دكّاش: على وزارة التربية وضع رؤية شاملة وطويلة الأمد لقطاع التعليم العالي

تحدث رئيس جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش إلى مجلة البيان، ونشرت الحديث في عددها الجديد
الثلاثاء 20 آب 2019
Organisateurs


تحدّث رئيس الجامعة البروفسور دكّاش عن جملة موضوعات دقيقة تناولت قطاع التعليم العالي وأبرز ما يعانيه من مشكلات وتحديات، وهنا نص المقابلة كاملاً:

 

  • يتخرّج سنوياً نحو 40 ألف طالب من مختلف الجامعات في لبنان. هل من إحصاءات عن الطلاب الذين يتم توظيفهم محليًا وبأي رواتب وعدد الطلاب الذين يهاجرون للعمل في الخارج؟
  • تلتزم جامعة القدّيس يوسف في بيروت بطلاّبها التزامًا كاملاً من خلال دوائرها ومؤسساتها، ودائرة الانخراط المهنيّ تشكّل منصّة ونقطة التقاء بين الطلاّب المتخرّجين والشركات التي تبحث عن أصحاب الشهادات المرموقة التي تمنح الطالب تكوينًا معرفيًّا ومهنيًّا جديًّا يعدّه لتحمل المسؤوليات واتّخاذ القرارات المهنيّة السليمة. 

بالنسبة إلى الإحصاءات وأعداد الطلاّب الذين يتركون البلد، يمكنني أن أتحدّث عن طلاّبنا، وهنا أعود إلى دراسة أجراها مرصد الواقع الاجتماعيّ والاقتصاديّ في جامعتنا OURSE حول "مصير متخرّجي جامعة القدّيس يوسف، 2009-2013"، وهي دراسة ميدانيّة نشرت في كتاب صدر عن منشورات الجامعة، وبيّنت نتيجتها أن ربع الطلاّب المتخرّجين يعيشون خارج لبنان وهم يتوزعون كالتالي:

34% من الطلاّب يسافرون لمتابعة دروسهم، و48% للعمل، و29% لأسباب عائليّة، و11% بداعي الهجرة. كما بيّنت الدراسة أيضًا أن 14% منهم يرغبون في العودة إلى وطنهم، و31% مترددون في قرار العودة، و30% لا يريدون العودة. وفي الدراسة أيضًا أن 89% من متخرجي جامعتنا يعملون بعد ثلاثة أشهر من تخرجهم كحدّ أقصى، و15%  منهم يتابعون دراسات عليا.

إذا توقفنا قليلاً عند هذه الأرقام نرى أن طلاّبنا لا يعانون من مشكلة توظيف لأن سوق العمل يتلقفهم فهم يحملون شهادة تخولهم  دخول سوق العمل نظرًا إلى مصداقيتها العالية، ونتيجة محافظة الجامعة على إرثها الأكاديميّ ومستواها العالي ورفضها كل أنواع المسايرة أو تلبية الحال مهما كانت الظروف، فنحن في أصعب الظروف وتحت القذائف والضغوطات الأمنيّة لم نتهاون بالمستوى التعليميّ.

أما الطلاب المتخرجين من الجامعات الأخرى الذين يتوظفون فلا أملك أرقامًا دقيقة عنهم، لكن  الوضع العام في البلد يؤكّد مدى عمق الأزمة الاقتصادية والتخبّط الذي نعيش فيه وهذا أمر لا يخفى على أحد وينعكس على سوق العمل والمتخرجين يشكلون جزءًا منه.

