أكوين تمنح جامعة القدّيس يوسف إعادة اعتماد غير مشروط لمدّة ثماني سنوات

الاثنين 10 تشرين الثاني 2025
Campus des sciences médicales


في 10 تشرين الثاني 2025، اجتمعت الأسرة الجامعية في أوديتوريوم مبنى ريمون وعايدة نجّار التابع لكلية الطب، للاحتفال بمحطّة تاريخية تمثّلت في إعادة اعتماد جامعة القدّيس يوسف في بيروت (USJ) لمدّة ثماني سنوات من دون أيّ شرط، من قبل وكالة الاعتماد الأوروبية أكوين. وقد شارك في اللقاء كلّ من البروفسور سليم دكّاش اليسوعي، رئيس الجامعة، والبروفسور فرنسوا بوديك اليسوعي، الرئيس المعيّن، والبروفسورة ندى مغيزل–نصر، العميدة الفخرية ومفوّضة الرئيس، إلى جانب نوّاب الرئيس والعمداء والمديرين وأعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية، والطلّاب وخريجي الجامعة.

وكانت الجامعة قد حصلت في العام 2019 على أوّل اعتماد مؤسّسي في تاريخها، بفضل دفع الرئيس دكّاش وإشراف البروفسورة مغيزل–نصر على هذه المسيرة.

وفي كلمتها، قدّمت البروفسورة ندى مغيزل–نصر تأمّلًا عميقًا في معنى مسار الجودة، قائلة: «بثلاث كلمات، قولُنا والعملُ، نشيدُنا الوطني، يلخّص جوهر عملية الجودة: إنّها الوفاء»، وأوضحت أنّ الوفاء يبدأ من الوفاء للذات، ويتّسع ليشمل الوفاء للمعايير الدولية للتعليم العالي. واستنادًا إلى خبرتها في تحليل العديد من مراجع التقييم ومشاركتها في تقييم جامعات عدّة مع وكالات اعتماد مختلفة، شرحت أنّ هذه المعايير ترتكز على عناصر بسيطة وأساسية في آن، هي: الملاءمة؛ الانسجام؛ الفعالية؛ الكفاءة؛ المشاركة، الشفافية؛ وآليات التحسين المستمر.

وأضافت: «في سبيل الكمال»، مشيرةً إلى أنّ عملية الجودة، كما يذكّرنا النشيد الوطني أيضًا، هي مسار نحو القابلية الدائمة للتطوير، في صميم ثقافة الماجيس MAJIS  اليسوعية. وذكّرت بأنّ هذه المقاربة تستند إلى مبدأ تأسيسي هو: «التقييم من أجل التطوير»، وهو الشعار الذي اعتُمد منذ الاعتماد المؤسّسي الأوّل للجامعة وما زال يشكّل خيطه الناظم. وشرحت أنّ هذا المسار غالبًا ما يُقارَن بدورة تتألف من أربع مراحل: التخطيط؛ التنفيذ؛ التقييم؛ والتعديل، لكنّها تفضّل تشبيهه بـ لولب، لما يعكسه من ديناميكية وتطوّر مستمرّ.

وعرضت البروفسورة ندى مغيزل–نصر التقدّم الملموس الذي حقّقته الجامعة منذ العام 2019، والذي اختصرته في مجموعة من الكلمات المفتاحية: المشاركة؛ المؤسّسة؛ الهيكلة؛ التعدديّة المعرفيّة؛ التدويل؛ قابلية التوظيف؛ التقييم؛ الإنتاجية؛ التثمين؛ التواصل؛ والدعم.

وأبرزت من خلال ذلك أنّ عملية الاعتماد تشكّل «رافعة للتقدّم»، وأنّ جامعة القدّيس يوسف استطاعت، برغم كلّ الظروف، أن تواصل مسيرتها التطويرية بثبات.

