منَ الجامعةِ اليسوعيّةِ في بيروتَ إلى الطيري

décembre 2018

منَ الجامعةِ اليسوعيّةِ في بيروتَ إلى بلدة الطيري، وتحت شعارِ "السلامُ للبنانَ والمجدُ لكوريا!" حملَنا أفرادُ الكتيبةِ الكوريّةِ في اليونيفيل في رحلةٍ شيّقةٍ، لربّما كانَ منَ الأجدرِ وصفَها بـ"فرصةِ العمرِ الذهبيّةِ". فما إنْ سمعْنا عنهم عن لسانِ معلّمتِنا السيّدة "دانييل الشدياق عزّام" حتّى نظّمْنا معها موعدًا لزيارةِ قاعدتِهم في بلدة الطيري (قضاء بنت جبيل) التي تمتدّ على مساحة 1 كلم2 ويخدمُ فيها 331 جنديّا كوريًّا، من بينهم 20 منَ الإناث، جميعُهم أتوا إلى أراضينا ليكونوا حامي الحمى. وقد حوّلوا الكتيبةِ إلى ما يشبه العائلةِ الواحدةِ الدافئة.

 تخلّلَ الرحلةُ في أرجاء القاعدةِ اجتماعًا داخلَ غرفةِ المؤتمراتِ مع القائدِ "سيو مو غو"   Suk Mo Kooالذي يمتلكَ إلى جانبِ شخصيّتِه القياديّةِ الصارمةِ حسَّ دعابةٍ فريدًا من نوعِه. فخلالَ هذا الإجتماعِ، تعرفْنا في فيلمٍ وثائقيٍّ خاصٍّ على تاريخِ الصداقةِ بينَ وطنِنا وكوريا الجنوبيّةِ، وعلى أعمالِ الكتيبةِ داخلَ لبنانَ من مكافحةِ الأسلحةِ غيرِ الشرعيّةِ وغيرِها إلى حمايةِ حدودِنا. وقدْ أهدانا أفرادُ الكتيبةِ حقيبةً بداخلِها وسامٌ عليه شعارُ النمرِ الكوريِّ وأسطوانةٌ لفرقةِ "Generation Girl" وصورةٌ تذكاريّة لنا مع القائد، وقدّموا لنا كعكةً كوريّةً وشرابَ نقيعِ الأرزِّ الشهيرِ. وإلى جانبِ هذا، سنحَت لنا الفرصةُ أيضًا بأن نتجوّلَ داخلَ القاعدةِ، على الرغمِ من الطقسِ الممطرِ الذي هو بحسبِ الكوريين فألُ خيرٍ. ثمّ استضافونا داخل غرفةِ السينما خاصتِهم لنشاهدَ مقتطفًا عن مدينةِ "سيول" عارضين علينا فرصةَ قيام واحدٍ منّا برحلة الى سيول في فصل الصيف على نفقة الحكومة الكوريّة. أمّا المفاجأةُ الكبرى فكانَت عرضًا خياليًّا تخلّلَه القرعُ على الطبولِ والتايكواندو. وأخيرًا، استمتعْنا باللباسِ التقليديِّ الكوريِّ الذي قدّمَته إلينا الكتيبةُ من أجلِ التقاط الصورِ التذكاريّةِ.    

من تسنحُ له الفرصةُ ويزورُ القاعدةَ الكوريّةَ لليونيفيل في لبنانَ لن يرى فيها سوى حسنِ الضيافةِ والروحِ الحلوةِ ونظامٍ بدقّةِ عقاربِ الساعة. وإنَّ قلوبَنا لتُفعمَ وإنّ أنفسَنا لتطمئنَّ بوجودِ أشاوسِ الكتيبةِ الكوريّةِ على أراضينا، فلترفرفَ حماماتُ السلامِ في سماءِ لبنانَ وليبقى المجدُ للنمورِ الكوريّةِ دائماً وأبدًا!

Lara Ramadan

L2