تجديد اتّفاقية التعاون بين اليسوعية والأميركية بحضور وزير التربية

الثلاثاء 19 كانون الأول 2023
Campus de l'innovation et du sport
Collaborateurs
  • AUB - American University of Beirut


 

احتفلت جامعة القدّيس يوسف في بيروت والجامعة الأميركية في بيروت بتجديد مذكرة التفاهم التي تربط بين الجامعتين وذلك في احتفال أقيم في حرم الابتكار والرياضة -جامعة القدّيس يوسف، حضره وزير التربية والتعليم العالي عبّاس الحلبي ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري يرافقه وفد من الجامعة الأميركية، ورئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ ونواب الرئيس وعمداء ومديرين.

بدايةً رحّبت الأمينة العامة لجامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسورة ندين رياشي حداد وذكّرت بالاتّفاقية الأولى بين الجامعتين الموقّعة في العام 2018 والظروف الصعبة التي مرّت على لبنان بُعيد توقيعها، وشكرت جميع الأشخاص الذين ساهموا في ترجمتها إلى أفعال وساهموا في إنجاحها لا سيّما في مجالي الحياة الطلاّبيّة والبحث العلميّ.

ثمّ تحدّث نائب رئيس جامعة القدّيس يوسف لشؤون البحث العلميّ البروفسور ريشار مارون وعرض نتائج الاتّفاقية الأولى وما أُنجز من مشروعات في مجال الأبحاث المشتركة وأشار إلى عدد المشروعات التي ما تزال قيد الإنجاز.

دكّاش

بعد الترحيب بنظيره البروفسور خوري وبالوزير الحلبي مستذكرًا بالاتفاقية الأولى وأبرز ما تمّ إنجازه قال دكّاش: "ما سنفعله اليوم هو الالتزام بتوقيعنا على مذكرة التفاهم التي وقّعناها قبل حوالي خمس سنوات. ومنذ ذلك الحين، "جرت مياه كثيرة تحت الجسور" بدءًا من ثورة 17 أكتوبر 2019 والإعلان المشترك الشهير في 27 أكتوبر 2019، برنامج HITS للبحث العلمي المشترك الذي حملته بكلّ حماسة الأستاذة الراحلة دولا سركيس، النضال من أجل إحياء رابطة جامعات لبنان، وغيرها من الأنشطة التي يطول سردها.... الأزمة المالية وانفجار مرفأ بيروت والأضرار التي خلّفها، دفعتنا إلى عدم الاستسلام، بل البقاء واقفين وإنقاذ التعليم العالي اللبناني جزئيًا على الأقلّ".

وتابع يقول: "لقد عملت الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القدّيس يوسف بشكل وثيق قدر الإمكان من أجل هذا الخلاص ولا تتوقفان عن القيام بذلك. باختصار، هناك تاريخ تمّ نسجه وتقليد من التعاون بدأ ونحن فخورون بما تمّ بناؤه".

وأشار إلى الوضع اللبناني الراهن معتبرًا أنه "ما زال يتدهور في ظلّ الفراغ الدستوريّ الذي يعاني منه منذ

أكثر من عام. إن ما يجري في غزة والذي يستحق الإدانة بسبب سقوط الأبرياء، ترك آثاره على جنوب لبنان وعلى الوضع اللبناني. واليوم، ومن خلال التوقيع على مذكرة التفاهم هذه مرّة أخرى تحت النظرة اليقظة لوزيرنا، تولد العديد من الأفكار والأمر متروك لنا ولجهودنا وإبداعنا لمنحها جسدًا".

وأضاف: "أقترح تشكيل فريق توجيهيّ من ثلاثة أشخاص من كلّ جامعة من أجل التفكير في المشاريع القابلة للتنفيذ، ومرافقة تنفيذها وبالتالي تحقيق نوايانا واتفاقنا اليوم. ومن أهم النقاط أن نساهم معًا في بناء لبنان الجديد الذي تريده الأجيال القادمة، لبنان المتحرّر من الفساد والمفسدين، لبنان الغيور على سيادته وحرّية التفكير والكتابة والابتكار، لبنان المحبّة والعيش المشترك، لبنان مجال العدالة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع".

وختم: "يمكننا أن نكون على يقين من أننا نعمل معًا من أجل مجد الله الأعظم الذي يمنح الجميع الحياة بوفرة".

خوري

شكر رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري البروفسور دكّاش "على هذا الاندماج والتنسيق والأخوة والوفاء الذي يتحقّق بين جامعتينا منذ بدء الاتّفاقية- فنحن الإثنان فهمنا مدى مسؤوليتنا في هذه الظروف الصعبة منذ العام 2015، والتي تزداد صعوبة يومًا بعد يوم". وتطرّق إلى الدور المشترك لهما وقال: "ما استطعنا أن نفعله في الماضي هو أن نلعب دورًا مهمًا في حماية التربية والتعليم العالي والقطاع الصحّي في لبنان. فقد حصل طلّابنا وباحثونا على عدد قياسي من المنح البحثيّة والتعليميّة على مدار السنوات الأربع الماضية، واليوم، يتلقّى أكثر من 20% من طلّابنا التعليم المجاني. كما عملنا على تعزيز إجمالي دعمنا المالي للتعليم إذ ارتفع ما يزيد قليلاً عن 50 مليون دولار في العام 2015 إلى أكثر من 110  ملايين دولار في العام 2023".

