حرم لبنان الجنوبيّ في الجامعة اليسوعيّة ينظّم حلقات حول تعزيز العيش المشترك

الجمعة 22 شباط 2019
Campus du Liban Sud
Organisateurs


أقام حرم لبنان الجنوبيّ في جامعة القدّيس يوسف في بيروت بالتعاون مع معهد الدراسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة في الجامعة وأبرشيَّة صيدا ودير القمر للروم الملكيّين الكاثوليك، المحاضرة الثانية ضمن سلسلة "حلقات في العيش الإسلاميّ المسيحيّ" حملت عنوان "دَوْر العلوم الإنسانيَّة في إدارة الخلافات الزوجيَّة"، وذلك في حرم الجامعة في البراميّة. وستختتم السلسلة بمحاضرة ثالثة في دار الأبرشية في صيدا حول موضوع "الأمثلة في الإنجيل والقرآن" في العاشر من شهر أيّار المقبل. 

بدايةً رحّبت مديرة حرم الجنوب السيَّدة دينا صيداني بالحضور، وتوجّهت بالشكر إلى المحاضرَين المطران إيلي حدّاد، مطران صيدا ودير القمر للروم الملكيّين الكاثوليك والشيخ محمد النقريّ، القاضي الشرعيّ في محكمة بيروت، متحدّثة عن سيرتهما.

 

الشيخ محمد نقريّ

قدّم الشيخ محمّد النقريّ ورقته، وشدّد فيها على ثلاث نقاط قد تشكّل عائقًا أمام حياة زوجيّة سليمة.

أولًا، ما سمّاه "التربية الأحادية"، حيث ينمو الفرد منذ طفولته على مبدأ الحلّ الواحد فقط، من غير التدرّب على اللجوء إلى مروحة اقتراحات حلول.

ثانيًا، استعمال لغة تخاطب واحدة، تجرح الآخر في الغالب، عوض التفتيش عن مصطلحات إيجابية ولطيفة.

وثالثًا، الاهتمام الحصريّ بالوجّهة الشخصية للمرء من غير الأخذ بالاعتبار وجهة نظر الآخر. وبالتالي الارتكاز على أن الحقيقة يحملها شخصٌ واحدٌ لا غير، من دون النظر من خلال عينَي الشريك. وارتكز في عرضه على أمثلة واقعيّة يصادفها في حياته العمليّة كقاضٍ شرعيّ.

بعد ذلك، تكلّم على أهميّة التحضير للزواج، وبالتالي العمل مع الأشخاص على معرفة اختيار ما يناسب رؤيتهم قبل الارتباط بالشريك. واستند الشيخ نقريّ إلى القرآن الكريم، في الدعوة إلى معالجة الخلافات بالحُسنى، والنظر إلى الخير الكامن في كلّ خلاف، عوض الاكتفاء بما هو سلبيّ، كما تطرّق إلى مفهوم التحكيم أو إقرار الطلاق الرجعيّ، كوسيلتين تسبقان الطلاق الفعليّ، وذلك بهدف عدم التسرّع. وتحدّث في هذا الإطار عن مساوئ الزواج المبكر.

 

المطران حداد

عرض سيادة المطران إيلي حدّاد ورقته، مسلطًا الضوء على التكامل في العمل بين المراجع والمحاكم الروحيّة والشرعيّة والمختصين في العلوم الإنسانيّة من علم نفس ووساطة، للتعامل مع الخلافات الزوجيّة. وذكَّرَ أن الكنيسة تبنّت علم النفس منذ ستينات القرن الماضي، وأصبحت تعتمد عليه لتحضير الشريكين قبل الارتباط، وذلك ليعرفا مدى عمق انسجامهما، كما لمعالجة الخلافات الزوجيّة. والكنيسة تعمل مع مختصّين لتشخيص الخلافات الزوجيّة، فتعود إليهم عند ظهور الأمراض أو الاختلالات الزوجيّة، لمعرفة مدى تأثيرها على العلاقات الزوجيّة. وتحدّث عن إمكانية إبطال الأمراض النفسيّة للزواج، إذا ما تبيّن أن لها جذور في الماضي السابق للزواج. بعدها، تطرّق إلى أهمية الوساطة كعلمٍ بدأت المحاكم الروحيّة تعتمده كوسيلة تسبق اللجوء إلى القضاء.

واختُتمت الحلقة بنقاشٌ مع الحضور أدارته منسّقة برنامج التنشئة على الحوار الإسلاميّ المسيحيّ السيّدة ريتا أيوب.

جدير بالذكر أن سبق هذه الحلقة، لقاءٌ جرى في أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك – صيدا ، في 16 تشرين الثاني الماضي حول موضوع "العدل، المحبّة والرحمة".