برنامج المواطنة والجمعيات الأهلية في اليسوعية

منصّات ونشاطات وتدريب على الحوار والعمل التطوّعي
الأربعاء 26 نيسان 2023
Campus des sciences humaines
Collaborateurs


أقامت جامعة القدّيس يوسف في بيروت فوروم المواطنة والجمعيات الأهلية في حدث جمع ما يزيد على 78 جمعية ومنظمة غير حكومية في حرمي العلوم الإنسانيّة والعلوم الطبية في بيروت، وذلك بتنظيم وتنسيق بين دائرة الحياة الطلاّبية ومعهد الدراسات الإسلامية والمسيحية جمعيتي المزيد وغلاديك (تصالح) التابعتين للجامعة.

انطلق النهار بجلسة افتتاحية في حرم العلوم الإنسانية تحدّث فيها بالتتابع مديرة معهد الدراسات الإسلامية المسيحية البروفسورة رولا تلحوق التي رحّبت بالحضور وعبّرت "عن فرحها بإقامة اللقاء في المكان الذي انطلقت منه فكرة الحوار سنة 1977 وحيث تمّ عمل على جعل موضوع  الحوار عملاً أكاديميًا"، ومن أهداف هذا النهار التعرّف على عمل الجمعيات المشاركة بهدف "تشبيك" الأعمال المستقبلية وإعطاء مساحة لكل جمعية لتعبّر عن نفسها ورسالتها" وأعلنت أنه في المستقبل القريب والمتوسط ستُطلق أعمال وورش تدريبية وأوراق أكاديميّة حول إمكانات الحوار والمعوقات التي تواجهه في لبنان".

ممثلة تجمع تصالح (غلاديك) الدكتورة علا صقر تحدثت من جهتها عن تجمع تصالح التابع لجامعة القدّيس يوسف ورئيسه البروفسور سليم دكّاش رئيس الجامعة مؤكدّة استمرار رسالة غلاديك الذي يُعنى بنشر ثقافة الحوار وتقبّل الآخر على اختلافه وكما يقدّم نفسه"، كما أشارت إلى "إيمان التجمع بأهمية التشبيك بين المؤسسات غير الحكومية التي تعمل على تعزيز التفاهم بين الأديان من خلال التواصل وتبادل الخبرات والأفكار، ويشجع على العمل المشترط وتبادل الثقة بين المؤسسات المشاركة" وختمت كلامها بالقول: "يبقى الحوار مفتاحًا مهمًا لتحقيق السلام والتآزر بين الشعوب، ونحن مدعوون من قبل البابا يوحنا بولي الثاني إلى "ممارسة الحوار، فالحوار هو الطريق إلى الملكوت".

من جهتها تحدّثت السيّدة غلوريا عبده مدير دائرة الحياة الطلابية عن "أهمية هذا اليوم الطويل الذي ستتواصل فعالياته حتى التاسعة والنصف ليلاً"، شارحة طبيعة النشاطات الموزعة بين حرمي العلوم الإنسانية حيث تدور النشاطات والورش حول الحوار الإسلام المسيحي، والنشاطات المتعلقة بالجمعيات الأهلية والتدريب على القيادة والمواطنة والورش والألعاب الهادفة لبناء المجموعات وإعداد الفرق.

رئيس جمعية المزيد غير الحكومية والمرشد العام لجامعة القدّيس يوسف الأب جاد شبلي اليسوعيّ أشار إلى أن طبيعة التربية الإغناطية التي تعتمدها الجامعة تدرّب الطلاّب على الالتزام المجتمعي وتشجعهم على الالتزام المواطنيّ وتدعوهم إلى المبادرة إلى كل ما من شأنه أن يحسن حياة الآخرين في المجتمع اللبنانيّ" داعيًا الحضور إلى زيارة منصّة جمعية المزيد والتعرّف على أهدافها ومشاريعها، خصوصًا أن محاور عملها تشمل: الاجتماعيّ والبيئيّ والثقافيّ.

رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش تحدّث عن اللقاء وقال: "إن ما يجمعنا هنا اليوم هي  قناعتنا بأن نكون عوامل تغيير وإعادة بناء لبلدنا ولنسيجنا الاجتماعي، وما يوحدنا هو أن نكون مبشرين يعملون بلا كلل لتلبية الاحتياجات الفورية للناس في بعض الأحيان، في ما يتعلق بالطعام والشراب والملبس والتنقل؛ لكن الاحتياجات لا تتوقف عند هذا المستوى الأساسي، وإن كان مهمًا. الحاجات والتطلعات الأخرى، التي توفّر الأمن لكثير من الناس في مجتمع لا يكون فيه مستوى التعليم منخفضًا، مهمة أيضًا، كذلك الحوار، والمقاومة الفكرية والروحية، والاعتراف بكرامة الناس، واحترام معتقداتهم وخصوصياتهم الجسدية والنفسية واحتياجاتهم الأخرى كلّها".

وأضاف موضحًا أن هذا الحدث اليوم "لا يسعى إلى تسليط الضوء على خصوصيات الجمعيات فحسب، بل يهدف أيضًا إلى إبراز قوّة المجتمع المدنيّ وتقوية هذا المجتمع المدني. يجب أن يكون مفهوما أننا لسنا هناك للحلول مكان الدولة، أو لإلغاء دورها، ولكن نحن هنا لندرّب أجيال من الشباب الحاصلين على الخوية اللبنانية، والمعنيين باحترام وتطبيق نظام حقوق وواجبات كلّ فرد في سبيل إعادة بناء دولتنا اللبنانية على أسس متينة من الانتماء إلى لبنان واحترام كرامة وسيادة كلّ فرد. لأن الحرية قيمة مطلقة وهي خير لا يُقدر بثمن لكلّ منا للتعبير عن نفسه وللابتكار والبناء".

وختم بالقول: أصدقائي الأعزاء، أنتم المقاتلون الحقيقيون في بلدنا ومن أجل بلدنا. استمرّوا في العمل على أنفسكم لمزيد من الشفافية، وللحصول على مزيد من الخدمات المنتظرة من أهل مجتمعنا".

قدّمت الجلسة الافتتاحية السيّدة بينالا الحاج، التي دعت الحضور إلى التنقّل بين حرمي الجامعة للتعرّف على الجدول الغنيّ لهذا اليوم المميز والمستمرّ إلى المساء بمشاركة كثيفة خصوصًا الطلاّب الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بهذا النشاط إضافة إلى العديد من الأشخاص المهتمين بالحوار الإسلاميّ-المسيحي وبالعمل الأهليّ.

البوم الصور