زيارة قدس الأب أرتورو سوسا أباسكال اليسوعيّ إلى جامعة القدّيس يوسف في بيروت

في 18 و19 آذار 2025
من 18 إلى 19 آذار 2025

 

تشرّفت جامعة القدّيس يوسف في بيروت باستقبال قدس الأب  أرتورو سوسا أباسكال اليسوعيّ، الرئيس العام للرهبانية اليسوعيّة، في زيارة استثنائية يومي 18 و19 آذار 2025، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الـ150 لتأسيس الجامعة وبعيد مار يوسف شفيعها.

غوص في التراث

استهلّ قدس الأب سوسا جولته في جامعة القدّيس يوسف في بيروت في 18 آذار 2025 بزيارة إلى متحف ما قبل التاريخ اللبناني في فترة بعد الظهر. رافقه في هذه الجولة رئيس الجامعة، البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، والأب ميكايل زاميط مانجيون اليسوعيّ، الرئيس الإقليمي للرهبانية اليسوعيّة في إقليم الشرق الأدنى والمغرب، إلى جانب عدد من الشخصيات الأكاديميّة، من بينهم وزير الطاقة والمياه ورئيس المجلس الأعلى للجامعة، السيّد جو صَدّي.

وكان في استقبالهم مديرة المتحف السيّدة مايا حيدر بستاني، حيث اطّلع الرئيس العام على تاريخ المتحف ودوره المحوري في الحفاظ على التراث اللبناني العائد إلى عصور ما قبل التاريخ.

 

ثم انتقل الوفد إلى المكتبة الشرقية، حيث قدّم مديرها البروفسور جوزف رستم مجموعة مختارة من الكنوز النادرة، شملت مخطوطات قديمة وخرائط تاريخية ومجلات من حقبات سابقة. واختتمت الجولة بزيارة متحف التصوير اليسوعي.

 

القدّاس الاحتفالي

في المساء، أُقيم قدّاس احتفالي في كنيسة مار يوسف للآباء اليسوعيين، ترأسه الأب ميكايل زاميط اليسوعيّ، وأحيته جوقة جامعة القدّيس يوسف.

وخلال القدّاس، تلا السفير البابوي، المونسنيور باولو بورجيا، رسالة بركة من البابا فرنسيس، أكّد فيها على أهمية الدور الذي تؤديه الجامعة في المشهدين الأكاديمي والثقافي في لبنان، مشجّعًا أفرادها على متابعة رسالتهم بعزم وثبات.

وبعد القدّاس، افتُتِح في الطابق السفلي تحت الكنيسة معرضٌ فوتوغرافي يوثّق مسيرة الـ150 عامًا من تاريخ جامعة القديس يوسف.

الابتكار والتميّز في القطاع الطبّي: مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، كليّة الطب، مركز رالف عودة للمحاكاة الطبّية

يوم الأربعاء في 19 آذار، زار الرئيس العام الأب سوسا المستشفى الجامعي أوتيل ديو دو فرانس، التابع لجامعة القدّيس يوسف في بيروت، بالإضافة إلى حرم العلوم الطبّية.

شملت الجولة عدّة أقسام في المستشفى، قدّم خلالها المسؤولون المعنيون شرحًا عن خدماتهم، ومنها: قسم الطوارئ، وقسم طبّ الأطفال، وقسم التصوير الطبّي، ووحدة غسل الكلى. وقد اختُتمت هذه الجولة بلحظة صلاة وبركة في مصلّى سيّدة الحنان داخل المستشفى.

ضمّ وفد المرافق من الجامعة كلاً من رئيسها، والأب الرئيس الإقليمي، ونواب الرئيس، والأمينة العامة، وعمداء كليّات حرم العلوم الطبّية الأربع: الطبّ، الصيدلة، طبّ الأسنان، والعلوم التمريضية.

في حرم العلوم الطبّية، اطّلع الأب سوسا على المباني الجديدة لكليّة الطبّ وعلى مركز رالف عودة للمحاكاة الطبّية (MEDSIM). وتخلّلت الجولة محطات بارزة، منها: قاعة المانحين وحديقة السيّدة العذراء، تدشين وصلاة بركة لتمثال جديد للسيّدة العذراء، المكتب التاريخي للمستشار، ممرّ مئوية كليّة طبّ الأسنان، مركز العناية بصحة الفم والأسنان في الكليّة مع عرض مباشر للروبوت الطبّي الخاص بطبّ الأسنان، وأخيرًا زيارة إلى مركز المحاكاة.

رافق الأب سوسا خلال هذه الجولة الدكتورة سامية جبارة، المسؤولة عن مركز المحاكاة، حيث اطلّع والوفد المرافق له على سيناريوهات تدريبية متقدّمة باستخدام دُمى روبوتية وأدوات محاكاة لعمليات جراحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا المركز إلى توفير بيئة واقعية تساعد الطلاّب على تطوير مهاراتهم السريرية والحدّ من المخاطر في الممارسة الطبّية داخل المستشفيات.

