دكّاش في تخريج 483 طالبًا من العُلوم الطبيّة: نؤمن أنّكم ستواجهون تحدّي نهوض الدولة اللّبنانيّة

Mercredi 4 juillet 2018
Campus des sciences médicales

احتفلت جامعة القدّيس يوسف في بيروت بتخريج طلاّب العُلوم الطبيّة في حديقة الحرم، طريق الشام، بحضور رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، وعميد كليّة الطب البروفسور رولان طنب وضيف الشرف العميد الفخريّ في الكليّة البروفسور بيار فرح، وجمع من العمداء والمديرين ومسؤولي الجامعة والأساتذة وأهالي الطلاّب وممثّلي السلطات المدنيّة والدبلوماسيّة والعسكريّة والدينيّة. خلال الحفل سلّم البروفسور دكّاش الشهادات إلى 483 طالبًا وطالبة تخرّجوا من الكليّات والمعاهد التالية: كليّة الطبّ، معهد العلاج الفيزيائيّ، المعهد العالي لتقويم النُّطق، معهد التأهيل النفس-حركيّ، كليّة طبّ الأسنان، كليّة الصيدلة، كليّة الصيدلة فرع علم التغذية وتنظيم الغذاء، مدرسة تقنيي المختبرات والتحاليل الطبيّة، كليّة العلوم التمريضيّة ومدرسة القبالة.

 

إستهلّ الحفل بدخول الأطبّاء والاختصاصيين من مختلف المهن الصحيّة، فالنشيد الوطنيّ، ثمّ ألقى البروفسور دكّاش كلمة شكر فيه العميد  الفخريّ البروفسور بيار فرح، ضيف الشرف على إلقائه محاضرة التخرّج والذي جاء خصّيصًا من "إندجامينا" N’Ndjamena  في التشاد حيث تقاعد.

وتابع رئيس الجامعة: "أدرك كم كان عليكم أن تواظبوا وتثابروا للوصول إلى هذا اليوم، بحيث تحظى جهودكم اليوم بالمكافأة. في جامعتنا، الطالب المتخرّج هو شخص بارع حقّق ذاته، وعندما ينهي دراسته، هو مواطن يعي واجباته. نحن نعرف وأنتم تعرفون أنّ هناك الكثير من المشاكل وأنّ هناك أمورًا لا تسير على ما يرام، وأنّ السياسة ليست دائمًا في خدمة الخير العامّ، ولكنّنا نؤمن أنّكم ستواجهون بأنفسكم تحدّي نهوض الدولة اللّبنانيّة وخدماتها المختلفة".

وأردف: "سوف تجعلكم مهنيّتكم وصرامتكم وتفانيكم في المهمّة قادةً لجيلكم. القائد هو الشخص الذي يتمتّع برؤية لما يجب عليه فعله؛ إلاّ أنّ القائد الحقيقيّ يسترشد بالقِيَم وهي من ثلاثة أنواع: النوع الأوّل هو القِيَم الاجتماعيّة مثل المشاركة، والإخلاص، والصدق، والتضامن، والإصغاء، وحماية كرامة كلّ واحد. النوع الثاني هو قِيَم المواطنة التي يحتاجها بلدكم بشكلٍ ملحّ اليوم وغدًا. أما النوع الثالث فهو القِيَم الفكريّة لأنّ جسدنا ليس مسيّرًا فقط بحاجاته بل بالعقل الذي يتمتّع بقِيَمه الخاصّة، مثل الذكاء النقديّ بدلاً من الأحكام المسبقة والخرافات، والحكمة بدلاً من التطرّف، والفنّ والإبداع بدلاً من القدريّة".  

 

وختم البروفسور دكّاش: "كان وطننا وسيبقى عظيمًا بعظمتكم وإنجازاتكم الإنسانيّة والمهنيّة. لبنان ليس بالنسبة إليكم مجرّد مكان سياحيّ ولكنّه الأرض التي تتجذّرون فيها وجبل أحلامكم! لا تنسوه! أحبّوه".

 

من جهته أضاء البروفسور رولان طنب على محطات لافتة في سيرة ضيف الشرف. فبعد استلام البروفسور بيار فرح عمادة كليّة الطبّ مدة 12 عامًا "لم يتقاعد ليتمتع براحة يستحقها، بل ذهب إلى إفريقيا متحدّيا كلّ المخاطر ومتخطيًا كلّ العقبات من أجل تأسيس وإدارة مدرسة طبّ مخصّصة للأكثر فقرًا. متسلحًا بإيمانه وشجاعته، ها هو يعيش منذ عشرة أعوام في التشاد، جالبًا معه أفضل الأساتذة من لبنان وفرنسا".    

 

في محاضرته توجّه البروفسور بيار فرح إلى الطلاّب قائلاً: "لقد واجهتم تحدّيات جمّة خلال دراستكم وأنا واثق أنكم ستعرفون الاستفادة في رحلتكم المهنيّة من الإمكانات التي وضعت بتصرفكم. اسمحوا لي أن ألفت نظركم إلى متطلبات مهنتكم: لم تعودوا مجرد مراقبين، بل أصبحتم فاعلين في مجال الصحّة، لذلك عليكم توسيع أفق نظرتكم إلى ما هو أبعد من الكتب والدروس، لأن على الإنسان إعطاء معنى لحياته، وأنتم بالذات عليكم إعطاء معنى للعمل الصحّيّ الذي تقومون به".

"لكن ما هي الصحة؟" سأل فرح، واستعار تعريفًا لرئيس الجامعة الأسبق الأب جان دوكروييه اليسوعيّ الذي اعتبر أن الصحّة هي التي تسمح للإنسان بتعبئة طاقاته كلّها من أجل تحقيق دعوته وخير الآخرين. كما تحدّث فرح عن تجربته في التشاد، واعتبر أن المبادئ التي ذكرها لها قيمة في البلدان الفقيرة، "أما تطبيقها في تلك البلدان فيغني صاحبها أكثر من العمل بها في البلدان المتحضرة".

أما كلمة اتّحاد جمعيّات قدامى جامعة القدّيس يوسف فقد ألقاها الأمين العام للاتّحاد ورئيس جمعيّة قدامى كليّة الصيدلة البروفسور كريكور ساهقيان.          

وبعد أن ألقت فرح حيدر الحائزة المرتبة الأولى على دفعتها في كليّة طبّ الأسنان كلمة باسم الطلاّب، وبعد تلاوة الدكتور سليم اسماعيل الحائز المرتبة الأولى في كليّة الطبّ، قسم أبقراط مع متخرّجي كليّته، وليا سمعان  الحائزة المرتبة الأولى في كليّة العلوم التمريضيّة قسمًا مع بقية المتخرّجين، سلّم البروفسور دكّاش الشهادات للمتخرّجين الجدد. كما سلّم الدكتور إدوار حجّار جائزة البروفسور جوزف حجّار لأفضل أطروحة وفاز بها كلّ من الدكتورة كلوي سعادة والدكتورة ياسمين حبلي والدكتور جيروم كعيكاتي. 

واختتم الحفل بشرب نخب المناسبة في حديقة الحَرَم.