باسم الجامعة اليسوعيّة الغالية على قلوبنا جميعًا. ولا يسعني هنا إلاّ أن أشكر الأب دكاش وإدارة جامعة القدّيس يوسف على منحي هذا الشرف الكبير الذي افتخر به على مدى حياتي. واسمحوا لي أن أتوجّه بالشكر الى الدكتورة دينا صيداني على استضافتها وعلى المجهود الكبير الذي قامت به لإنجاح هذه المناسبة. كما أتوجّه بالشكر على الكلمات المميزة من قبل الدكتور فؤاد زمكحل والدكتور كريستيان مكاري وشكر كبير للسيدة سنتيا أندريا التي مضى أكثر من سنة ونحن نتعاون سويًا ونشتغل على هذا المشروع وعدد من المشاريع الأخرى. لا استطيع إلاّ أن أنوّه بالشكر الخاص للعزيزة والغالية على قلبي السيّدة كرمل غفري واكيم، التي كانت بالأساس رابطة الوصل بيني وبين إدارة الجامعة من عدد من السنين الى أن تقاعدت السنة الماضية. والعزيزة سنتيا تابعت ما بدأناه. وشكر خاص الى رفاق الدرب وأحبّاء القلب جورج غانم وفادي يوسف على كل مجهود قمتم به. وشكر مميز للشاعرة والأديبة وحبيبة قلبنا السيدة أرليت روحانا غانم. وأكبر شكر الى رفيقة دربي وشريكة حياتي والداعمة لكل خطوة أقوم بها وبدونها لم أكن أحقق أي نجاح في حياتي شكرا ندى..".

وأضاف" سنة 1985 بعد حرب شرق صيدا تنذكر وما تنعاد، قسم منا طلاب فرع الجنوب انتقلنا الى بيروت واكملنا في الجامعة اليسوعيّة  . وقتها ادارة الجامعة بذلوا المستحيل كي لا نخسر سنتنا الدراسية وبنفس الوقت خصصوا لنا فصلًا ودورة خاصة في الصيف وقدموا كل المساعدات لكل شخص منا وحسومات بالأقساط كل تمليذ حسب حاجته من 20 الى 100 %. واتوجه بالشكر من جديد للسيدة كرمل واكيم التي بوقتها تعاونا سويا مع إدارة الجامعة حتى حققنا هذا الشيء. ومنذ ذلك الوقت اعتبرت هذا الشيء دينًا عليَّ حتى اليوم اجرب ان سد ولو شيء بسيط من فضل الجامعة علينا حتى لو لم اكن من المستفيدين وقتها. وفضل الجامعة كبير جدًا علي بالشهادة التي افتخر واعتز بها ولولاها اكيد اليوم ما كنت قادرًا ان كون هنا واقوم بما أقوم به.. ولمعلوماتكم كل سنة إدارة الجامعة تساعد بأكثر من نسبة 40% من طلاّب فرع الجنوب بمنح مدرسية".

وقال"كلنا نعرف الوضع الحساس والصعب الذي يمرّ به لبنان وأتصور هي أصعب وأخطر مرحلة في تاريخنا المعاصر. هناك ثلاث نقاط أساسية اذا فقدت تكون نهاية أي وطن : أولها العائلة، وثانيها المؤسسات العسكرية  -وهنا اسمحوا لي أن أقدم أكبر شكر واحترام لجيشنا وكل القوى الأمنية، والثالثة العلم والثقافة التي هي أساس وعماد كل وطن. وهنا كان خياري لأدعم ولو بشيء بسيط، كما يقول المثل "بحصة صغيرة تسند خابية"، حتى تستمر مسيرة التعليم والثقافة في وطننا العزيز. اذا ولا سمح الله انتهت المؤسسات التربوية يكون انتهى الوطن وعم ّالجهل وزاد التعصب ونكون رجعنا مئات السنين للوراء. لا بل بالعكس لبنان طوال عمره منارة الشرق للعلم والثقافة والانفتاح. من أجل ذلك اذا كلنا سويا تعاونا بهذه الأوقات الصعبة مقيمين كنا أو مغتربين لنساعد ولو بشيء بسيط نكون نؤسّس لمستقبل أفضل لأولادنا. وكما دائمًا أقول "الوطن يبنى بالبشر ليس بالحجر" . مجددا اشكركم من كل قلبي على مشاركتكم اليوم معنا".

