رعى رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ لمناسبة انطلاق الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي ( 2024-2025 ) والذي يتزامن مع احتفال الجامعة بعيد تأسيسها الـ150، لقاء في حرم لبنان الجنوبي في البرامية – صيدا، حضره عمداء كليّات: إدارة الأعمال والعلم الإداريّ الدكتور فؤاد زمكحل، كليّة العلوم الدكتور ماهر عبود ، كليّة الهندسة الدكتور وسيم رافايل، ومدير المعهد اللبناني لإعداد المربين روك العشي ومديرة فرع الجامعة في الجنوب الدكتورة دينا صيداني وجمع من المديرين والمنسقين والأساتذة والموظفين ومن الطلاّب الملتحقين بكليّات حرم لبنان الجنوبي .
صيداني
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، وكلمة ترحيب من السيدة دانية عز الدين، ثم ألقت صيداني كلمة أشارت فيها الى أن "هذا اللقاء الودي يأتي بمناسبة انطلاق الفصل الدراسي الثاني، وضمن اللقاءات الودّية التي حرص رئيس الجامعة على تنظيمها مع طلاّبها في الأحرام الإقليمية، وخصوصًا لاستقبال الطلاّب الجُدد في السنة الأولى والترحيب بهم في جامعة القدّيس يوسف". وقالت:" كما نعلم جميعًا، وكما عاش كلّ واحد منا، حالة طارئة، تُعتبر من أصعب الظروف، ألا وهي الحرب، والتي كانت منطقة الجنوب الأكثر تأثرًا بها، قد حالت دون تمكننا من التخطيط لهذا اللقاء المهم جدًا بالنسبة لنا جميعًا، وخاصةً بالنسبة للأب الرئيس".
وهنأت "جميع الطلاّب في اختصاصات إدارة الأعمال؛ علوم البيانات؛ الكيمياء الحيوية؛ التحضيرات الهندسية؛ والتربية التقومية على اختيارهم وشكرتهم على ثقتهم. ومع بداية الفصل الدراسي الثاني، وبعد نجاح الفصل الأول سواء على صعيد الدروس أو الامتحانات، أود أن أشكر الأب الرئيس والعمداء".
وتابعت: "في العام الماضي، خلال لقاء الرئيس مع الطلاّب الجُدد، أعلنا عن إطلاق شهادة البكالوريوس في علوم البيانات باللغة الإنجليزية، وهي أول دورة تُقدّم باللغة الإنجليزية في الحرم الجنوبي للجامعة. واليوم، بعد عام، يسعدني أن أعلن عن إطلاق برنامج البكالوريوس في التربية التقومية وأن أرحب بـ 25 طالبة مسجلات في برنامج التربية التقومية في الحرم الجنوبي. اليوم، في إطار مهمة الجامعة التي تهدف إلى المساهمة في تنمية المنطقة وتطوير مواردها البشرية، نحن نعزّز الدورات المقدمة باللغة الإنجليزية ونواصل العمل على تطوير برامج أخرى تلبي احتياجات سوق العمل في المنطقة وتطلعات شبابنا".
وختمت: "هذه السنة مميزة: نحتفل بمرور 150 عامًا على تأسيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت، إنه احتفال نفخر به جميعًا كوننا ننتمي إلى هذه المؤسّسة التي تحمل تاريخًا عريقًا ونبيلًا، والتي خرّجت ولا تزال تُخرّج أعلام لبنان.150 عامًا، وهي فترة رمزية تعني الكثير لأنها جامعة أظهرت جذورًا ثابتة وعميقة في تاريخ لبنان. وفي الوقت ذاته تعكس الشباب، لأنها لا تزال تنمو وتتطور (بعد الحرم الجامعي في دبي، وحرم آخر في ساحل العاج)، وتقدم برامج جديدة. إنها تلك القدرة على التكيّف؛ التجديد المستمر؛ الديناميكية، والاستماع إلى بيئتها، وهي ما نطمح إلى تطويره فيكم خلال دراستكم. وفي الختام، أود أن أشكر الأب الرئيس على دعمه وعلى كلّ ما يقدّمه لطلاّب الجنوب، متمنية لكم عامًا جامعيًا رائعًا مليئًا بالنجاح".
