الشباب في السياسة: الحاجة إلى قوى ثالثة

18 Octobre 2016
Collaborateurs


رنا قرعة الأربعاء 19/10/2016 نظّم ماجستير الإعلام والتواصل في جامعة القديس يوسف– كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الثلاثاء في 18 تشرين الأول، وبالتعاون مع صحيفة لوريان لو جور، ندوة تحت عنوان « الشباب والسياسة: بين التنازل والتبعية ». « الحراك الطلابي بين جيلين، جيل ما قبل الحرب وما بعدها ». بهذه الكلمات افتتحت الصحافية ساندرا نجيم الندوة. بالنسبة إلى الجيل القديم، أو ما يعرف بجيل السبعينات، كل شيء كان ممكناً. فهدف الشباب كان تغيير النظام وكانت الجامعة هي المكان الأنسب لتلك العملية، فعرف هذا العصر بالعصر الذهبي. ورغم الانقسامات التي كانت مسيطرة في تلك المرحلة، بين يمين ويسار، كان هناك ما يسمى بـ »الحكم الذاتي »، الذي نشأ عنه أولاً اتحاد قدامى الجامعة اللبنانية، الذي لعب دوراً مهماً ومؤثراً في السياسة وثانياً حركة الوعي، التي اعتبرت تياراً ثالثاً محايداً هدفه الدفاع عن الجامعة اللبنانية. إذاً، كان للحركة الطلابية قبل الحرب دور كبير في السياسة وفي التغييرات السياسية. أما في ما يتعلق بالحركة الطلابية بعد الحرب، والتي تعود إلى العام 1997 حتى العام 2005، فرغم المصاعب السياسية التي مرّ ويمر فيها لبنان، كالوجود السوري مثلاً، لم تتمكن الحركات الطلابية من تحديد هدف سياسي موحد. بالنسبة إلى الدكتور عصام خليفة، وهو أستاذ سابق في الجامعة اللبنانية، كان من الضروري، في مرحلة ما قبل الحرب، طرح تيار ثالث دوره الدفاع عن مطالب الطلاب والأساتذة على حد سواء. المطالب كانت كثيرة، لذلك وجب التحرك لتحقيقها. أبرزها طرح مشاركة الطلاب في إدارة الجامعة. « كانت الجامعة مستقلة »، قال خليفة، على عكس اليوم، فالزبائنية والتدخلات السياسية تسيطر على الجامعة اللبنانية حالياً. ورأى المحامي أنطوان فغالي، رئيس سابق لمجلس الطلاب في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اليسوعية، أنه لا يمكن القول إنه بعد العام 2005 لم يعد هناك حركة طلابية. فـ »المشاكل واضحة حالياً، وعلى الطلاب المحاولة بإيجاد شيء جديد ». ويكمن الحل، بالنسبة إلى فغالي، في استئناف النقاشات السياسية في الجامعات بهدف تسليط الضوء على دور الطلاب في التغيير وعلى أهمية دورهم في الحقل السياسي. أما في ما يتعلق بـ »التبعية »، فأكد فغالي ضرورة « إعادة النظر بالمسائل التي يطرحها القادة »، وبالتالي انتقادها إن لم تكن تصب في مصلحة الوطن، مشدداً على أهمية « النقد الذاتي ». بدورها، رأت رولا خوري، وهي رئيسة قسم العلوم الاجتماعية في الجامعة اليسوعية، أنه من الصعب حالياً التكلم عن موضوع يتعلق بالشباب. فالتاريخ بالنسبة إليهم بدأ في العام 2005، وهذا مفهوم خاطئ. « لقد أصبح الانتماء إلى أي حزب سياسي أمراً سلبياً ». وبالنسبة إلى خوري، من الضروري أن يكون هناك أحزاب أو تيارات سياسية، لكن ليس بتبعية، مشددة على أهمية « النقد الذاتي ».