  • عدد كبير من حاملي شهادات الهندسة والإخراج وغيرهما لم يتمكنوا من إيجاد عمل في لبنان أو الخارج منذ أكثر من 3 الى 8 سنوات. لماذا لا يتم توجيه الطلاب لاختصاصات معينة؟
  • تحتاج إلى هذه المشكلة إلى حلّ قبل وصول الطالب إلى المرحلة الجامعيّة أي في المدارس الثانوية حيث تدّرس 60% من المهارات التي لا يحتاج إليها الطالب في حياته المهنية، هذا الجانب الأول من المشكلة، أما الجانب الثاني فيكمن في استمرار الجامعات في تخريج الطلاّب من دون قاعدة أو قيمة سوقيّة، إحدى كليّات الهندسة مثلاً استقبلت 900 طالب في السنة الأولى. نعم نعاني في لبنان من مشكلة جدية في هذا المجال، هناك ما بين 25000 و30000 طالب يتخرجون سنويًا من مختلف الاختصاصات، في ظلّ اقتصاد محليّ مستنزَف لا يوظف سوى القليل منهم. أضف إلى ذلك مشكلة الثقة في الشهادة فهناك شهادات تمنح من بعض الجامعات اللبنانية ولا تحمل قيمة بالنسبة إلى الشركات المحلية والعالمية.

نحن ومن خلال فلسفتنا التربوية نوجّه الطالب بحسب إمكاناته ومواهبه، ولا نسعى إلى استقطاب الأعداد بغضّ النظر عن الحاجة أو قدرة الطالب. فكل طالب يسعى إلى دخول جامعة القدّيس يوسف يخضع لامتحان دخول، على الأقلّ باللغة الفرنسيّة  أو الإنكليزية، وتتنوّع الاختبارات بحسب الاختصاصات، فامتحان دخول كليّة الهندسة في الجامعة اليسوعية ليس بالسهل، أو كليّة الطبّ وطبّ الأسنان وغيرها.  كما أننا ومن خلال دائرة توجيه الطلاّب التي تقوم بزيارات دورية إلى المدارس لاطلاع الطلاّب في المرحلة الثانوية على الاختصاصات الجديدة المتوفرة، تساهم في مساعدتهم على اختيار مساراتهم المهنية المتوافقة مع حاجات سوق العمل ومع تطلعاتهم الشخصيّة وإمكاناتهم الفكرية.

  • في رأيكم، هل تقوم وزارة التربية والتعليم العالي بدورها بغية الحفاظ على موقع لبنان التعليمي والثقافي؟ وما المطلوب منها لتحقيق ذلك؟
  • وزارة التربية والتعليم العالي هي المؤتمنة على مستقبل التعليم، ومطلوب منها الكثير، وبعد مشاركتي في مجلس التعليم العالي من العام 2015 إلى 2018 ومن خلال عملي في القطاع التربوي منذ ما يزيد على الثلاثين عامًا أعي تمامًا المخاطر التي تحدق بالتعليم في لبنان، خصوصًا لجهة انتشار  الجامعات الجديدة والتي تحصل على تراخيص من دون أن تستوفي الشروط الأكاديمية كاملة.

أرى من الضروري أن تضع وزارة التربية رؤية شاملة وطويلة الأمدّ لقطاع التعليم العالي وأن تعمل على استصدار التشريعات اللازمة لضمان مستقبله، وأن تستلهم من المعايير العالمية المطلوبة وشروط الاعتماد الدولية لضمان جودة هذا القطاع، لأنه يمثّل رأسمال اللبناني الحقيقيّ، وهو رأسمال مكوّن من الذكاء والكفاية وهو ما سيبني فخر لبنانفي الداخل والخارج.

  • ما هي البرامج والاختصاصات الجديدة التي تنوون إطلاقها خلال العام 2019 - 2020؟
  • جامعة القدّيس يوسف في حراك مستمرّ وترصد حاجات السوق وتغيّراته، ولدينا شهادات جديدة متنوعة كما أضفنا برامج متعددة باللغة الإنكليزية (19 برنامجًا بين بكالوريوس وماستر وشهادات دكتوراه PhD)، إضافة إلى العديد من الشهادات والاختصاصات الجديدة منها على سبيل المثال لا الحصر  الهندسة المعمارية وستبدأ الدروس فيها في أيلول المقبل.

كما يمكن الاطلاع على كلّ الشهادات والاختصاصات المتوفّرة في جامعة القدّيس يوسف من خلال الموقع الإلكتروني الرسميّ، وهو www.usj.edu.lb/formations .