كنعان حاضرت في اليسوعيّة كاشفة كنوز رواية برلام ويواصف

النصّ العربيّ المسيحيّ لرواية برلام ويواصف أو عندما يصبح بوذا قديسًا مسيحيًا
الأربعاء 13 آذار 2019
Bâtiment A, Salle Joseph ZAAROUR, 6ème étage - Campus des sciences humaines

استضاف مركز لويس بوزيه لدراسة الحضارات القديمة والوسيطة في جامعة القدّيس يوسف، معهد الآداب الشرقيّة، الدكتورة الباحثة مارلين كنعان التي قدّمت محاضرة حملت عنوان: "الرواية العربيّة المسيحية لخبر برلام ويواصف"، وذلك في قاعة جوزف زعرور حرم العلوم الإنسانيّة –طريق الشام.

الدكتورة كنعان هي أستاذة الفلسفة والحضارات في معهد القدّيس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، وفي كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة ومركز نهيان للدراسات العربيّة وحوار الحضارات في جامعة البلمند.

تناولت الندوة مجموعة من المخطوطات العربيّة المسيحيّة، 40 مخطوطًا، يعود أقدمها إلى القرن 12/13. تنقل لنا هذه المخطوطات النصّ العربيّ المسيحيّ لسيرة قدّيسَين هما برلام ويواصف، والتي تعتبر أول رواية مسيحية وأشهرها.

أشارت كنعان إلى أن نواة هذه السيرة تروي قصّة اهتداء أمير يدعى يواصف إلى المسيحيّة، على يد راهب قدّيس يدعى برلام أو برلعام. وأضافت أنها "تلفتنا هذه الرواية لأنها اقتباسٌ مسيحيٌ لقصّة بوذا، وقد ترجمت إلى عدد كبير من اللغات منذ نهاية القرن 11– 19م ونسخت مرارً وتكرارً، ولأنها تُنسب في عدد كبير من المخطوطات اليونانيّة واللاتينيّة والعربيّة المسيحيّة، والقبطيّة، الخ.، إلى القدّيس يوحنّا الدمشقيّ (676-749)، الذي تنسّك في دير مار سابا في فلسطين، ولأنها تُبيّن تداخل الحضارات والأديان".  

شرحت المحاضِرة كيفية وصول السيرة البوذيّة إلى المسيحيّة، ودحضت أُبوَّة الدمشقيّ لها، مظهرةً هويّة المؤلف الذي أضفى عليها الطابع المسيحيّ، كما تناولت مسألة دخولها في التراث الفارسيّ، والعربيّ- الإسلاميّ والمانويّ واليهوديّ، وتوقفت على ترجماتها العديدة، لا سيّما الترجمة العربيّة المسيحيّة التي تمّت نقلاً عن النصّ اليونانيّ والتي تكمن أهميتها على المستوى اللغويّ والفيلولوجيّ في تعريب المصطلحات اللاهوتيّة والفلسفيّة، وفي كونها (أي الرواية) شاهدة على الترجمة العربيّة لمقاطع عديدة من الكتاب المقدّس ومن كتابات الآباء التي تعود إلى القرن 12/13.

وفي الختام لفتت كنعان إلى أن هذا النص ينقل لنا نصوصًا فلسفية فُقدت من القرن الخامس ميلاديّ وأمثلة متنوّعة وقصصً تعليميةً. واعتبرت أن هذه الرواية تفتح الباب أمام عدد كبير من الدراسات في مجالات شتّى.