جامعة القدّيس يوسف نالت الاعتماد المؤسّسي غير المشروط

في حديث إلى جريدة الجمهورية شرحت البروفسورة ندى مغيزل نصر حيثيّات نيل جامعة القدّيس يوسف الاتعماد المؤسّسي غير المشروط
السبت 1 حزيران 2019

  • نالت جامعة القدّيس يوسف حديثًا الاعتماد المؤسّسي "غير المشروط" من الوكالة الأوروبيّة "أكوين"، ما هو الاعتماد المؤسّسي؟

 

الاعتماد المؤسّسي هو اعتراف من وكالة معترف بها أن مؤسّسة للتعليم العالي تتطوّر بشكل مستمرّ، وفقًا للمقاييس الدوليّة وبحسب رسالتها ورؤيتها وقيمها.

 

  • ما هي المجالات التي يغطيها الاعتماد المؤسّسي؟

يغطي الاعتماد المؤسسّي المجالات التالية: استراتيجية الجامعة، الحوكمة، التعليم ، دعم الطلاب، البحث، الموارد البشريّة والماديّة، الالتزام المجتمعي، التدويل، استدامة عملية ضمان الجودة. لكلّ من هذه المجالات مقاييسها الخاصّة. بموازاة الاعتماد المؤسّسي، تضطلع جامعة القدّيس يوسف بعملية اعتماد للعديد من برامجها.

 

  • وفقًا لأي معايير يتمّ تقييم مجالات الاعتماد المؤسّسي؟

إن تقييم الجامعة بهدف نيل الاعتماد يقوم على احترام المعايير التالية: ملاءمة الأهداف التي تضعها في كل مجال من المجالات مع المقاييس الدوليّة ومع رسالتها ورؤيتها، انسجام المبادرات التي تقوم بها، فعاليتها، التواصل حول الأهداف والمبادرات، المشاركة  وخصوصًا تقييم ما يتم تنفيذه من أجل التحسين المستمرّ. هذا النهج يؤسّس لثقافة الجودة ولقد تعاملت جامعة القدّيس يوسف مع الاعتماد كوسيلة لتعزيز ثقافة الجودة هذه. لذلك رفعنا خلال هذا المسار شعار: "التقييم من أجل التطوير".

 

  • ما هي الفوائد، بشكل عام، للجامعة بعد نيل الاعتماد؟

يعزّزُ الاعتماد موقع الجامعة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي إذ هو دليل على جودة أدائها وتطوّرها المستمرّ. مقاربة التطوير المستمرّ هذه، المثبة بالحقائق و بإنشاء آليات تضمن استدامتها، أمر حاسم للحصول على الاعتماد. إنني أرى عملية ضمان الجودة بشكل دوامة تصاعديّة أكثر منها دائرة، حيث يتمّ تمثيلها إجمالا.

 

  • هل يأخذ أصحاب العمل الاعتماد بالاعتبار عند توظيف المتخرجين؟

بالطبع يأخذون ذلك في الاعتبار، لأن الاعتماد يؤكّد جودة الإعداد الذي تلقاه الطلاّب. لذا يستفيد الطلاّب بشكل كبير من التخرّج من جامعة معتمدة.

 

  • هل يسهِّل الاعتماد حركة تبادل الطلاّب بين الجامعات عالميًا؟

إن تبادل الطلاب الدوّلي موضوع مهم في أيامنا هذه. متابعة الدراسة أو القيام بتدريب عملي في الخارج  يصبح أسهل إلى حدّ كبير عندما يأتي الطالب من جامعة معتمدة.

 

  • ما هو تأثير نيل الاعتماد على شراكات الجامعة الدوليّة؟

لا شكّ أن الاعتماد يسهّل التبادل والشراكات مع الجامعات والهيئات الدوليّة في مجالات التدريس والبحث.

