وفد عراقيّ رسميّ في جامعة القدّيس يوسف

الأربعاء 2 تموز 2025
Rectorat

استضافت رئاسة جامعة القدّيس يوسف في بيروت وفدًا رسميًّا عراقيًّا رفيع المستوى (يوم الإثنين في 26 أيار) في مقرّ رئاسة الجامعة في بيروت، وجمع اللقاء مسؤولي الجامعة من مختلف الاختصاصات، بحضور نائب رئيس الجامعة الأوّل وعميد كليّة العلوم الدينيّة الأب الدكتور صلاح أبو جودة اليسوعيّ، وكلّ من نائبة رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الدوليّة البروفسورة كارلا إدّه؛ نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي البروفسور ريشار مارون؛ نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديميّة البروفسور توفيق رزق؛ نائب رئيس الجامعة للشؤون الماليّة البروفسور فادي جعارة؛ عميد كليّة الطبّ البروفسور إيلي نمر؛ المدير الطبّي لمستشفى أوتيل ديو الجامعي الدكتور جورج دبر؛ مديرة المعهد العالي للصحّة العامّة الدكتورة ميشال قصرملي أسمر؛ مدير برامج الدكتوراه في المعهد نفسه الدكتور وليد عمّار؛ عميدة كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة البروفسورة ميرنا غنّاجة؛ رئيس قسم علم النفس الدكتور بطرس غانم؛ مديرة معهد العلاج النفس حركي الدكتورة سيليست يونس حرب، والأمينة العامّة للجامعة البروفسورة ندين رياشي حدّاد.

ضمّ الوفد العراقي رئيس المجلس العلمي للطبّ النفسي في المجلس العراقي للاختصاصات الطبيّة في وزارة الصحّة العراقيّة البروفسور نصيف الحميري؛ ممثّلة مكتب وزير الصحّة ووزارة الصحّة العراقيّة الدكتورة شيماء عبد الواحد؛ مدير دائرة الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحة هذه الأمراض، مدير قسم الصحّة النفسيّة والتوحّد، المسؤول عن مكافحة التبغ، المشرف على قسم مكافحة مقاومة المضادّات الميكروبات في وزارة الصحّة في إقليم كردستان العراق الدكتور عامر دياب؛ المنسّق في وزارة الصحّة الدكتور عمر العاني؛ المسؤولة الميدانيّة للمشروع العراقي السيّدة رند العجيل؛ الملحق الثقافي العراقي في بيروت الدكتورة بان حوشي.

أدارت الجلسة البروفسورة كارلا إدّه وقد أكّدت من خلالها التزام جامعة القديس يوسف بتعزيز التعاون الأكاديمي والصحّي في العالم العربي.

 

أبو جودة

وكان افتتح البروفسور أبو جودة، اللقاء مشدّدًا على العلاقات التاريخيّة المتينة بين الجامعة والعراق، والمرتبطة بإرث جامعة الحكمة التي أسّسها اليسوعيّون في بغداد. كما أضاء على صمود الجامعة اليسوعية في وجه التحدّيات التي يمرّ بها لبنان، واعتبر انه "بالرغم من النتائج المأسويّة الناتجة من الأزمات الاقتصاديّة والماليّة والسياسيّة والأمنيّة التي عصفت بلبنان، تظلُ جامعتُنا محافظة على روح الانفتاح. ونحن نؤمن بشدّة أنّ مستقبلاً أفضل يُبنى بفضل التعاون معكم، وفقًا للأطر التي ترسمها وزارة التربيّة اللبنانيّة".

 

رياشي حداد

عرضت البروفسورة ندين رياشي، الهيكليّة الأكاديميّة للجامعة التي تضمّ 13 كلّيّة و15 معهدًا و5 برامج دكتوراه، مشيرةً إلى نيل الجامعة اعتمادات دوليّة مثل ACQUIN، وABET، واتّحاد المدرّبين الدوليين، وSSH. كما أشارت إلى الانتشار العالمي للجامعة من خلال شبكتها من الخرّيجين ووجودها في أكثر من 10 فروع إقليميّة ودوليّة. وسلّطت الضوء على دمج التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم، وعلى مفهوم الاستدامة، والدور المحوري لمستشفى أوتيل ديو دو فرانس (HDF) في توفير التعليم الطبّي والخدمات الصحّية.