ثم تناولت التوصيات التي قدّمها الخبراء في تقرير التقييم، مؤكّدة أنّ هذه التوصيات ستكون بمثابة مسارات أساسية ستوجّه عملية التطوير المستمر في الجامعة. وتشمل هذه التوصيات: تعزيز إبراز مبادرات الجامعة ودورها تجاه المجتمع؛ تقليص عدد البُنى والهيئات؛ تدعيم الموارد البشرية والمالية المخصّصة للبحث العلمي؛ تحليل النشاطات التعليميّة في مختلف الأحرام الجامعية لضمان مساهمة أعضاء الهيئة التعليمية في البحث، إضافةً إلى تعزيز آليات القيادة والتقييم داخل الإستراتيجية المؤسّسية.

وفي ختام مداخلتها، حيّت البروفسورة مغيزل–نصر الرئيس البروفسور سليم دكّاش اليسوعي، الذي وصفته بأنّه «قبطان استثنائي»، ورائد وبنّاء اختار طريق الرجاء. وأكدت أنّ هذا النجاح، ثمرة جهد جماعي، هو ملك لأسرة الجامعة كلّها، موجّهةً شكرها إلى جميع أفراد المجتمع الجامعي في اليسوعيّة. وختمت بالقول «إنّ هذه الأسرة ستبقى ملتزمة إلى جانب رئيسها الجديد لمواجهة التحدّيات الكبرى، وإن كانت صعبة، فهي مشوّقة وضرورية لمسار تطوّر مؤسّسات التعليم العالي، «فاليسوعيّة» ليست مجرّد مؤسّسة، بل هي تجسيد لقيم نؤمن بها، وتحتاج إليها هذه الأرض حاجةً ماسّة».

ثم كانت كلمة لرئيس الجامعة الكلام بعد ذلك، استهلّها بتوجيه تحيّة تقدير إلى البروفسورة ندى مغيزل–نصر «التي قادت هذا المسار الدقيق بصرامة وإلهام»، قبل أن يذكّر بأنّ إعادة الاعتماد من دون أيّ شرط ولثماني سنوات تشكّل «اعترافًا ساطعًا برسالة الجامعة وتميّزها»، وفي الوقت نفسه «التزامًا بمواصلة مسار الجودة». وأعرب عن «امتنانه العميق» لأسرة الجامعة، مؤكّدًا أنّ وحدة المجتمع الجامعي وصلابته تركتا أثرًا لافتًا لدى خبراء اكوين.

وأشار أيضًا إلى أنّ هذا الإنجاز يأتي في سياق وطني صعب، قائلاً: «أزمة اقتصادية؛ عدم استقرار سياسي؛ وهجرة مقلقة لشبابنا. ومع ذلك، صمدتم، وحافظتم على الإيمان، واخترتم أن تؤمنوا بأنّ التضامن والعمل المتقن قادران على هزيمة الاستسلام». وبرأيه، فإنّ الجودة المؤسّسية ليست مجرّد معيار: «إنها موقف داخلي، ونَفَس روحي يدفعنا إلى أن نبذل الأفضل، وأن نحبّ أكثر، وأن نخدم أكثر».

وفي الختام، جدّد الرئيس تأكيده أنّ إعادة الاعتماد هذه تُعدّ «بداية التزام جماعي جديد»، يستمدّ قوّته من استمرارية الروح الإغناطية: الذهاب دائمًا إلى الأعلى؛ إلى الأبعد؛ وإلى الأعمق، في خدمة المعرفة ولبنان والإنسان.

واختُتم اللقاء بلحظة مؤثّرة. فقد مُنِحت البروفسورة ندى مغيزل–نصر ميدالية الـ150 عامًا للجامعة تقديرًا لالتزامها الاستثنائي، وقد قدّمها لها البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ.

كما عُرض خلال المناسبة فيلم يسلّط الضوء على الفوائد الملموسة لمسار ضمان الجودة بالنسبة إلى جميع المعنيّين داخل الجامعة وخارجها: الطلّاب وذووهم، أعضاء الهيئتين التعليمية والبحثية، العاملون في الخدمات العامة، الخرّيجون والشركاء.
اضغطوا هنا لمشاهدة الفيلم.

ألبوم الصور



PARTAGER :