مريم في القرآن والإسلام للسيّد حسين إبراهيم في ثلاثاء الكليّة

Mardi 6 novembre 2018
Campus des sciences humaines

ضمن إطار سلسلة "ثلاثاء الكليّة" التي تقيمها كليّة العلوم الدينيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، في حرم العلوم الإنسانيّة-طريق الشام حاضر السيّد حسين إبراهيم حول موضوع "مريم في القرآن والإسلام"، وقد تمحورت المحاضرة حول " بيان سيرة السيدّة مريم في القرآن الكريم، لصعوبة تقصّي سيرتها في القرآن والإسلام –أي بإضافة السّنّة على الأقلّ- في محاضرةٍ واحدة، كما كان ينصّ عليه العنوان المقترح" كما مهّد المحاضر في مقدّمة محاضرته.

وقام المحاضر  بإلقاء "إضاءة تفسيريّة على سيرة السيدّة مريم في أهمّ موضعَينِ عرضا لسيرتها في القرآن الكريم في سورتي آل عمران ومريم، ثمّ انطلق من ذلك لبيان أوصاف السيّدة مريم وسماتها الشخصيّة وخصائصها في القرآن الكريم؛ فهي في آل عمران مريم المصطفاة من آل عمران المصطفَيْنَ المنذورة للخدمة في الهيكل (المسجد)، وليس الذكر في ذلك كالأنثى عند اليهود الذين كانوا يحصرون خدمة الهيكل بالذكور، وهي التي حرّرتها أمّها بالنذر من حقوقها عليها لتتفرّغ للعبادة والخدمة، وهي الموعودة – قبل ولادتها بدعاء أمّها وقبول ربّها- بالذرّيّة، المُعَاذة وذرّيّتَها من الشيطان الرجيم، وهي التي تقبّلها ربّها بقَبول حسن وأنبتها (نمّاها) نباتاً حسنٍاً وكفّلها بعنايته زكريّا، وكان –سبحانه- يخصّها برزق الطعام بصورة عجيبة، وهي المصطفاة والمطهّرة والمصطفاة على نساء العالمين" كما قال السيّد إبراهيم.

 وتابع المحاضر مفسّرّاً "التطهير بالعصمة، وفرّق بين الاصطفاء والاصطفاء على نساء العالمين حتى صارت بالأخير سيّدة نساء العالمين ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (سورة آل عمران: الآية 42). وهي المؤدَّبَة المأمورة بالعبادة المبشّرة بمعجزة الولد ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (سورة آل عمران: الآية 46)".

وتطرّق المحاضر السيّد إبراهيم إلى أوصاف السيّدة فقال: "أما أوصاف السيّدة مريم في سورة مريم، فهي المعتزلة المحتجبة للعبادة، العائذة بالرحمن، المحدّثَة (محدّثة الملائكة) التي تمثّل لها الملاك: ﴿ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (سورة مريم: الآيات 17 -21)".

وأضاف: "هي في سورٍ أخرى المحصنة (العفيفة) والآية (المعجزة الدالة): ﴿ و َجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴾ (المؤمنون:50)".

وكان عرض المحاضر تفسيرًا اعتمد فيه تحليل النصّ القرآني، وقارب بعض الأفكار بطريقة فلسفيّة، فحلّل معنى الكلمة عند المسلمين، ومعنى تحديث الملائكة وتمثّلهم.