 

بعد ذلك أولم السيد سجعان غفري على شرف المشاركين في الحفل في مطعم المختار جنسنايا بمشاركة جمع من الشخصيات والمدعوين. وتخلل الغداء كلمة ترحيب من السيد فادي يوسف باسم ادارة مطعم المختار، وكلمة للمطران مارون العمار الذي توجه الى السيد غفري بالقول: "رحم الله والدك واطال الله عمر والدتك وحفظكم جميعا كعائلة نفتخر بصداقتها ونفتخر بالتزامها ونفتخر بامانتها للوطن وبكل عمل قمتم وتقومون به. انني فخور بأن أكون صديقك ورفيق العمر معك واعرف تفكيرك بهذا الوطن وبالضيعة منذ كنا شبابا، لم تفكر يوما بنفسك فقط أو فقط بضيعتك،ولكن تفكيرك دائما كان واسعا وحتى عندما ذهبت الى اميركا بقي تفكيرك واسعًا ان كان من خلال عملك أو من خلال علاقاتك أو من خلال عائلتك أو من خلال كل محبيك. لم تحب يوما ان تكون لوحدك أو ان تتقوقع بأي مكان ولكن هذه النعمة الكبيرة المزروعة فيكم والتي اخذتها مثل اخوتك واخواتك من اهلك وكل افراد العائلة الذين نقدرهم على رسالتهم .. هذه النعمة التي زرعت فيكم منذ زمن طويل والتي تثمرها انت اليوم كما يثمرها اخوتك كل من موقعه اكيد هذه نعمة من الله اعطاكم إياها وانتم تثمرونها وان شاء الله تبقى مستمرة معكم لأولادكم ولأحفادكم لأن هذه النعمة هي نعمة ايمانية بامتياز وانسانية بامتياز واخلاقية بامتياز".

وأضاف" انا اعرف جدا كرمك، تساعد دون ان يطلب احد منك وتساعد أينما كان وحيثما تجد هناك حاجة للمساعدة. وانت مع اخوتك اطال الله بعمركم كما ساعدت الجامعة اليسوعيّة  ساعدتمونا أيضا في صيدا في المدارس من كل قلبكم ونحن نشكركم من كل قلبنا على هذه المساعدة الطيبة ويشكركم عليها كل طالب يريد ان يتعلم وكل اب وام يحرصون على تعليم أبنائهم وكل انسان لديه طموح ويحب هذا الوطن وهذه البيئة التي نعيش فيها .نسأل الله ان يعوض عليكم اضعاف اضعاف ما تساعدون به . انتم حقيقة موجودون في اميركا ولكن اشتغلتم وتعبتم وجاهدتم وكلنا شاهدين على تعبكم الكبير ولكن هذا التعب لم يكن لكم خاصة ولكن احببتم ان تشاركوا به في هذا الوطن . بارك الله بكل مجهود تقومون به وبارك الله بكم .نحن فخورون بصداقتكم ونبقى فخورين بها الى الأبد ".كما القى السيد غفري كلمة رحب فيها بالحضور وشكرهم بإسمه واسم عائلته على حضورهم.

وفي ختام الحفل جرى قطع قالب حلوى يحمل شعار جامعة القدّيس يوسف في بيروت – حرم لبنان الجنوبي احتفاء بالمناسبة.

البوم الصور 

مقتطفات الصحف

إقرأ أيضاً : Cérémonie de dénomination « Sejaan Boutros Ghafari » de la FGM-Liban Sud