حفل تكريم الدكتورة هبة شبارو-سنّو لمناسبة مرور عام على وفاتها

الثلاثاء 9 كانون الأول 2025
Campus des sciences humaines


 

 

في أمسيةٍ مفعمةٍ بالحنين والوفاء، التأم جمعٌ كبير من أساتذة معهد الآداب الشرقيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت وطلّابه، وكذلك من أصدقاء الدكتورة الراحلة هبة شبارو سنّو، لمناسبة مرور سنة على وفاتها. وقد غلب على هذا الاحتفالِ التكريميّ حضور ذو طابع أكاديميّ، إذ ضمّ كلمات زملائها وأحبّائها وخرّيجي معهد الآداب الشرقيّة حيث أمضت الراحلة سنواتها طالبةً ثمّ أستاذةً ومديرة لقسم اللغة العربيّة وآدابها.

بدأت الكلمات الرسميّة وفق الترتيب المُعدّ للبرنامج، فكانت الكلمة الأولى لمدير معهد الآداب الشرقيّة الدكتور طوني القهوجي، الذي تحدّث عن مسيرة الدكتورة هبة في المعهد وعن بصمتها العلميّة والتربويّة. تلاه رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، الذي أكّد في كلمته مكانة الراحلة في الجامعة ودورها في خدمة اللغة العربيّة وإغناء الحياة الأكاديميّة، مقدّمًا في كلمته زبدة حياتها العلميّة ونتاجها التأليفيّ.

ثمّ اعتلى المنبر البروفسّور هنري العويط، الأمين العامّ السابق للجامعة ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديميّة سابقًا والمدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربيّ، مستعيدًا ما تميّزت به الراحلة من إخلاصٍ وتفانٍ وانتماء. وبعده كانت الكلمة للبروفسّور جرجورة حردان، المدير السابق لمعهد الآداب الشرقيّة والعميد الأسبق لكلّيّة الآداب، الذي أضاء على أثرها الإنسانيّ والعلميّ داخل المعهد وخارجه.

وانتقل الحفل بعد كلمات القيّمين على المعهد إلى شهاداتٍ شخصيّةٍ للمقرّبين من الدكتورة هبة وطلّابها، فكانت البداية مع الشاعرة والكاتبة الدكتورة دنيا فيّاض طعّان، صديقة الراحلة وزميلتها منذ مقاعد الدراسة، التي روت محطّات من صداقتهما الطويلة وما جمعهما من محبّة وتشارُك في خدمة اللغة العربيّة. ثمّ قدّمت الأستاذة مها يمّوت سَودا شهادتها كطالبة للدكتورة هبة في مرحلتَي الإجازة والماجستير، مستذكرةً دقّتها واهتمامها ودفأها الإنسانيّ.

تلتهما شهادة ترايسي عازار التي استعادت لحظات ثمينة عرفتها مع الدكتورة هبة شبارو سنّو مؤكّدةً أنّ محبّة هذه الأستاذة لم تغب يومًا عن قلوب طلّابها. بعدها اعتلت المنبر فاتن كحيل، شاكرةً فضل الراحلة في مسيرتها العلميّة والأكاديميّة. أمّا الشهادة الأخيرة فجاءت من البحرَين، حيث قدّم الدكتور علي أحمد عمران كلمة مسجّلة استعاد فيها أثر الدكتورة هبة في بداياته العلميّة في معهد الآداب الشرقيّة ودورها في توجيه مساره المهنيّ.

وفي ختام الشهادات، كانت الكلمة الأخيرة للعائلة وقد ألقاها البروفسّور أهيف سنّو، الذي تحدّث بالكثير من الوجدان والتأثّر والعمق، إذ عبّر عن علاقة راسخة وممتدّة جمعت العائلة والزملاء والطلّاب بالدكتورة الراحلة.

وقد اتّسمت الأمسية، على الرغم من حزن المناسبة، بدفءٍ لافت وجمالٍ خاصّ استمدّته من محبّة الحاضرين وصدق ذكرياتهم. فقد بدا المكان مفعمًا بروح الامتنان لشخص الدكتورة الراحلة، تلك التي جمعت بين اللطف والصلابة، وبين العلم والإنسانيّة. تردّد اسمها في القاعة كأنّه ما زال حاضرًا بين الجميع، وتداخلت الضحكات الخفيفة مع الغصّات الصامتة، لترسم لوحةً من الوفاء الصادق لمن زرعت في نفوس طلّابها وزملائها أثرًا لا يُمحى. هكذا تحوّلت الأمسية إلى مساحةٍ حميميّة تجمع بين التذكّر والاحتفاء، وتؤكّد أنّ الدكتورة هبة شبارو سنّو لم تغب يومًا عن القلوب.

اختُتم الاحتفال بكلمات شكرٍ ووفاء، وبالتأكيد على أنّ ذكريات الدكتورة هبة شبارو سنّو ستظلّ حيّة في نفوس محبّيها، وأنّ مسيرتها العلميّة والإنسانيّة ستبقى منارةً في معهد الآداب الشرقيّة وجامعة القدّيس يوسف، وبتقديم درع للبروفسور أهيف سنّو باسم الدكتورة الراحلة.

رحم الله الدكتورة هبة شبارو سنّو وألهم أهلها وزملاءها وطلّابها الصبر، وأدام فيهم روح العطاء التي زرعتها فيهم طوال مسيرتها.

رابط لمشاهدة الاحتفال كاملاً 

 



PARTAGER :