 

  • ما هو تأثير هذا الاعتماد على  طريقة عمل جامعة القدّيس يوسف؟

لم يكن اعتماد جامعتنا غاية في حدّ ذاته، إنما جاء كجزء من مسار أوسع و هو مسار ضمان الجودة و كمحرّك له. حرّك هذا المسار الذكاء الجَمَاعيّ و"التواصليّ" في الجامعة، و هذا أمر جوهري. لقد تمّ تصميم هذا المسار وإدارته لتعزيز ثقافة الجودة بطريقة مستدامة. نتج عنه العديد من الإصلاحات بشكل مباشر أو غير مباشر. من بينها إصلاحات ربما غير مرئية للعين العابرة لكنها على جانب كبير من الأهمية. إضافة إلى ذلك شجعت هذه العملية المشاركة والتفكّر الجماعي، وهي أفضل طريق للاستجابة للتحديات الجديدة التي تواجهها مؤسّسات التعليم لعالي.

 

  • ما هي أبرز مراحل هذه العملية في جامعة القدّيس يوسف؟

تمّت هذه العملية من خلال المراحل التالية: تقييم ذاتيّ لدوائر رئاسة الجامعة ولكلّ من كلّياتها ومعاهدها وفق مقاييس وكالة الاعتماد والمعايير المذكورة أعلاه، تحديد الإصلاحات الضرورية، القيام بالمشاريع المتعلقة بها، رصد الممارسات الجيدة وتبادلها. أعتقد أن تبادل الممارسات الجيّدة وسيلة هادئة وفعّالة للتطوير، فذكاء الآخرين يغذيّ ذكاءنا. تمّت هذه المراحل بنهج  تشاركيّ وتشابكيّ. كما تمّ توفير إعداد ومواكبة ودعم في كلّ مرحلة.

 

  • ما هي الآلية التي اعتمدت خلال عملية التنفيذ؟

أنشئت لجنة استراتيجيّة ترأسها رئيس الجامعة، كما أنشأت لجنة لضمان الجودة في كلّ كلّية ومعهد في الجامعة.  قام بإدارة هذه العملية فريق صغير على دراية بتفاصيل عملية ضمان الجودة وبثقافة جامعة القدّيس يوسف على حدّ سواء. أدار هذا الفريق كل مرحلة من المراحل المذكورة أعلاه كما أنه نظّم دورات تدريبيّة ولقاءات، ونشر أدلّة خاصّة بهذه العملية، إضافة إلى تنظيم جمع الممارسات الجيدة وتعميمها من خلال العديد من القنوات: لقاءات حيّة، طاولات مستديرة ومنصّة رقميّة. إلى جانب رسملة هذه الممارسات وتثمينها والتداول حولها، قد أدّى تعميمها إلى إنشاء مجموعات حول مواضيع محددة داخل الجامعة. سمحت هذه المقاربة باكتشاف موارد بشرية ثمينة داخل الجامعة، وضعت أسماء هؤلاء الأشخاص وكيفية الاتصال بهم على المنصّة الرقميّة، ما ولّد شبكة دعم ومساعدة متبادلة. حتى الآن رصدنا ما يزيد على مائة ممارسة جيدة، من خلال المنصّة الرقميّة.

 

  • لماذا اخترتم وكالة أكوين ACQUIN؟

استعرضنا 46 وكالة، وفقًا للمعايير التالية: تسجيلها في السجل الأوروبي للوكالات (بما أن جامعتنا منخرطة في مسار بولونيا الأوروبي)، شهرتها الإقليميّة والدوليّة، استخدامها للفرنسيّة، وتغطيتها لمنطقة الشرق الأوسط،. بناءً على ذلك تمّ اختيار الوكالة الألمانيّة أكوين ACQUIN.

 

  • ما أهمية الاعتماد في نظام التعليم العالي في لبنان؟

الاعتماد هو رافعة لتطوير الجودة وضامن لهذه الجودة. تشير الأبحاث إلى أن إلزام الجامعات بخوض  الاعتماد يرفع مستوى التعليم العالي في أيّ بلد. يوجد في لبنان 51 مؤسّسة للتعليم العالي. أغتنم هذه الفرصة لأطلق صرخة إنذار في سبيل إنشاء وكالة وطنية لضمان الجودة، على غرار البلدان الأخرى. تدفع هذه الوكالات مؤسسات التعليم العالي، من دون إرغامها بشكل بيروقراطي، نحو تعليم عالٍ ذي جودة. الحفاظ على هويتنا اللبنانية وبناء رأسمالنا البشري مرهون بضمان جودة تعليمنا.