أنتم أعضاء فاعلين في جامعة القدّيس يوسف ولستم أبدًا مجرّد متفرّجين...

رسالة رئيس الجامعة الموجّهة إلى الطلاب الجدد للسنة الأكاديميّة 2019-2020
الأربعاء 4 أيلول 2019
Organisateurs


إنّي إذ أرحّب بكم في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، أقول لكم منذ اليوم، إنّكم أصبحتم أعضاء فاعلين بكلّ معنى الكلمة في مؤسّستكم التي تعيش معكم عامها الـ 145 من تأسيسها والموجودة فقط من أجل خير مستقبل الطالب وهو علّة وجودنا.

أستخدم مصطلح "أعضاء فاعلين" لأشير إليكم وإلى كلّ طالب من جامعة القدّيس يوسف  في بيروت إلى أنّكم ستكونون بالفعل وستصبحون من الآن فصاعدًا روّادًا يشكّلون الجامعة يوميًّا كما نريدها وكما نعرفها منذ العام 1875. من أجلكم ومن خلالكم ما زالت الجامعة تبني نفسها وتتبدّل. الإطار المدرسيّ الصارم، وتسميتكم بالتلميذ هما الآن وراءكم ؛ أنتم تصبحون طلاب جامعة القدّيس يوسف.

الطالب فاعل في ديناميكيّة التعلُّم العلميّ والأدبيّ المسؤول. تعلُّم موادّ تمّ اختيارها ليتمّ اكتسابها وإتقانها بأنفسكم بمرافقة المعلّم الذي سيؤدّي بهذا التعليم إلى حصولكم على تنشئة وشهادة من جامعة القدّيس يوسف، ووظيفة في المجال الذي يتوافق مع هذه الشهادة. يتمتّع طالب جامعة القدّيس يوسف أيضًا بديناميكيّة تعلّم مهارات عبر مناهج دراسيّة متداخلة مثل التفكير الصائب، والتفكير الحرّ والناقد، ومنهجيّة البحث، والنزاهة الفكريّة والأخلاقيّة، واختيار المواطنة، وهذه المهارات مهمّة ويتمّ السعي للحصول عليها لإدماجكم في المجتمع وتولّي وضعكم فقط كمحترفين، لكن أيضًا كمواطنين.

هذا هو السبب في أنّ الطالب هو فاعل في ديناميكيّة التعلّم ليصبح مواطنًا بكلّ معنى الكلمة في الإطار الأكاديميّ الذي تقدّمه جامعة القدّيس يوسف. في هذا الإطار نسعى إلى تجاوز خصائصنا الطائفيّة والإقليميّة والحزبيّة لنتعلّم قواعد الديمقراطيّة، والمناقشة بين أشخاص بالغين، والإصغاء التعاطفيّ، والالتزام المواطنيّ والمتضامن من أجل مساعدة كلّ إنسان يحتاج إلينا ويصبح مواطنًا يتمّ تعريفه من خلال التزامه تجاه المجتمع بمعناه الأوسع ومراعاة حقوقه وواجباته.

الجامعة هي المكان الذي يجتمع فيه هذان الجانبان وحيث يكمن التحدّي الرئيسيّ الذي يواجهه الطالب في البحث عن "توازن" بين التعلّم الأكاديميّ البحت من جهة والاستثمار والالتزام الشخصيّ من جهة أخرى.

تقدّم لكم الجامعة مجموعة من البُنى في العديد من المجالات المتنوّعة (رابطة القدامى، والمندوبين الأكاديميّين، والأندية الثقافيّة، والمرشديّة الروحيّة في الحرم الجامعيّ، وعمليّة تضامن اليوم السابع، ...) ولا يسعني إلا أن أشجّعكم على الغوص فيها بما أنّي مقتنع بالمساهمة التي تقدّمها من أجل توفير تنشئة كاملة ومتوازنة. إنّ الاهتمام الخاصّ الذي أولِيَ للبيئة في السنوات الأخيرة يحتفظ بأهميّة كبرى وأكثر من أي وقت مضى، حيث تمّ إعلان جامعة القدّيس يوسف جامعة خضراء من أجل حماية الطبيعة ومنزلنا وهي جامعة يُحظَّر فيها التدخين من أجل حماية صحّة الجميع. بالتالي سيستفيد أولئك الذين يصلون إلى الحرم الجامعيّ الطبّي من جميع المساحات الداخليّة بدون سيّارات وبدون ثاني أوكسيد الكربون، متمنّين أن يقوم حرم مار روكز للعلوم والتكنولوجيا بالأمر نفسه قريبًا.

مع دُفعتكم الجديدة، تدخل جامعة القدّيس يوسف، إعتبارًا من شهر أيلول (سبتمبر) القادم، في عام تأسيسها الـ 145 من قِبل الآباء اليسوعيّين. بمعزل عن إرادة الاحتفال، سيتمّ تنظيم الأنشطة التي ستشاركون فيها. وسيتمّ أيضًا إطلاق ورش تشييد مبانٍ كمسكن الطلاب في مار روكز أو مبنى كليّة الطبّ، ولكن على الجانب الآخر، وهناك ورش عمل مؤسّسيّة مثل تنفيذ توصيات الاعتماد (المشاركة المؤسّساتيّة للمعلّمين والطلاب في الإدارة، إلخ) وهي مدرجة في جدول الأعمال. كما ترون، فإنّ هذه السنة المقبلة لن تكون معبّدة بالراحة ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يتعيّن القيام بها. نحن نعيش في مجتمع يتحرّك باستمرار، خاصّة هنا، في أحرام جامعة تتطلّع دائمًا إلى التحديث والابتكار من أجل توفير تعليم جيّد لطلابها. من أجل تحقيق هذا التجديد المستمرّ، تحتاج الجامعة ككلّ لأفكاركم واستثماركم والتزامكم.

طلابنا الفاعلين في الجامعة، أتمنّى لكم جميعًا سنة أكاديميّة ممتازة.