 

جعارة

من جهته، شدّد البروفسور فادي جعارة، على مشاريع تطوير البُنى التحتيّة ومبادرات الاستدامة البيئيّة في الجامعة. كما عرض جهود ترميم الحرم الجامعي بعد الأزمات، وتأكيد مكانة اليسوعيّة كجامعة "خضراء" من خلال مبادرات مثل المناطق الخالية من التبغ والسيّارات، واعتماد الطاقة الشمسيّة، والإضاءة المزوّدة بأجهزة استشعار للحركة، وأنظمة توفير المياه، بالإضافة إلى برامج التوعية حول ترشيد استخدام الطاقة. كما عرض التوسّع الدولي للجامعة، بما في ذلك الحرم الجديد في ساحل العاج الذي يقدّم أربعة برامج أكاديميّة، ما يعكس التزام الجامعة بالنموّ المستدام وتعزيز حضورها الإقليمي.

 

رزق

البروفسور توفيق رزق ركّز من جانبه على أهمية تدريس العلوم الصحّية، مبرزًا دور معهد العلاج الفيزيائي الذي يقدّم برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والمتماشية مع النظام الأوروبي للأرصدة، والمعتمدة بالكامل من وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانيّة، كما هي الحال في بقيّة شهادات الجامعة. كما أشار إلى المعهد العالي لتقويم النطق، ومعهد العلاج النفس حركي، والمعهد العالي للصحّة العامّة، وكلّيّتي الصيدلة وطبّ الأسنان، حيث يتمّ دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم والتطبيقات العمليّة. واختتم بالإشارة إلى مدرسة القِبالة، وكلية العلوم التمريضية، مؤكّدًا التزام الجامعة بتعليم صحّي شامل.

 

مارون

البروفسور ريشار مارون استعرض المنظومة البحثيّة النشطة في الجامعة، التي تشمل خمسة تخصّصات أساسيّة، وقدّم بيانات مهمّة وفيها أن هناك: 544 أستاذًا باحثًا متفرّغًا، و3298 منشورًا علميًّا، و35 ابتكارًا مسجّلاً. كما عرض نماذج ملموسة من الأبحاث الموجّهة للسوق، مثل أعمال البروفسور نيكولا لوكا في حفظ خصائص وجودة البذور والمكسّرات الخالية من الدهون، وابتكارات كالتبخير المعزّز بالتفريغ، وإنتاج رقائق التفّاح، وكلّها أُنجزت في مختبرات الجامعة، ما يعكس التوجّه التطبيقي للبحث العلمي فيها.

 

إدّه

أشارت البروفسورة كارلا إدّه إلى انخراط الجامعة في التعاون العالمي، مع 374 شراكة في 42 دولة، وعضويّتها في 98 شبكة دوليّة، منها الوكالة الجامعيّة للفرنكوفونيّة. وذكرت برامج التعاون مثل Erasmus+، والصليب الأحمر الدولي، وبيريتك، وموريكس، وموقع الجامعة في تصنيف WURI العالمي. كما تطرّقت إلى مشاريع جارية مع جامعة البيان في العراق والجامعة الكاثوليكيّة في أربيل، مؤكّدة التزام الجامعة اليسوعية بالتعاون الأكاديمي الدولي. وذكرت تقدير أعضاء مجتمع الجامعة على المستوى العالمي، منهم البروفسور فادي عبّود ورئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، بالإضافة إلى مبادرات الجامعة مثل الحرم الجامعي الخالي من التدخين، ما يدلّ على التزامها بالصحة والرفاه.

 

دبر

الدكتور جورج دبر، قدّم تعريفًا بمستشفى أوتيل ديو دو فرانس، المركز الطبّي الجامعي التابع لجامعة القدّيس يوسف، مبرزًا خدماته الطبيّة المتطوّرة، وبحثه النشط، وخدمات الطوارئ المتكاملة. يضمّ المستشفى أكثر من 200 طبيب في اختصاصات متنوّعة، ويقدّم الرعاية للمرضى من لبنان والشرق الأوسط. ويُعنى بالاستدامة من خلال استخدام الطاقة الشمسيّة، وإدارة النفايات بكفاءة، وتبنّي ممارسات صديقة للبيئة. يشمل نطاقه مركزًا للرعاية الأوّلية وطبّ العائلة، وخدمات استشفاء على مستوى الوطن، ما يعزّز مكانته كمحور أساسي في النظام الصحّي الوطني.

