لمناسبة اليوم العالمي للعيش معًا بسلام، نظّمت كرسي "مؤسّسة ديان" للتربية على المواطنة البيئيّة والتنمية المستدامة (CEEDD)، بالتعاون مع المعهد الفرنسي في لبنان، النسخة الثالثة من مسابقة "الإملاء الأخضر"، وذلك يوم الجمعة في 16 أيار 2025، في حرم العلوم الإنسانية – جامعة القدّيس يوسف في بيروت (USJ).
شهدت هذه النسخة مشاركة استثنائية قاربت 500 تلميذ قدموا من مؤسّسات تعليميّة متنوّعة من مختلف المناطق اللبنانية، وردّدوا النشيد الوطني اللبناني بحماسة لافتة. وقد توزّع المشاركون على 13 قاعة صفية، بإشراف 13 قارئًا و13 مراقبًا، ما ساهم في تنظيم دقيق وسلس للفعالية.
امتدت المسابقة من الساعة الرابعة بعد الظهر وحتى السابعة مساءً، وتمّ تصميم نص الإملاء ليكون لحظة تعلّم وتأمّل حول قيم العيش المشترك، والتعدّدية، والمواطنة البيئيّة. من خلال نص غني بالمعاني، دُعي التلامذة إلى استيعاب هذه المفاهيم عبر اللغة الفرنسيّة، باعتبارها أداة للسلام والحوار بين الثقافات، كما جاء في هذا المقطع من نص الإملاء:
"في بلد مثل لبنان، المتعدّد الطوائف والثقافات، تكتسب هذه الإشكالية بُعدًا مصيريًا. فلبنان، الذي طبعته الحروب الأهلية والصراعات الدينيّة والانقسامات حول الهوية، كثيرًا ما شهد كيف تحوّلت اختلافاته إلى مصدر رفض وعنف، نتيجة استغلال سياسيّ انتهازيّ خبيث. وقد تمّ استخدام رفض الآخر، لمجرد انتمائه إلى طائفة أخرى أو لاختلافه في التفكير، كذريعة لإشعال النزاعات، وإضعاف النسيج الاجتماعي، ومنع بناء مواطنة لبنانية حقيقيّة ومشتركة. ومن الضروري أن نتعلّم كيف نرى في الآخر المختلف غنى لا تهديدًا".
هدفت هذه الفعالية إلى توعية الأجيال الشابّة وتعزيز دور التربية كأداة للتغيير. وقد جمعت مسابقة الإملاء بين التميّز الأكاديمي والانخراط المواطنيّ.
تتوجّه كرسي CEEDD بجزيل الشكر إلى جميع المدارس المشاركة، والمعهد الفرنسي في لبنان، والأساتذة، والقرّاء، والمراقبين، وأعضاء جامعة القدّيس يوسف على التزامهم في هذه المبادرة الواعدة بالأمل.