وتحدّث عن المستقبل قائلًا: "القادم أهم مما حقّقناه، وهو أن نحافظ على نمط الحياة الحضارية والتعليمية والصحّية والمستقبلية في هذا الوطن الحبيب، الذي يعاني ويتغلّب على كلّ هذه الصعوبات. ولا شكّ أن هذه المسؤولية قد ازدادت في الأربع سنوات الماضية مع انهيار الاقتصاد والدولة، وتفكّك كلّ ما كانت تمثله الدولة للمواطن، وانعدام الفرص التي أصبح المواطن مضطرًا للبحث عنها لمستقبله ومستقبل أولاده في ظلّ غياب إيمانه بالمؤسّسات". 

وتحدّث عن الجامعتين فقال: "هاتان المؤسّستان وجدتا وما زالتا تلعبان دورًا مهمًا في إعطاء الأمل للمواطن. من هنا، أحبّبنا اليوم أن نجدّد هذا الارتباط بين هاتين الجامعتين الكبيرتين للبنان الذي كرَّسناه منذ خمس سنوات".

وعن الواقع الحالي قال خوري: " اليوم، نعاني من الخطر على كيان وهوية الوطن وعلى أمن ومستقبل المواطن"، معتبرًا أن "نحن كجامعتين علينا أن نعلّم المواطنية وتحمّل المسؤولية والأمل والتضحية من أجل مستقبل أفضل للجميع. وفي سياق هذا التعليم، نكرّس حبّ الوطن، والإخلاص لشعبه ومستقبله، ولرسالته العربية العميقة، ولمستقبله اللامع في أمال الأجيال".

وختم بالتمنّي "أن تدوم علاقة هاتين الجامعتين أكثر من 100 عام، وأن تصبح أقوى وأن تتعمّق مع الأجيال القادمة".

الحلبي

تحدّث الوزير عبّاس الحلبي عن أهمية هذا اللقاء معتبرًا أنه "لقاء استثنائيّ ومفصليّ بين جامعتين عريقتين"، وأن الاتّفاقية التي وُقّعت في العام 2018 في حرم الجامعة الأميركية وتحديدًا في الماركند هاوس "تتجدّد اليوم في هذا الحرم لتؤكّد العلاقة العميقة بين جامعتين رائدتين أكاديميًا وعلميًا طبعتا تاريخ لبنان وحفرتا في الذاكرة قبل أكثر من 150 سنة وخرجتا نُخبًا ساهمت في رفعة شأن البلد وتولّت مسؤوليات كبرى منذ استقلاله عزّزت فكرة الدولة قبل أن يأخذه الانقسام الى الحرب والخراب".

وأشار إلى أن "تجديد الاتفاقية يؤكّد تصميم الجامعتين على الاستمرار في حماية التعليم العالي وتحصينه في لبنان، ولا شكّ لدينا في ذلك، إذ أنني من موقعي كوزير للتربية والتعليم العالي أدعم هذه الخطوة، وإن كانت السنوات الخمس الماضية أو الأربع الأخيرة عصيبة على لبنان بفعل الأزمات والانهيار الذي طال كلّ القطاعات وترك تداعيات خطيرة على التعليم نعمل بكلّ ما أوتينا من قوّة وإمكانات لتعويضها وإعادة تصويب الأمور".

وعن الجامعتين قال الوزير الحلبي: "لقد صنعت الجامعتان تاريخ لبنان أو فلنقل أنهما ساهمتا في صنع البلد، من موقعهما، وهذا هو المشترك بينهما إضافة إلى المسار الأكاديميّ والجودة. ففي المنافسة بينهما من دون اتفاقية أو شراكة، كانتا تخرّجان طلّابًا ساهموا في نهضة البلاد، وفي تاريخهما الطويل لم نشهد اتفاقية أو تفاهمًا إلّا مع الرئيسين الصديقين اللذين أرادا أن تكون العلاقة بين الجامعتين متكاملة بعيدًا عن الصراع أو الافتراق بين نهجين مختلفين في التربية لناحية الأساليب والطرق وأيضًا اللغة رغم أنها خضعت للتعديل، ولذا تكمن أهمية الاتفاقية في إرساء مفاهيم جديدة لمعنى العمل الجامعيّ والشفّاف يتجاوز الحدود الضيقة ويغرّد نحو العالمية".

وأعلن الوزير عن دعمه لهذه الاتّفاقية قائلًا: "إن دعمنا لهذه الاتّفاقية يندرج في إطار رؤيتنا وتصميمنا على ترسيخ الجودة التي تشكّل الضمانة للتعليم العالي. هذه المسألة أساسية ومن صلب أولوياتنا، منذ أن تسلّمنا ملفًا يشوبه الكثير من المخالفات، أبرزها عدم الالتزام بالمعايير الأكاديمية، وبالجودة، فعملنا على إعادة تقييم وضع الجامعات، بهدف المحافظة على تميّز القطاع ورياديته".

وختم بالقول: "إنني أحيي أخيرًا هذا الجهد الخلّاق، وأجدّد دعمي لهذه المبادرة في تجديد الاتّفاقية، وأخصّ بالتحية الرئيسين سليم دكّاش وفضلو خوري الحريصين على استمرار الجامعتين واحتين للبحث العلميّ والأكاديميّ، والثابتين على خطى الحكماء في التربية، وعلى مواقفهما الإنسانية، وسعيهما إلى بناء الدولة وتكريس الحريات في هذا اللبنان الذي نريده أن يبقى منارة لها".

وبعد التوقيع  على نسختين من الاتّفاقية قدّم البروفسور دكّاش ميدالية الذكرى الـ150 لتأسيس الجامعة إلى الدكتور فضلو خوري. 
ألبوم الصور