كلية العلوم في اليسوعية تطلق دورتين دراسيتين حول التصميم البيئي لاقتصاد دائري والصناعة المستدامة والسياسات الصناعية

الثلاثاء 26 تشرين الأول 2021
Organisateurs


برعاية وزير الصناعة جورج بوشيكيان، أطلقت كلية العلوم في جامعة القدّيس يوسف في بيروت وبالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) دورتين دراسيتين عبر الإنترنت بعنوان "التصميم البيئي لاقتصاد دائري" و "مقدمة إلى التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة وصنع السياسات الصناعية القائمة على الأدلة" يوم الخميس 21 تشرين الاول خلال حفل عبر الإنترنت.

في كلمتها الترحيبية، قالت مديرة الماستر في التكنولوجيا الصناعية، البروفسورة ميراي كلاسي عواد: "نظرًا لأن الاقتصاد الدائري والاستدامة يجتذبان اهتمامًا أكبر من الحكومات والصناعة والجامعات، فإن ابتكار نماذج الأعمال المستدامة المتكاملة خطوة أساسية للحفاظ على الميزة التنافسية للشركات. لذلك ، بهدف المساهمة في تطوير مجموعة من صانعي السياسات والباحثين والصناعيين الذين يساعدون في تشكيل الاستراتيجيات ، فضلاً عن القدرات المؤسسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، أطلقت كلية العلوم هاتين الدورتين الدراسيتين. "

من جهته ، أكد السيد باسل الخطيب ، مدير منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وممثل قطبها الإقليمي في مصر، أنه لا توجد دولة في العالم استطاعت أن تنتقل من فئة الدخل المنخفض إلى فئة الدخل المرتفع، من دون عملية التصنيع. ويضيف الخطيب أن التحول الهيكلي يحدث دائمًا بسبب التغيرات التكنولوجية. ويتابع:"هناك حاجة إلى تحديد مبادئ إرشادية حول أفضل السبل لمجتمع ما، لنقل رأس ماله البشري وموارده المالية من القطاعات منخفضة الإنتاجية إلى القطاعات عالية الإنتاجية. من الناحية التاريخية، كان التصنيع مهمًا جدًا للنمو والتنمية، ليس فقط بسبب ديناميكيات الإنتاجية التي تحدث في قطاع التصنيع، ولكن أيضًا بسبب الآثار الإيجابية له على الاقتصاد. نظرًا للطبيعة المعقدة لقطاع التصنيع، فقد حافظ تقليديًا على روابط وثيقة مع القطاعات الأخرى، مما أدى إلى تعزيز إيجابي وعملية تراكمية للتحول الهيكلي. "

لكن الخطيب اشار من أن النمو الاقتصادي والتنمية جاءا على حساب البيئة، مما يخلق حاجة ملحة لصانعي القرار لانتاج سياسات صناعية تسرع التحول الهيكلي نحو اقتصاد منخفض الكربون، بطريقة تمكن أيضًا من الإنتاجية.

وعن مكانة لبنان في هذه العملية، اعتبر الخطيب أن التحدي الأكبر لبلد الأرز هو "الافتقار إلى القدرات المناسبة لإجراء التشخيصات الصناعية المتعمقة بشكل مستقل ومتابعة عملية صياغة استراتيجية، تستند إلى أدلة كافية. غالبًا ما يؤدي نقص المحللين الوطنيين إلى الاعتماد على المستشارين الدوليين. تعاونت جامعة القدّيس يوسف مع اليونيدو لتطوير برنامج ماستر مشترك في التنمية الصناعية، والذي سيعزز قدرات صانعي السياسات في لبنان على صياغة وتصميم استراتيجيات قائمة على الأدلة من أجل تنمية صناعية شاملة ومستدامة".

من جهته اعتبر عميد  كلية العلوم البروفسور ريشار مارون،  أنه "في عالم أصبحت فيه الصناعة 4.0، أو رقمنة مواقع الإنتاج، أمرًا روتينيًا في الشركات والصناعة ، فإن الخطوة التالية في هذا الاتجاه العالمي تسمى  الذكاء الصناعي. لهذا السبب، يضيف مارون، أطلقت اليونيدو ووزارة الصناعة منذ عام 2016 مشروعًا جديدًا لتطوير المناطق الصناعية في البلاد. يهدف المشروع إلى المساعدة في حل مشكلات البنية التحتية للأعمال وجذب الاستثمار وتعزيز العمالة الماهرة وتسهيل نمو المشاريع المحلية الصغيرة والمتوسطة. "

"في هذا الصدد ، يشرح العميد ان كلية العلوم اطلقت، وحتى قبل عام 2016 ، العديد من مشاريع التعاون مع اليونيدو، بهدف تطوير الخبرة في مجال التنمية الصناعية، خاصة مع انشاء درجة الماستر في التكنولوجيا الصناعية منذ سنة 2002. "

