أسبوع اليسوعيين والعلم استذكر رهبانًا خدموا لبنان بعلومهم ومشاريع طلاّبيّة لحلّ مشكلة التلوّث

من الاثنين 18 إلى الجمعة 22 شباط 2019
Campus des sciences humaines
Organisateurs


احتفلت المرشديَّة العامّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت باختتام أسبوع اليسوعيين في دورته الثانية، وقد حمل هذا العام عنوان "اليسوعيون والعلم" وسلّط الضوء على رهبان علماء خدموا المجتمع اللبناني انطلاقًا من رسالتهم الرهبانيّة وعلومهم، فساهموا في إنمائه وتطويره في مجالات كان لبنان في أمسّ الحاجة إليها، وأكّد على متابعة جامعة القدّيس يوسف لرسالة الآباء الأوائل من خلال الاهتمام بمشاكل العصر الحاضر.

بعد خمسة أيّام من النشاطات التي امتدت من 18 الى 22 شباط،  أقيم حفل الختام في مسرح بيار أبو خاطر وسط حضور كثيف، وتخلّله عرض أفلام وثائقيّة تناولت حياة أربعة رهبان ومساراتهم العلميّة والإنمائيّة وما تركوه في لبنان، وهم: الأب بيار فيتوك العالم والمتخصص في النباتات والزراعة؛ الأب جاك لوازليه الطبيب الذي درّس الطبّ في جامعة القدّيس يوسف وأسس فيها المختبرات المتخصصة في علم الوراثة وعمل في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس؛ الأب بونافنتور برلوتي مؤسّس مرصد كساره الذي دمّرته الحرب العالمية الأولى مع كلّ الأبحاث والدراسات فأعاد بناءه من الصفر؛ والأب جاك بلاسار الذي كان تابع العمل في المرصد واكمل رسالة اليسوعيين المميزة من خلاله.

واستحضر الحفل الختاميّ لأسبوع اليسوعيين ذكرى الأب الفيلسوف تيار دو شاردان اليسوعيّ (1881-1955) المفكّر والفيلسوف صاحب الكتابات "الثورية" في مجال تطوّر الكون، وعُرض فيلم عن حياته وأعماله.

وشارك الطلاّب في النسخة الثانية من أسبوع اليسوعيين من خلال مجموعات عملت على سبعة مواضيع وتبارت في مشاريعها لإيجاد حلول علميّة لمشاكل يعاني منها المجتمع، وتوزعت الموضوعات حول: التلوث الناتج عن وسائل النقل، التلوث البصري والمُدني، نظام الحياة الايكولوجية، السماد، تلوث الهواء، التلوث الناتج عن مياه الصرف الصحي، التلوث الناتج عن الحرق غير المنضبط.

الحفل الختاميّ شهد حضورًا كثيفًا حيث رحّب المرشد العام الأب جاد شبلي بالحضور مذكرًا بأهداف أسبوع اليسوعيين ومثنيًا على جهود الطلاّب الذين أبدوا حماسة والتزامًا لخوض غمار الالتزام الاجتماعي وعملوا بجهد على مشاريعهم لإيجاد حلول لمشاكل التلوّث، أحد أضخم مشاكل لبنان اليوم.

وكانت كلمات للنائبين بولا يعقوبيان وسامي الجميّل وقد تناولا الموضوع البيئي الملحّ في لبنان وضرورة رفع الصوت في وجه المعتدين والفاسدين والمستغلين للسلطة ومواجهة أعداء البيئة وأعداء الإنسان.

رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ أعرب عن سروره لانخراط المرشديّة العامّة في قلب رسالة الجامعة التي تديرها الرهبنة اليسوعيّة وفق روحيّة القدّيس اغناطيوس التربوية، وهي تسعى إلى البحث عن تحقيق الأفضل، وأكّد أن انخراط الآباء اليسوعيين في العلم يدخل في صلب رسالتهم بهدف خدمة المجتمع ودفعه نحو الأفضل، موضحًا ان ذلك يدخل في عمق الرسالة اليسوعيّة التي دعا إليها المؤسس وذلك من أجل مجد الله الأسمى. وأشار رئيس الجامعة إلى أن الراهب اليسوعيّ العالِم الحديث، يعتبر الجماعة العلمية رعيته وهو بذلك يتخطّى العديد من الحواجز والمعوقات وعدم الفهم، وأن الجماعة اليسوعيّة في الشرق الأوسط ولا سيّما من خلال جامعة القدّيس يوسف في بيروت قامت برسالتها على أكمل وجه واستطاعت أن تزيل التوتر بين الرسالة الروحيّة والرعوية والالتزام العمليّ، وما تزال إلى يومنا هذا تقوم بذلك.

من جهته ذكّر الأب نورس سمّور ممثلاً الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية الأب داني يونس، برسالة الرهبنة اليسوعيّة وتاريخها في كل مكان حلّت فيه، والتي تعكس نظرة الله إلى العالم والرغبة في جعله عالمًا أفضل، وسعي القدّيس إغناطيوس مؤسس الرهبنة بضرورة العمل نحو تحقيق ملكوت الله الكامل. وفي ما يتعلّق بالعلوم تناول ثلاث نقاط أساسيّة مفادها أن العقل هو هبة الله الكبرى أعطاها للإنسان ليكون خالقًا معه؛ حريّة الخليقة أمام حريّة الخالق وأن العلوم هي أفضل مكان لنفهم هذه الحريّة وندرسها؛ والنقطة الثالثة والأخيرة أن هدف العلوم الأسمى هو إعطاء مستقبل جديد ومتجدّد إلى العالم، بمعنى أن هدف العلم هو الرجاء، فالعلم هو دعوة من الله لنكون معه على صورته خلاّقين!

وقبيل توزيع الجوائز على الطلاّب الفائزين، كرّم منظمو أسبوع اليسوعيين السيدة زينب مقلّد كنموذج للمواطن الملتزم بقضايا البيئة والحفاظ عليها، خصوصًا أنها ومنذ العام 1995 أخذت قرارًا فرديًا بفرز نفايات منزلها وتدويرها ودعت جيرانها للقيام بذلك، ونجحت في استقطاب مجموعة من النساء الحريصات على خدمة الأرض عوض عن تدميرها.

وتولّى الطالبان ليا شويفاتي وريمون أسمر تقديم الحفل، وبعد شكر المرشد العام للحضور وللمشاركين ولرعاة الحدث، دُعيت الفرق الفائزة إلى المسرح لتسّلم جوائزها، وتوزّعت على الشكل التالي:

  • الجائزة الأولى: فئة "التلوّث الناتج عن وسائل النقل"، تألفت المجموعة من: كيني برازا؛ ميريام الغول؛ غاييل خريش؛ خليل حجل؛ كريستيان قنيزح؛ وليا نبهان.
  • الجائزة الثانية (فرقتان) فئة "التلوث البصريّ والمُدُني"، الطلاّب: ماري كلير أندرواس؛ ماري روز خوري سميا؛ ميريام التكله؛ شايان شمّاس؛ وكريستيل صالح.
  • فئة "التلوث الناتج عن الصرف الصحيّ" وتألفت المجموعة من الطلاّب: غابرييلا شربل؛ ريتا داغر؛ وجورجيو عازار؛ ميرا حولي؛ وكارول قاصوف.   

اختتم أسبوع اليسوعيين على أمل اللقاء في العام المقبل من خلال الإضاءة على وجه جديد لهذا الحضور المثمر خيرًا للمجتمع وأفراده.