 

غانم

البروفسور بطرس غانم، رئيس قسم علم النفس، عرض المسار الأكاديمي الكامل في القسم، المدعوم بالبحث والتدريب الميداني في مركز الدعم النفسي الجامعي. شدّد على البعد الإنساني في القسم، الذي يقدّم رعاية نفسيّة للطلّاب، بالإضافة إلى إطلاق دبلوم جامعي جديد في الدعم التربوي النفسي للأشخاص ذوي الإعاقات الحسيّة – تقييم وتوجيه. كما أشار إلى الخدمات الاجتماعيّة بعد الأزمات، والندوات المتعدّدة، والمشاريع المجتمعيّة، التي تعكس التزام القسم بالصحّة النفسيّة وتكوين مهنيّين ملتزمين اجتماعيًّا.

 

قصرملي أسمر

قدّمت البروفسورة ميشيل ميشال قصرملي أسمر الإطار الأكاديمي والبحثي الشامل للمعهد العالي للصحة العامة، الذي يضمّ برامج ماجستير ودكتوراه، ومراكز أبحاث، ومرصَدات، وشراكات محلّية ودوليّة مع منظّمات مثل الصحّة العالميّة، واليونسكو، ووزارة الصحّة العامّة، والجمعيّات الأهليّة، والقطاع الخاص، وكلّيّة الطبّ في جامعة القدّيس يوسف، وأكّدت التزام المعهد بالمسؤوليّة الاجتماعيّة وتكوين طلّاب منخرطين، وملتزمين بالأخلاقيّات، وقادرين على مواجهة تحدّيات الصحّة العامّة.

 

عمّار

أمّا البروفسور وليد عمّار، مدير برنامج الدكتوراه والبحث في الصحّة العامّة، فركّز على البُعد الأكاديمي والبحثي للبرنامج، مشيرًا إلى دوره في تكوين قادة ومهنيّين في الصحّة مسلّحين بأدوات التنمية المستدامة. كما أضاء على الأثر الدولي للبرنامج، والاتّفاقيّات الاستراتيجيّة، ومشاركة الطلّاب في مؤتمرات أكاديميّة ومهنيّة كبرى، ما يعزّز انخراطهم في المبادرات العالميّة في مجال الصحّة العامّة.

 

الوفد العراقي

أعرب البروفسور ناصيف الحميري عن امتنانه لفرصة التواجد في بيروت، خصوصًا بعد التحدّيات التي مرّ بها كلّ من العراق ولبنان. وتحدّث عن إعادة إعمار العراق بعد النزاعات، مؤكّدًا دور التعليم والطبّ في بناء الدولة. وأشاد بالعلاقات التاريخيّة بين البلدين، وبتميّز المؤسّسات الأكاديميّة والطبّية اللبنانيّة. متأثّرًا بحفاوة الاستقبال وجودة العروض، أبدى رغبة كبيرة في تعميق التعاون، وشجّع جمعة القدّيس يوسف على تقديم اقتراح إلى وزارة التعليم العالي العراقيّة لتأطير التعاون من خلال أبحاث مشتركة، وتبادل الأساتذة، وإنشاء أقسام أكاديميّة جديدة.

واختتمت الدكتورة بان حوشي الجلسة بشكر الحاضرين جميعًا، مؤكّدة حماستها للتعاون المستقبلي، ومشدّدة على أهميّة بناء علاقات أكاديميّة ومؤسّسيّة متينة بين العراق ولبنان، واعتبرت المناقشات أساسًا لشراكات فعّالة ومثمرة. وأبدت استعدادها التامّ لدعم أي مبادرة تخدم البلدين، خصوصًا في مجالي التعليم العالي والرعاية الصحّية.

اختُتم الاجتماع بتقديم كتاب الذكرى الـ150 لتأسيس جامعة القدّيس يوسف إلى كلّ فرد من أعضاء الوفد، تلاه غداء في مطعم "L’Atelier"، ليُختتم لقاء مثمر ونظرة مستقبليّة واعدة.