75 عامًا للمدرسة اللبنانية للتدريب في اليسوعية

معوض لـ"النهار": نُعدّ جيلًا معنيًا بالعمل الاجتماعي
الأربعاء 8 تشرين الثاني 2023
Collaborateurs
  • النهار


كتبت الصحافية روزيت فاضل في جريدة النهار الصادرة يوم الأربعاء 8 تشرين الثاني 2023 (العدد رقم 28144) مقالة عن المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي هنا نصّه كاملًا.

 

نشهد اليوم على مفارقة مهمة هي أنه مرّت 75 عامًا على تأسيس #المدرسة اللبنانية للتدريب الإجتماعي، مع #نكبة فلسطين، أي في العام 1948، وهي تقف اليوم ومحيطنا في نكبة جديدة في مدينة غزة".


هذا بعض ما جاء في حديث أدلت به مديرة المدرسة الدكتورة ريما معوض لـ"النهار" في هذه المناسبة التي تحييها كلية الآداب والعلوم في #جامعة القديس يوسف، التي تنضوي فيها المدرسة، برعاية وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار- أحد خريجي المدرسة - في احتفال الساعة 11،30 قبل ظهر اليوم الأربعاء في مسرح بيار أبو خاطر، يتخلله إعلان مهم يستشرف مستقبل المدرسة وصولًا الى تطوير برامجها والسعي الدؤوب للحصول على اعتماد دولي يزيد من إشعاعها العلمي، مع التفاتة خاصة في الحفل عينه من خلال تكريم المديرات الخمس اللواتي توالين على إدارة المدرسة، وهنّ: أولغا سارة، ماري نالتشيان، هيام قاعي، مي هزاز وماريز طنوس جمعة.

بكلمتين، علّقت معوض على هذه الذكرى قائلة: "هو تاريخ نضالي مستمر لا ينحصر فقط في قدرتنا على إعداد مهنيين لمؤازرة الناس ومساعدتهم في مصاعبهم ومشكلاتهم، بل أن نتمكن من خلال دورنا الاجتماعي السياسي أن نحقق رغم الظروف القاهرة فارقًا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي".

"1200 متخرج من المدرسة الى الآن ومن الأسماء اللامعة، على سبيل المثال لا الحصر، الذين تمايزوا في عملهم في جمعيات أممية أو تنموية أو في مؤسسات اجتماعية، منهم صولانج صقر من مؤسسي جمعية "سيزوبيل"، فاديا صافي من مؤسسي "سيزوبيل" ايضا ومديرتها العامة اليوم، الوزير هكتور حجار، نجوى باسيل وسميرة بغدادي اللتان لهما رصيد تنموي بلدي، إضافة الى كارمن واكيم، التي أسست مكتب الخدمات الاجتماعية في جامعة القديس يوسف، وهو مشروع نموذجي تناقلته جامعات أخرى بعد نجاحه في جامعتنا"، قالت معوض.
وردًا على سؤال عن ماهية العمل الاجتماعي، أوضحت معوض: "هو مهنة متعددة الأوجه والوظائف والمهمات، اي يمكن أن تُعنى بشؤون الناس وأوضاعهم وأوجاعهم النفسية والاجتماعية والنفسية الاقتصادية، إن على مستوى الفرد أو الأسرة أو الجماعات المحلية أو الجماعات ذات الهوية المشتركة".

وأضافت أن العمل الاجتماعي هو "تنموي أيضًا ويغطي الشأن البلدي وعمل الجمعيات في هذا الشأن، الى وجه آخر يرتكز على توطيد علاقة المواطن بمحيطه الانساني والجغرافي والبيئي الطبيعي والتراثي من خلال تفعيل الدور الانساني السياسي والاجتماعي والثقافي عند الفرد ومحيطه البعيد والقريب... "

لنعد الى "صاحبة العيد". توقفت معوض عند مراحل نشأة المدرسة، مشيرة الى أن "الآباء اليسوعيين في جامعة القديس يوسف أطلقوا فكرة التدريب الاجتماعي خلال الأسابيع الاجتماعية المنظَّمة بين عامي 1946 و1948، وقد حضّت راهبات جمعية يسوع المصلح على تبني المشروع بمساعدة كليتي الطب والحقوق في الجامعة بهدف تأسيس اول مدرسة للتدريب الاجتماعي في لبنان والمنطقة، الى أن عادت المدرسة الى "حضن" الجامعة، أي بعد مرور 30 عامًا على تأسيسها، لتترجم عمليًا سياسة جامعية جديدة تستقطب من خلالها طلابا أجانب، خصوصا فرنكوفونيين، لمتابعة دراستهم، وهذا الأمر يترجم اليوم فعليًا من خلال تنظيم أسابيع دراسية تشاركية بين مجموعات طالبية لبنانية وأجنبية حول نشاط محدد".
المدرسة، وفقًا لها، كما لبنان، "تأثرت بفترة رفاه بين خمسينات القرن الماضي وسبعيناته، وعانت من ثقل الانتقال من مكان الى آخر أيام الحرب المجنونة، الى أن عاشت عصرًا مليئًا بالتطور في العام 1995 من خلال تشييد مبنى للمدرسة في كلية العلوم الطبية وذلك بجهود جبارة من مديرته في حينه هيام قاعي، وصولًا الى تطور برامجها من خلال توفير شهادة الماستر والدكتوراه، مع تسجيل انتقالنا في العام 2015 الى ارتباط "وثيق" مع كلية الآداب العلوم، ما أدى الى انتقالنا الى المبنى التابع لها
".

وتوقفت معوض عند ما يميز المدرسة من خلال "انفتاح الجامعة على جامعات كندية ولاسيما من خلال تعاوننا مع جامعة لافال في تعزيز الدراسات العليا والبحوث في العمل الاجتماعي، إضافة الى أن أساتذة كفوئين أعطوا الكثير للمدرسة منهم الأستاذ النموذج في التنشيط الاجتماعي الراحل الدكتور جوزف دوناتو، العرّاب في هذا التخصص، وصاحب الحضور المميز في مداخلات قيّمة في برامجنا".

وشددت على "عملية إعداد الطلاب، الذين يتخرجون بكفاية مهنية ترجمت فعليًا عبر مشاريع تدريبية تسهل عليهم إيجاد فرص عمل خلال فترة تدريبهم"، مشيرة الى أن "المشكلة الأساسية، التي تعترض العمل الاجتماعي هي النظرة المجتمعية التي تقلّص من قيمة هذه المهنة أحيانًا".

ولفتت الى دور "الكرسي البحثي للتهجير القسري، الذي يتيح لنا في برامج شهادة الاجازة إدخال نتائج البحوث في أكثر من مادة، ولاسيما ما يتعلق بمفهوم اللجوء والتهجير وكل المقاربة في العمل الاجتماعي ودوره في مقاربة ثقافية مختلفة مع إدخال بعض الفصول حيز التنفيذ عن طريق التعامل مع الذكاء الاصطناعي قبل إعداد مادة كاملة بحد ذاتها عنه"، مشيرة الى "أننا شاركنا مع منظمة اليونيسيف في وضع المعايير الأساسية لحماية الأطفال بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية".