فاروجان سيتيان مصوّر "الأعوام الثلاثين المجيدة" في لبنان

أفتتح في 12 نيسان معرض لأعمال المصور فاروج سيتيان في المكتبة الشرقية التابعة لجامعة القدّيس يوسف ويستمر حتى 31 أيار 2019
من الجمعة 12 نيسان إلى 31 أيار 2019
La Bibliothèque Orientale

 

نظمّت مكتبة الصور في المكتبة الشرقيّة في جامعة القدّيس يوسف معرضًا للتصوير الفوتوغرافيّ برعاية السيّد فاروج نركيزيان، من قدامى طلاب مدرسة القديس غريغوريوس ومدرسة سيّدة الجمهور، وطالب في جامعة القدّيس يوسف، وحالياً عضو في المجلس الاستراتيجي للجامعة.

المكان: الطابق الأرضي من المكتبة الشرقيّة، الأشرفيّة، الغرف والمعارض المستحدثة حديثًا.

الزمان: من 11 نيسان/أبريل ولغاية 31 أيّار/مايو 2019، يوميًّا من الساعة العاشرة صباحًا حتى الخامسة من بعد الظهر (باستثناء أيّام الأحد والعطل).

خلال حفل الافتتاح تحدّث رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش عن أهمية فاروجان فقال: "في حياة لبنان كوطن، كانت هناك لحظات من السعادة والسلام والنموّ الإقتصاديّ الذي يمكننا أن نشير إليها بالسنوات الثلاثين من أمجاد لبنان. إنّ الحياة الناشطة التي عاشها فاروجان ستيان Varoujan Sétian (1927-2003)، أحد أعظم المصوّرين الفوتوغرافيّين اللّبنانيّين في النصف الثاني من القرن العشرين، تتزامن مع السنوات الثلاثين المجيدة هذه. إنّه واحد من المصوّرين الفوتوغرافيّين القلّة الذين قاموا بصياغة صورة لبنان في تلك "السنوات الثلاثين المجيدة"، لبنان الذي أُطلِق عليه آنئذٍ اسم "سويسرا الشرق". تفتخر مكتبة الصور الفوتوغرافيّة في المكتبة الشرقيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت أن تحتفظ بكامل أعماله التي تمّ تقديرها في البداية ب 20 ألف صورة، لكن بعد خضوعها للتدقيق من قِبَل ليفون Lévon  وفريقه، تبيّن أنّ المجموعة أغنى بكثير حيث تُقدَّر اليوم بأكثر من مائة ألف صورة".

وكتب مدير مكتبة الصور، ليفون نورديكويان نصًّا عن الفنان جاء فيه: 

فاروجان سيتيان (1927-2003)

من أوائل المصوّرين اللبنانيّين خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وهو من مجموعة المصوّرين الذين رسّخوا صورة لبنان الذي عُرف خلال "الأعوام الثلاثين المجيدة" بـ"سويسرا الشرق".  وتفخر مكتبة الصور في المكتبة الشرقيّة في جامعة القدّيس يوسف بجمع كلّ ما قدّمه من أعمال بلغت أكثر من مئة وعشرة آلاف لقطة، وهو رصيد حصلت عليه بمساهمة سخيّة من السيّد فاروج نركيزيان".

