معجم

الجمعة 5 كانون الأول 2025
La Bibliothèque Orientale


 

احتفلت جامعة القدّيس يوسف في بيروت برئيسها البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، والرهبانيّة اليسوعيّة في الشرق الأدنى والمغرب العربيّ برئيسها الأب مايكل زاميط مانجيون اليسوعيّ، يوم الجمعة 5 كانون الأوّل/ ديسمبر 2025 بذكرى مرور عشر سنوات على وفاة الأب كميل حشيمه اليسوعيّ (14/12/1933- 3/12/2015). وقد اغتنم مركز التراث العربيّ المسيحيّ للتوثيق والبحث والنشر في الجامعة، هذه المناسبة، لإطلاق معجم الأب حشيمه المؤلّفون العرب المسيحيّون من قبل الإسلام إلى آخر القرن العشرين، معجم الأعلام والآثار والمراجع بنسخته الرقميّة لتحويل الذكرى الحزينة إلى مناسبة سعيدة تحافظ على إرث الأب حشيمه وتنقله إلى حداثة العصر.

فبعد أن عمل الأب حشيمه على معجمه لما يربو على الأربعين عامًا ومن بعده فريق الباحثين لحوالى الثماني سنوات، وبعد أن صدر المعجم بمجلّداته الأحد عشر كاملاً ورقيًّا، ها هو يظهر اليوم إلكترونيًّا ليكون بين أيدي الباحثين والمتخصّصين وليرسّخ الحضور الفكريّ واللغويّ لمسيحيّي الشرق في الحضارة العربيّة التي طالما حرص الآباء اليسوعيّون على المساهمة في صونها على مدار تاريخهم.

في حفل أقيم في المكتبة الشرقيّة لما تحمله من رمزيّة ودور جوهريّ في تقدّم أبحاث المعجم، تمّ إطلاق النسخة الرقميّة من معجم المؤلّفون العرب المسيحيّون في لفتة تعيد ترسيخ مكانة الأب كميل حشيمه اليسوعيّ والآباء اليسوعيّين في حقل الأبحاث والتأليف. فلا يخفى على أحد اهتمام الآباء اليسوعيّين منذ عقود بالإرث العربيّ المسيحيّ وها قد انتقلت عُصارة أبحاثهم ومؤلّفاتهم لتواكب العصر وتكون بمتناول الباحثين من مختلف أقطار العالم وتكون مرجعًا هائلاً يستعين به كلّ باحث وكاتب ومؤرّخ ومتخصّص بالمخطوطات والكتابات العربيّة المسيحيّة.

في حفل ضمّ كتّابًا وباحثين وعاملين في حقل الأبحاث العربيّة المسيحيّة وعمداء كلّيّات اللاهوت في جامعات لبنان وممثّلين عن رؤساء الجامعات اللبنانيّة وممثّلين عن رؤساء الكنائس المشرقيّة وسيادة مطران بيروت المطران بولس عبد الساتر، تمّ الاحتفاء بالأب كميل حشيمه وبمعجمه في أجواء اختلط فيها العلميّ بالحميميّ، تمامًا كما كانت حياة الأب كميل.

وفي الكلمات الخمس المقتضبة والواضحة التي أُلقيَتْ، أظهر المتحدّثون دور الأب كميل حشيمه العلاّمة واللغويّ والباحث والمترجم والراهب، دور يستمرّ حتّى بعد رحيله. كما سلّط المتحدّثون الضوء على دور الرهبانيّة اليسوعيّة في المحافظة على الإرث العربيّ المسيحيّ والذود عنه في وجه الزمن وتحدّياته، كما أظهروا رؤيويّة هذا المشروع وتحديثه ليكون قِبلة الباحثين. إنّ تحويل المعجم إلى منصّة إلكترونيّة سيؤكّد الدور السبّاق والرؤيويّ الذي طالما اضطلع به اليسوعيّون هم الذين يثبتون مرّة أخرى اليوم أنّهم روّاد في مجالات الأبحاث والتأليف وترسيخ دور المفكّرين العرب المسيحيّين في الشرق.

في كلمة أولى ألقاها الأب روني الجميّل اليسوعيّ، تحدّث عن منهجيّة البحث وصعوباته وتحدّياته كما تحدّث عن أهمّية المعجم وعن دور مركز الأبحاث والجامعة اليسوعيّة في حمل الشعلة من بعد وفاة الأب كميل. أمّا كلمة الأب داني يونس اليسوعيّ فقد حملت طابعًا إنسانيًّا حميمًا أظهر الأب كميل حشيمه الإنسان والراهب والصديق الذي استطاع إلى جانب انشغالاته وأبحاثه أن يرافق الآخرين وأن يهتمّ بهم ويحيطهم بكلّ حبّ وعطف.

أمّا كلمة الأب سليم دكّاش اليسوعيّ فقد ركّزت على دور اليسوعيّين والمسيحيّين في الشرق وعلى ضرورة الحفاظ على كتاباتهم وإرثهم للحفاظ على وجودهم.

بعد الكلمات التي ألقاها الآباء اليسوعيّون وكلمة الدكتور بطرس لبكي، تمّ تقديم موقع المعجم الإلكترونيّ بخصائصه ومنهجيّته التي التزمت منهجيّة الأب كميل حشيمه في المعجم الورقيّ كما تمّ إجراء بحث نموذجيّ ليتعرّف الباحثون الموجودون في القاعة على طريقة البحث وأساليبه وخصائصه على الموقع.

إنّ هذا المشروع رياديّ من دون شكّ، إن من حيث كمّيّة الأعلام الذين يتناولهم بنبذتهم ومؤلّفاتهم والمراجع التي تناولتهم، وإن بمنهجيّته المتماسكة ومجلّداته الورقيّة والرقميّة التي ستتيح البحث بكلّ أريحيّة للباحثين مهما كانت المعلومات التي بحوزتهم أو تلك التي يبحثون عنها. ومن الجدير ذكره أنّ هذا المعجم، وإن صار رقميًّا اليوم، فهو ما يزال يحتاج إلى إمكانيّات مادّيّة وبشريّة ضخمة ليكمل وليتطوّر وليرافق المؤلّفين العرب المسيحيّين في رحلة تأليفهم ومساهماتهم الفكريّة في الحضارة العربيّة المعاصرة.

 

ألصور

 



PARTAGER :