واختُتمت زيارة الأب الأقدس إلى حرم العلوم الطبّية بجولة في الحديقة النباتية التابعة له.

ثلاثة لقاءات متتالية مع مجتمع الجامعة

شكّلت اللقاءات التي جمعت الرئيس العام للرهبانية اليسوعيّة مع أفراد مجتمع الجامعي ذروة زيارته إلى جامعة القدّيس يوسف في بيروت.

عُقدت اللقاءات في مدرّج فرنسوا س. باسيل داخل حرم الابتكار والرياضة، وبدأت بالاجتماع الأول الذي ضمّ أعضاء المجلس الأعلى للجامعة، وعددًا من العمداء والمديرين، وأساتذة وموظفين، إلى جانب ممثلين عن مجتمع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس.

دار النقاش حول قضايا متنوّعة تمحورت حول رسالة الجامعة اليسوعيّة وقيمها، والتحدّيات التي تواجهها جامعة القدّيس يوسف. وتناولت الحوارات أيضًا الإجراءات التي اعتمدتها الجامعة لمكافحة الهشاشة الاقتصادية، ودعم الطلاّب غير الميسورين من خلال المنَح والمساعدات المالية بفضل تبرّعات سخية. كما طُرحت مواضيع الحوار بين الأديان، والتحدّيات المرتبطة بالتكوين الأكاديمي، وتأثير الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، بالإضافة إلى إسهام الجامعة وشبكتها الاستشفائية في القطاع الصحّي، وما تتحمّله من مسؤوليات اجتماعية.

أما اللقاء الثاني، فجمع الأب سوسا بمجموعة من الطلاّب الذين قدّموا شهادات حيّة عن واقع حياتهم الجامعية، وتحدّثوا عن التزامهم بقيم الجامعة وتعلّقهم بها، وأبرزوا التحديّات التي يواجهونها في ظلّ بيئة متقلّبة وظروف معيشية صعبة.

واختُتمت اللقاءات بلقاء ثالث غنيّ ومؤثّر مع خرّيجي جامعة القديس يوسف في بيروت. وتناول هذا الحوار مواضيع متنوّعة، أبرزها: الحوار بين مكوّنات المجتمع؛ قيم المواطنية لدى الخرّيجين؛ موقف الخرّيجين من الأزمة الاقتصادية؛ سبل دعم الشباب والجامعة؛ دور الخرّيجين خلال الأزمات الصحّية؛ وأخيرًا دور المنظمات غير الحكومية في التنمية الاجتماعية.

أنصت الأب سوسا باهتمام إلى النقاط التي طُرحت خلال هذه اللقاءات، وتدخّل في أكثر من مناسبة ليعبّر عن تأثّره بالشهادات ويشارك الحاضرين بعضًا من تأمّلاته، مشدّدًا على أهمية انخراط اليسوعيين في التربية والتعليم، ومؤكّدًا أنّ جامعة القدّيس يوسف تجسّد تمامًا الروحانية الإغناطية، بقوله:

"من خلال عملكم اليومي، تُحيون القيم اليسوعيّة وتكونون رجالًا ونساءً في خدمة الآخرين".

 

الذكرى الـ150 لتأسيس الجامعة وعيد شفيعها

أُقيم الاحتفال بعيد مار يوسف، شفيع جامعة القدّيس يوسف في بيروت، مساء الأربعاء 19 آذار في حرم العلوم والتكنولوجيا – مار روكز، وذلك برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، ممثَّلًا بوزير الطاقة والمياه ورئيس المجلس الأعلى للجامعة، السيّد جو صَدّي.

وقد مثّلت الوزيرة تمارا الزين دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، فيما مثّل الوزير غسّان سلامة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام.

حضر الاحتفال الرئيس عالم للرهبانية اليسوعيّة الأب أرتورو سوسا أباسكال اليسوعيّ، والرئيس الإقليمي للرهبانية في إقليم الشرق الأدنى والمغرب العربي الأب ميكايل زاميط مانجيون اليسوعيّ، إلى جانب غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والسفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، وعدد كبير من الشخصيات الدينية، ونائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري، ووزراء ونواب حاليين وسابقين، وسفراء، وممثّل عن قائد الجيش، ونواب الرئيس، والأمينة العامة، والمدير العام لمستشفى أوتيل ديو دو فرانس، بالإضافة إلى أعضاء من الهيئتين التعليمية والإدارية، وطلاّب، وخريجين، وأصدقاء الجامعة.

وفي كلمته خلال الاحتفال، شدّد رئيس الجامعة على أهمية جامعة القدّيس يوسف كمكان للتلاقي والابتكار، مؤكّدًا التزامها بالتميّز الأكاديمي، والتضامن، والأخلاقيات. واستشهد بشهادات لعدد من الخرّيجين والطلاّب الذين عبّروا عن الأثر الإيجابي الذي تركته الجامعة في مسيرتهم الشخصية والمهنية.