تناول المصوّر طيلة 50 عاماً من مسيرته مواضيع متنوّعة تبيّن بشكل خاص موهبته الفريدة في تصوير المناظر الطبيعية والأشخاص. فجبل لبنان، والأرز، والبقاع، والمواقع السياحيّة الرئيسيّة (جبيل، بعلبك، بيت الدين، ووسط المدينة في بيروت) تشكّل اليوم جزءاً من تصوّرنا البصري للبلد. كما أنّ معظم رجال السياسة والفن والأدب قد وقفوا أمام عدسته، حتى اكتسبت صور البعض منهم هالة أيقونية مثل صورة الرئيس كميل شمعون، والإمام موسى الصدر، وجورج شحادة. فكيف نتخيّل ميخائيل نعيمة بغير تلك الخطوط والألوان التي حدّدتها عدسة فاروجان؟ وقد تمتّع بلا شكّ بموهبة اتخاذ صور تنبض بروح وشخصيّة أصحابها. وقد التقط صوراً للكثير من رؤساء الدول العربية (الملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد؛ والشيخ زايد بن سلطان؛ وأمراء قطر والكويت...). وقد طلبه الرئيسان حافظ وبشار الأسد لالتقاط صورهما الرسميّة. ومنذ عام 1962، أصبح المصوّر الرسميّ لحفلات فيروز إذ أبدع في رصد أقوى اللحظات لها في حفلاتها. ومن منا لا يتذكر تلك الصورة التي نرى فيها دمعة تتلألأ على وجنة النجمة اللبنانيّة؟ وقد التقط صورة أخرى للسيدة فيروز في حفلة موسيقيّة أقيمت في الأرز في عام 1969، مستعيناً بما مجموعه 168 مكعب فلاش وضعت على ارتفاعات ومسافات مختلفة وأضيئت في لحظة واحدة، لتحقق تلك اللقطة إنجازاً فعلياً في تلك الحقبة!" 

ولم ينسَ فاروجان أصوله الأرمنيّة. وقد انطلق في رحلته الأولى إلى أرمينيا السوفيتيّة في عام 1968، مزوّداً بكاميراته وكميّة كبيرة من الأفلام. وخلال 12 يوماً، جال البلاد من أدناها إلى أقصاها وكان غارقاً في التقاط الصور لأهم المواقع والمعالم التاريخيّة. حتّى أنّه كرّس الوقت أيضاً لالتقاط صور لكثيرين من الفنّانين والأدباء والأديبات الأكثر شهرة في تلك الحقبة: مارديروس ساريان، باروير سيفاك، هوفانيس شيراز، كوركان ماهاري، سيلفا كابوديكيان، وغيرهم. وقد تعذّر علينا إدراج هذا الطابع الهام من أعمال فاروجان في هذا المعرض والكتيّب، إلّا أنّنا تناولنا الصلات الوثيقة والفعّالة التي ربطته بالمجتمع الأرمنيّ في لبنان لا سيّما من خلال التقارير شبه السنويّة التي كان يعدّها إحياءً لذكرى 24 نيسان/أبريل. والصور البانوراميّة الجامعة لعشرات آلاف الأرمن في عام 1965 في مدينة كميل شمعون الرياضيّة إنّما هي وثائق قيّمة للغاية. من هذا المنطلق، وبالإضافة إلى الطابع الفنيّ الجماليّ البحت، تحمل أعمال فاروجان أهميّة وثائقيّة وتاريخيّة تستحق الاعتداد بها. وتمثّل بعض اللقطات من جبل لبنان ووسط المدينة وثائق تاريخيّة فعليّة، لا سيّما بعد التغيّرات السريعة والمؤلمة التي لحقت بهما.

ويتّسم هذا المعرض بطابع تراثيٍّ يرمي إلى تجسيد هذه الأعمال الوافرة التي تزخر بالتنوّع. وهو يجمع بين صور الأفلام الفضيّة التي أعدّها المصوّر بنفسه والصور الحديثة التي استخدم فيها الطابعة النافثة للحبر. وتُعرض أيضاً آلات التصوير الأكثر رمزيّة التي استخدمها المصوّر (Plaubel، Linhof، Hasselblad، وغيرها من الآلات) وبعض المعدّات من الاستديو الخاص به (مكبّرات، حوض التحميض، ورق النشّاف،  وغيرها) قدّمتها أسرة فاروجان لإحياء استديو المصوّر.

وقد نشرت مطبعة جامعة القدّيس يوسف في هذه المناسبة كتيّباً يقدّم مجموعة محدودة ولكنها ذات قيمة تمثيليّة كبيرة من الصور التي التقطها فاروجان.