الأديان وحقوق الإنسان في مذكرة تفاهم بين اليسوعية ومؤسّسة أديان

الثلاثاء 7 تشرين الأول 2025
12h30
Rectorat

 

 

وقّعت جامعة القدّيس يوسف في بيروت ممثلة برئيسها البروفسور سليم دكّاش، من خلال كلية العلوم الدينية ومعهد الدراسات الإسلامية والمسيحية، مع مؤسّسة أديان ممثلة برئيستها الدكتورة نايلا طبّارة، مذكرة تفاهم، خلال احتفال أقيم في مبنى رئاسة الجامعة، بحضور رئيس الجامعة، ونائب رئيس الجامعة عميد كليّة العلوم الدينيّة الأب صلاح أبو جودة، ومديرة معهد الدراسات الإسلاميّة والمسيحيّة البروفسورة رولا تلحوق، وعدد من أساتذة الكليّة والمعهد والإداريين، وحضر من مؤسّسة أديان وفد إداري ضمّ المدير التنفيذي ألكسندر أدم، مدير برامج حقوق الإنسان وحرية الدين والمعتقد المحامي الأستاذ فادي هاشم، ومسؤولة التقييم والتخطيط كارول سباك، ومساعدة البرامج تاتيانا جعجع، ومسؤول التواصل والإعلام خليل جبيلي.

 

تلحوق

افتتحت اللقاء البروفسورة رولا تلحوق مدير معهد الدراسات الإسلامية والمسيحيّة المعني بالمذكرة، فرحّبت بالحضور مؤكدة أنّ هذا التعاون يأتي تتويجًا لمسار مشترك بين المؤسّستين على ثلاثة مستويات: الدبلوم الجامعي في حقوق الإنسان، والتدريب العملي لطلّاب المعهد، والعمل على دبلوم متخصص في التصوّف لدى المسيحيين والمسلمين.

وأشارت إلى أنّ الهدف الأساسي من "دبلوم جامعي أكاديمي ورسمي في الأديان وحقوق الإنسان"، هو تأمين إطار مؤسّساتي مستدام لتنشئة المواطنين على قيم التعددية والحوار"، وأن أرصدة هذه الدبلوم ستُحتسب في مسارات أكاديميّة قد يرغب الطالب المهتم بهذا المجال من الاستفادة منها في سياقات أخرى، لافتة إلى العمل على مشروع ثانٍ هو دبلوم في التصوف بالتعاون مع متخصّصين من لبنان والعالم الإسلامي لا سيّما الدكتورة نايلا طبّارة على المستوى الشخصي.

كما شدّدت تلحوق على أهمية توفير فرص التدريب العملي للطلاّب قائلة: "لا توجد حاليًا مؤسّسات حوارية كثيرة تستقبل طلّابًا للتدريب، باستثناء مؤسّسة تصالح (غلاديك) ومؤسّسة أديان التي ستُشكّل شريكًا أساسيًا في هذا المجال، على أن نبدأ من هنا، ونبني معًا خططًا مشتركة على أسس واضحة". معتبرة أنّ هذا التعاون "ليس مجرّد اتفاق ورقي، بل خطوة شخصية وإنسانية"، وأنّ هذه الشراكة "تجسّد فعليًا قيم الحوار بين الأديان ودور الدين في تعزيز حقوق الإنسان.

 

طبّارة

من جهتها، قالت رئيسة مؤسّسة أديان الدكتورة نايلا طبّارة: "أنا ابنة هذا الصرح الأكاديميّ، و"أم" الصرح الإنساني مؤسّسة أديان، وأعتبر أن هذه الشراكة مع الجامعة "تتخطّى المستوى الأكاديمي لتلامس دور الدين في حماية الإنسان وصون كرامته". وتابعت: "لا نعمل فقط على مبادئ عامة، بل نربط بين الدين وحقوق الإنسان والمسؤولية الاجتماعية. ما نسعى إليه هو تغيير النظرة إلى الدين ليصبح مصدر حماية لا مصدر انقسام، وجمع القيم المشتركة لإبراز رسالته في الدفاع عن كرامة كل إنسان".

 

أبو جودة

عميد كليّة العلوم الدينيّة الأب صلاح أبو جودة، اعتبر أن الدفاع عن حقوق الإنسان لا يمكن أن يكون منفصلًا عن ثقافتنا الدينية، بل يجب أن ينطلق منها لتغيير الذهنيات وفتح قنوات التواصل". وتابع: "أؤمن بأنّ للدين دورًا أساسيًا في خدمة حقوق الإنسان، وأرحّب بأي مبادرة تحرّره من الهيمنة الطائفية التي تخنق الإنسان والمجتمع".

 

دكّاش

بدوره، رحّب رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش بالحضور ثانية، معتبرًا أنهم في بيتهم، وقال: "هذه المبادرة هي جواب على حاجة ملحّة في بلادنا ومنطقتنا، وبرامج كهذه، بطابعها الوطني والحواري، قادرة على أن تساعد الجميع على تجاوز العصبيات والعنف". وأضاف: "نحن مدعوون لأن نكون نموذجًا للأخلاق والقيم التي نبشّر بها ونقدّمها لطلاّبنا، فالجامعة لها دور مجتمعيّ ناقد، يوجّه ويصحّح ويقول الحقيقة بمحبة وجرأة". وختم بالقول: "الإيمان يعلّمنا أن الله خلقنا سواسية، وأننا مدعوون لأن نتصرف كإخوة. من هنا تأتي أهمية هذه الاتفاقيات لتتحوّل المبادئ إلى مبادرات ملموسة تخدم الإنسان وحقوقه ومجتمعه".

 

وتنص مذكرة التفاهم على التعاون في تطوير دبلوم جامعي في الأديان وحقوق الإنسان، وتصميم برامج تدريبية مشتركة، واستقبال طلاّب المعهد في مؤسّسة أديان للتدريب العملي، إلى جانب تنفيذ مبادرات بحثيّة وتوعوية في مجالات الحوار بين الأديان والمواطنة والتنوّع وتعزيز كرامة الإنسان، بما يعزّز التأثير الأكاديمي والمجتمعي للطرفين.

ألبوم الصور