معهد الآداب الشرقيّة يخرّج طلّاب المحتوى الرقميّ والسيناريو باللغة العربيّة

الثلاثاء 6 كانون الأول 2022

احتفل معهد الآداب الشرقيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت بتخريج الدفعة الثالثة من طلاّب الدبلوم الجامعيّ في المحتوى الرقميّ العربيّ، والدفعة الأولى من طلّاب الدبلوم الجامعيّ في كتابة السيناريو باللغة العربية، بحضور رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، ونائبه الدكتور صلاح أبو جودة اليسوعيّ، وعميدة كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة البروفسورة ميرنا غنّاجه، ومدير المعهد الدكتور طوني قهوجي، ومنسقتي الدبلومين الأستاذة ندى عيد والدكتورة ندى معوض، وبمشاركة أساتذة المعهد وذوي الطّلاب.

بدأ الاحتفال بترحيب من السيّدة باميلا الأشقر باسم المعهد، ثم  النشيد الوطني اللبناني ونشيد جامعة القدّيس يوسف.

تحدّثت عيد عن الدفعة الثالثة من طلاّب المحتوى الرقميّ والصعوبات والعقبات التي واجهت الجميع طلاّبًا وأساتذة وإدارة في ظلّ الأزمات الخانقة والمتعاقبة، وحمّلت الطلاّب رسالة- وصية إذ طلبت منهم أن "يكونوا رسلَ تواصلٍ لا قطيعة، وليجعلوا من هذه الوسائط أداةً لنشر السلام ولغةِ الحوار والتقارب، عوض الكراهيةِ والتشنجِ والبغض المجانيّ"، وأشارت إلى أن "معهد الآداب الشرقية هو صاحب الفضل في تخريج أجيال من النقّاد والأدباء والمتخصّصين في الأدب العربي والحضارة العربية والإسلامية، فالدبلوم بفكرته ومواده المتجدّدة دومًا لمواكبة التطوّر، يحرص حرصًا شديدًا على إعداد صنّاع محتوى ومستخدمين مسؤولين ومحترفين يتمتعون بالمهارات اللازمة والأخلاقيّات الضرورية لتقديم محتوًى يليق باللغة العربية".

ثم تحدّت معوض عن طلّاب كتابة السيناريو بعد أن شكرت إدارة المعهد والجامعة على الثقة والدعم لإطلاق دبلوم جديد بفكرته ومضمونه وقالت: "منذ سنة ولمناسبة اليوم العالمي للغة العربية كانت إدارة معهد الاداب الشرقية أول من يطلق دبلوم جامعي كتابة سيناريو باللغة العربية. هذا الدبلوم أكاديمي الأسس و تقني  الهوا. أعطى للمتعلم جميع المهارات و الكفايات. فمن الفكرة والموهبة والمهارة ينبثق سيناريو حديث، يحاكي تطورات العصر وسوق العمل. ويعيد الحياة للغة العربية و هي حاملة الهوية والثقافة والوجدان والذاكرة في الحروف والجمل، في الشعر والأغاني الأفلام والمسلسلات التلفزيونية".   

من جهته توقف مدير المعهد الدكتور قهوجي على التغيّرات التي طالت حياتنا اليومية ولغتنا وفرضت على الجميع تحدّيات جديدة ورهانات غير مسبوقة وقال:" نجتمع اليوم، في معهد الآداب الشّرقيّة، لنعلن أنّنا كسبنا الرّهان، ونخرّج دفعتَين من طلّابنا الّذين وثقوا برسالتنا، ونجحوا في أن يخيطوا اللّغة بنسيجٍ جديد، ويستخدموها في سياقات رقميّة حينًا، أو يعيدوا تكوينها في سيناريوهاتٍ تجسّد اللُّغةَ المُبدَعة". وأضاف: "الدفعة الأولى من طلّابنا، نالوا دبلوم كتابة السّيناريو باللّغة العربيّة، وهو دبلوم إبداعي جديد في معهدنا، يعزّز مهارات الإبداع من خلال كتابة القصة واكتساب تقنيّات تسهم في تحويلها إلى سيناريو"، ثم تحدّث عن الدفعة الثالثة من دبلوم المحتوى الرقميّ العربيّ  "وهو دبلوم يُعنى بنقل المحتوى من الإطار الورقيّ – الفكريّ، إلى إطارٍ رقميّ بغية مواكبة العصر، فيتمّ توظيف النصوص باللغة العربية لنقل الخبر واستخدامها لغايات متباينةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعدّ اليوم أساسًا في المجالات المختلفة، الاقتصاديّة والثّقافيّة والسّياسيّة" على حدّ تعبيره.

أما رئيس الجامعة البروفسور دكّاش فأشار إلى تاريخ المعهد وعلاقته المميّزة باللغة العربية وروادها وأدبائها وباحثيها، وقالك "هذا المعهد عزيز على قلوب الآباء اليسوعيين الذين شيّدوه وحرصوا من خلاله على نشر اللغة والفلسفة والحضارة العربية وكانوا حرّاسها الأمينين".

واستعاد ذكريات من صفحات المعهد المشرقة بالأسماء والأعلام فقال: "وَرِثَ معهد الآداب الشرقية الكليّة الشرقيّة التي تأسّست في العام 1902 وعانت أهوال الحرب العالمية الأولى وبقية الحروب، صمدت وقاومت، على غرار جامعة القدّيس يوسف، وفي العام 1944 احتفل معهد الآداب الشرقيّة بتخريج أول طالب يحمل دبلومًا في الآداب الشرقيّة وكان يومها الدكتور جبور عبد النور الذي أصبح علاّمة في اللغة العربية وهو الباحث وكاتب المعاجم الغني عن التعريف، وتوالت الأسماء المُجلية في تاريخ المعهد، أساتذة وطلاّبًا ومتخرّجين، وعلى الرغم من تراجع الإقبال على دراسة العربية وآدابها، استطاع المعهد أن يتكيّف ويتأقلم مع الاحتياجات اللغوية الحديثة، فكان الدبلوم الجامعيّ في المحتوى الرقميّ العربيّ، لصون العربية كتابة وصياغة واستخدامًا على الشبكة العنكبوتيّة بمختلف أدواتها. وها نحن اليوم نحتفل بالدفعة الثالثة من طلاّبه، بفرح وفخر لاستقطباته المهتمين بصناعة محتوى راقٍ بلغة الضاد الجميلة". ثمّ تحدّث عن أهمية إتقان التعبير الفنيّ والإبداعيّ باللغة العربية من خلال تدريس الطلاّب تقنيات كتابة السيناريو والحوار والوثائقيّات التي تفتح أمامهم أبواب المنصّات والمسلسلات والأفلام". وأثنى على نشاط العهد الذي يُعدّ لإظلاق دبلومين جديدين " الدبلوم الجامعيّ في علم المخطوطات وقواعد تحقيقها"،و"مناهج معاصرة في مقاربة النصوص الدينية (التفسير والتأويل والتفكيك)". وختم كلمته بتوجيه التهاني إلى الطلاّب وقائلًا لهم "كونوا سفراء لمعهدكم وللغتكم ولجامعتكم، مع تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح في سبل الحياة المنتظرة أقلامكم لتصبح مكانًا أجمل للعيش".

تلا الكلمات توزيع الشهادات على الطلّاب ثم صورة تذكارية للمتخرّجين مع أساتذتهم وأعضاء الهيئة الإدارية.

ألبوم الصور

في الصحف :
اللواء : «اليسوعية» خرَّجت طلاب المحتوى الرقمي والسيناريو باللغة العربية