رئيس اليسوعية: الحوار الإسلامي المسيحي لا يكفي.. لبنان بالحضيض

مقابلة البروفسور دكّاش في جريدة المدن
الأربعاء 1 أيلول 2021
Rectorat
Organisateurs

Collaborateurs
  • المدن


في مقابلة مع جريدة المدن الإلكترونيّة استعرض رئيس جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش واقع الجامعة في الظروف الراهنة وأبرز التحدّيات التي يواجهها قطاع التعليم العالي في ظلّ الأزمات الاقتصادية والمعيشيّة الراهنة.

كتب الزميل وليد حسين في عدد المدن الصادر اليوم في الأول من أيلول 2021 الآتي:

لجأت جامعة القديس يوسف إلى خفض نفقاتها، وتسير في سياسة تقشف كبير، تزامناً مع الانهيار الحالي للبلد. ورفعت أقساطها جزئياً لمواجهة المصاريف التشغيلية.. لكن، كل ذلك غير كاف، لأن "الجامعة ليست معزولة عن المجتمع، وخلاصها من خلاص الوطن". ورغم قتامة الوضع والعودة بلبنان إلى عصر الظلام، بالمعنى الحرفي للكلمة، يرفض رئيس الجامعة الأب البروفسور سليم دكاش الاستسلام والانكفاء

ويقول في حديث مطول مع "المدن"، رداً على سؤال حول رؤيته لمستقبل البلد ودور الصرح الأكاديمي العريق الذي يرأسه فيه: "يوجد أمل في هذا البلد. لست متشائماً ولن أستسلم للواقع. دور الجامعة أساسي على المستوى الوطني والسياسي لإدارة البلد. ويجب أن يكون لها كلمة في هذا الشأن، كما كان لها في السابق، ويجب أن تكون مسموعة. كلمة عقلانية تتفهم الواقع وتوجهه نحو الإصلاح لبناء لبنان جديد. فلا يمكن أن نبقى في هذا الوضع المزري. ويجب المضي بالإصلاح السياسي.

لكن كيف تترجم هذا الكلام؟ تجرون لقاءات كثيرة مع المسؤولين، هل من يسمع؟ 
تحدثنا مع الجميع واقترحنا أفكاراً كثيرة، ولكن يوجد آفة أساسية في عدم الإصغاء. أو يوجد طرش سياسي. بما يتعلق بنا، خطنا الواضح هو المواطنية. وقد لا تعجب هذه الكلمة البعض، لكنها معادية لكل العصبيات والمذهبيات والمحاصصات والطائفيات والزبائنية. وكلمة الجامعة هي التنبيه بأن المسار الحالي خاطئ ويفتح الباب للصراعات والاقتتال والعنف. وكلمة الجامعة هي في العودة إلى العقل والمواطنية التي كرسها الدستور اللبناني. فالأخير ليس طائفياً كما يقول البعض ويظن الكثيرون. بل أن مصيبتنا في الفساد والزبائنية والمحاصصة التي تكرست منذ ثلاثين عاماً، لأننا لم ننق ذهنيتنا وذاكرتنا. لم يعد يكفي الحوار الإسلامي المسيحي. نحن أول من افتتح أول معهد للدراسات الإسلامية المسيحية منذ أكثر من 45 سنة. الحوار جيد ويجب أن يبقى على مستوى المجتمع. لكن يجب أن نذهب إلى ما هو أبعد من الحوار، أي إلى المستوى السياسي والدستوري، والمضي في خطى المساواة والديموقراطية وتكافؤ الفرص والمواطنة.

منذ سنة أطلقتم صرخة بأن التعليم العالي في خطر. ماذا تغير منذ سنة؟ هل تفاقم الوضع ونشهد عاماً دراسياً مظلماً؟
في الأمور الإيجابية تغيرت العلاقة مع وزارة التربية، وباتت أفضل بما يتعلق بالملفات العالقة. وهناك تعاون متبادل مع مديرية التعليم العالي واللجان الفنية ولجان الاختصاصات، وصار هناك جهد متبادل وتقدم في بعض الملفات. لكن في كل الأمور الأخرى تغير الوضع نحو الأسوأ. فالوضع الاقتصادي يسير نحو الحضيض، ومن الطبيعي أن تتأثر الجامعة، لأن تسعين بالمئة من طلابنا من أبناء البلد. وتأثرت مداخيلهم المتدنية والمستمرة بالتدني أكثر. وهذا يؤثر على الجامعات ولا سيما الكبرى منها. فلدينا كادر تعليمي كبير رفيع المستوى، كانت مداخيله في الأيام الخوالي مرتفعة جداً، وانخفضت كثيراً. وعلينا أن نؤمن لهم مداخيل كي لا يهاجروا. فقد ترك الجامعة من الكادر التعليمي المؤلف من 400 أستاذ مثبتين نحو عشرين أستاذاً، بينهم مدراء أقسام. وترك نحو عشرين بالمئة من الأساتذة المتعاقدين، لأسباب اقتصادية أو لأنهم تركوا لبنان نهائياً. 

كامل المقابلة عبر الرابط