دكّاش
وتحدّث رئيس الجامعة البروفسور دكّاش فقال متوجهًا الى الطلاّب: "ما يهمنا في جامعة القدّيس يوسف في بيروت أن تبنوا شخصيتكم وأن تنجحوا في حياتكم وأن نعطيكم كلّ المقوّمات والتسهيلات حتى تقوى هذه الشخصية وتكبر وتتعزّز وتكون شخصية مميزة".
وأكد دكّاش ثلاث قيم مضافة أساسية دعا الطلاّب إلى اعتمادها في حياتهم العلمية والعملية لاحقًا وقال: "القيمة المضافة الأولى، أن يكون لدى كلّ واحد منكم رؤية. فالإنسان الذي لا ينظر الى الأمام لا يستطيع أن يتقدّم ولا يعرف ما يوجد في حياته وفي حياة الآخرين وفي المستقبل. لذلك مهم جدًا أن يكون لدينا هذه الرؤية وننظر الى الأمام ونرى كيف سنحقّق ذواتنا من خلال هذه الرؤية.
القيمة الثانية المضافة هي المنهج، فنحن في كثير من الأوقات بحاجة في حياتنا العملية والمهنية الى المنهج لننجح في حياتنا" داعيًا الطلاّب للاستفادة من وجودهم في حرم لبنان الجنوبيّ، وتوجّه بتحية الى مديرة فرع الجنوب الدكتورة صيداني على صمودها وجهودها. وقال:" بالفعل خلال الحرب والأشهر الصعبة والقاتلة التي هزتنا جميعًا، كنت على اتّصال يومي معها لأسأل عنكم. ومهم جدًا أن تتمتعوا بروح المبادرة والروح الريادية وتتميزوا بها".
وتابع: "ثالث قيمة مضافة أراها فيكم وهي في أساس تأسيس الجامعة منذ 150 سنة، هي التضامن مع بعضنا البعض، والمتضامن مع غيره يعرف كيف يعيش مع غيره بالاحترام والمحبّة والتكاتف. وأعتقد أن هناك الكثير من المبادرات إن كان على صعيد الحرم هنا أو الأحرام الأخرى أو في الجامعة، تستطيعون من خلالها أن تعيشوا حياة التضامن والتآلف وحياة المساعدة المشتركة وهذا أمر مهم جدًا في حياتنا في لبنان وهو الذي أنقذ لبنان، وهذا رأيناه في آخر أزمة كيف تضامن الشعب اللبناني مع بعضه البعض".
وختم: "عندما نكون - مسلمين ومسيحيين - مع بعضنا البعض يصبح لبنان أفضل بكثير ونصبح نحن اللبنانيين أفضل فابقوا على هذه الفكرة دائمًا نكون كلبنانيين بحال أفضل. وهكذا نعلي اسم جامعة القدّيس يوسف في صيدا وفي بيروت وطرابلس ودبي وأبيدجان.. وهكذا نعيش حياةً حقيقية تتوّج هذه المائة وخمسين السنة التي نحتفل اليوم بها".
وتخللت اللقاء كلمات لكل من العمداء الدكاترة فؤاد زمكحل وماهر عبود ووسيم رافايل وروك العشي استعرضوا خلالها ما تحقّق في كليّاتهم وما يجري العمل على إنجازه فيها، متمنين للطلاّب عامًا جامعيًا مكلّلاً بالنجاح والتميّز. وكانت مداخلات لعدد من المنسّقين والمشرفين على عدد من المكاتب والأنشطة الجامعية.
وفي الختام قام البروفسور دكّاش بمشاركة العمداء والمديرة صيداني بتسليم "جائزة الأب أندريه ماس" المخصّصة للطلاّب الذين يحرزون أعلى معدل خلال السنوات الجامعيّة الثلاث، ونالها لهذا العام الطالبان علي حمدان (كليّة العلوم)، محمد حسنا (الهندسة). وقام كذلك بتسليم "جائزة سجعان بطرس غفري" للطالب الذي يحرز أعلى معدل في كليّة إدارة الأعمال والعلم الإداري ومنحت هذا العام للطالبة لين كساب.
بعد ذلك كانت جولة للبروفسور دكّاش برفقة العمداء وصيداني على المختبر العلميّ في حرم لبنان الجنوبي فاطلعوا على جديد تجهيزاته.