"مع الأخذ في الاعتبار الهدف المتمثل في جذب الطلاب الأكثر حماسة في لبنان، يتابع مارون، وحتى من المنطقة، اتخذنا قرارًا باختيار الاعتماد الدولي لبرنامجنا من خلال شهادة ISO 9001  في عام 2016 وتم تحديثها في عام 2019 إلى  ISO 9001 2015. على حد علمنا، نحن أول برنامج أكاديمي في البلاد يحصل على هذه الشهادة. بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل الحصول على بعد دولي اكبر، وتسهيل الاندماج المهني لطلابنا، اخترنا اعتمادًا دوليًا آخر، هذه المرة بالتعاون مع شبكة FIGURE في فرنسا، من أجل تقديم طلابنا للحصول على درجة في الهندسة تسمى الماستر في الهندسة. نحن أيضًا بصدد تقديم برنامج جديد للقيادة الصناعية في حرم جامعتنا في دبي. كما تتماشى الدورتان اللتان نطلقهما عبر الإنترنت مع رؤيتنا للابتكار. "

كما أشاد مارون بالتعاون الوثيق مع وزارة الصناعة وشجع الطلاب على أخذ الدورات المذكورة والحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات والمعرفة.

من جهته اعتبر البروفسور سليم دكاش اليسوعي، رئيس جامعة القدّيس يوسف، ان رسالة اليونيدو "والتي تتمثل في المساهمة في تطوير مجموعة من المواهب لصانعي القرار السياسي والباحثين والصناعيين" هي ايضا رسالة الجامعة ، مما يساعد على تشكيل السياسات كقدرات مؤسسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتابع دكاش:"ستسمح هذه الشراكة لجامعتنا بالتميز في سوق العمل من خلال تقديم تدريب فريد في المجال الصناعي". 

وختم "في هذا الوضع الصعب في لبنان، حيث يبدو أن كل شيء ينهار، ان قناعتنا هي أن مؤسسات التعليم العالي مثل جامعة القدّيس يوسف يجب أن تستمر في تدريب قادة الغد ونخبة قادرة على إعادة بناء هذا البلد على أسس جديدة من الثقة والشفافية. نحن نبذل قصارى جهدنا لإبقاء الشباب هنا ونقدم لهم آلاف المنح الدراسية والفرص للحصول على تدريب علمي وفكري ممتاز. نود أيضًا أن نستمر في أن نكون جامعة بحثية هنا في لبنان لإنتاج المعرفة المفيدة لمجتمعنا وللمجتمع الدولي". 

من جهته اعتبر الوزير جورج بوشيكيان ان الصناعة تعتبر "أحد أبرز القطاعات البارزة التي تؤمّن فرص العمل للطلاب الجامعيين، ولا سيّما في صناعة المعرفة والتكنولوجيا والالكترونيات والبرمجيات. ويسعدني أن أطلعكم على أن مخترع اللعبة العالمية Nintendo هو لبناني واسمه كلود قمير، عمل في اليابان وانتقل الى الولايات المتحدة حيث أسّس أحدى اهم الجامعات التكنولوجية، وفتح تسعة فروع للجامعة في مختلف الولايات. وها هو اليوم يعود إلى وطنه الأم، ليؤسّس مصنعاً للصناعات الغذائية في منطقة البقاع".

وتابع :"ندرك جميعاً أن مساحة لبنان صغيرة من حيث الحجم، لكنّه كبير بعطاءاته، وغني بمقدراته ومؤهلاته البشرية والعلمية والفكرية والابداعية والثقافية. اللبناني طموح ويملك المبادرة. هو مقدام، يحتاج إلى قليل من رعاية الدولة ومواكبتها لينطلق وينجح. يأتي هذا الديبلوم مكمّلاً ومواكباً لمشاريع وزارة الصناعة لا سيما مشروع المناطق الصناعية، التي نعمل على تطويرها وجعلها مزدهرة عبر تأمين البيئة الحاضنة لها، بتوسعة المناطق القائمة ورفع عامل الاستثمار فيها إذا أمكن، واقامة مناطق صناعية جديدة متطوّرة وحديثة ومتخصّصة وفق استراتيجية الوزارة للعام 2030 التي تجعل من لبنان منصّة لاعادة اعمار دول الجوار والمحيط." 

وختم :"إن وزارة الصناعة تعوّل كثيراً على التعاون البنّاء مع منظمة يونيدو، وعلى الاستفادة من خبراتها في المجالات الصناعية المتعددة عديدة ولا سيما على صعيد الاحصاء والمسح الصناعي وانشاء المناطق الصناعية ودعم الصناعات الغذائية وغيرها من القطاعات. وتعاون الوزارة مع المنظمة ثابت ومستدام. كما أنوّه بالمستوى العالي والراقي من التعاون المستمر بين الوزارة وجامعة القدّيس يوسف الذي اتمنى ان يتطور ويترسخ اكثر فأكثر".