شدّد الأب مايكل زاميط مانجيون اليسوعيّ على الرسالة الإغناطية التي تحملها جامعة القدّيس يوسف في بيروت، وعلى تجذّرها في قيم العدالة والحوار. وأبرزَ المبادرات المتعلّقة بالبحث العلمي، والتنمية المستدامة، والابتكار التي تتبنّاها الجامعة، مؤكّدًا عزمها على مواجهة تحدّيات المستقبل.

وقد عبّر قدس الأب أرتورو سوسا أباسكال عن سعادته بالمشاركة في احتفال الذكرى الـ150 لتأسيس الجامعة، لا سيّما بعد فترة عصيبة عاشها لبنان طبعَتها الأزمات والصراعات والدمار. وأكّد أن الذكرى السنوية، خاصة حين يتعلّق الأمر بمؤسّسة كجامعة القديس يوسف في بيروت، هي مناسبة لاستذكار المسيرة الطويلة، بما حملته من أفراح وأحزان، إخفاقات ونجاحات. ولفت إلى العلاقة الوثيقة التي تربط الجامعة بتاريخ لبنان، مشيرًا إلى أنّها لطالما كانت مكانًا صلبًا، ومرجعًا للجميع، ومؤسّسة حملت الأمل في أحلك الظروف.

كما نوّه بالدور الكبير الذي لعبته الرهبانية اليسوعيّة في مسيرة الجامعة، بدءًا من الآباء المؤسّسين الأوائل، وصولًا إلى اليسوعيين الذين لا يزالون يخدمون هذه الرسالة حتى اليوم، لكنه أكّد في الوقت نفسه أن جامعة القدّيس يوسف ما كانت لتقوم وتستمرّ لولا التزام كلّ مَن ساهم ويساهم في بنائها إلى جانب اليسوعيين.

وسلّط الضوء على الرسالة الاجتماعية والبيئية التي تضطلع بها الجامعة، مشيدًا بمبادراتها في مجال التنمية المستدامة، وبالجهود المبذولة لدعم الفئات الأكثر هشاشة. وقال: "إن الرسالة الاجتماعية للجامعة ليست مجرّد شعار. نادرًا ما نجد جامعة تحمل هذا الهمّ بهذه القوّة. وهذا بالتحديد جزء لا يتجزّأ من هويتكم".

وختم معبّرًا عن امتنانه لمستشفى أوتيل ديو دو فرانس، ولمبادرة "عملية اليوم السابع"، ولجمعية "المزيد" بالتعاون مع المرشدية الجامعية، ولخدمة العمل الاجتماعي في الجامعة، لما يقدّمونه من دعم للطلاّب وللمجتمع.

في الختام، أعاد قدس الأب أرتورو سوسا أباسكال التأكيد على أهمية القيم الأساسية التي تحملها جامعة القدّيس يوسف في بيروت، مثل كرامة الإنسان، والحرية الدينية، والحوار مع الثقافة المعاصرة. وقال: "إن الحرية تتكامل بشكل إيجابي مع البُعد الجماعي، إذ تُعتبَر التعدّدية الطائفية غنىً، ويُشجَّع من خلالها الحوار والتعارف والتعاون".

من جهتهما، شدّد البطريرك الراعي والوزير جو صَدّي على الدور المحوري للتربية اليسوعيّة في إحداث التحوّل الاجتماعي والفكري في لبنان.

وفي ختام الاحتفال، سلّم الوزير جو صَدّي، باسم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور إلى جامعة القدّيس يوسف في بيروت، ممثَّلة برئيسها البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ.

وقد تمّ توزيع كتاب توثيقي عن تاريخ الجامعة وإرثها، من إعداد البروفسور كريستيان توتل، على الحاضرين. واختُتمت الاحتفالات بعشاء جمع المدعوّين في المجمع الرياضي التابع لحرم العلوم والتكنولوجيا.

وستبقى هذه الزيارة التاريخية التي قام بها قدس الأب أرتورو سوسا أباسكال اليسوعيّ محفورة في ذاكرة جامعة القدّيس يوسف في بيروت، كمناسبة اتّسمت بالتبادل، والاعتراف، وتعزيز الروابط بين الجامعة والرهبانية اليسوعيّة.

ألبوم الصور: 

زيارة المحتف والمكتبة الشرقية

القداس الاحتفالي 
زيارة حرم العلوم الطبية ومستشفى أوتيل ديو 

اللقاء مع الخرّيجين

اللقاء مع الطلاّب 

اللقاء مع المجلس الأعلى للجامعة وأوتيل ديو دو فرانس 

الاحتفال بعيد الجامعة

مقطفات صحافية

تقرير مصور لتلفزيون LBC

تغطية في الصحافة الرقمية

تقرير مصور حول زيارة قدس الأب أرتورو سوسا أباسكال