تحديث الإدارة في زمن التحوّل الرقميّ : إنشاء اللّجنة الوطنيّة للمعلوماتيّة والحريّات

الخميس 3 والجمعة 4 تشرين الأول 2019
Campus des sciences humaines

نظّمت كليّة الهندسة في جامعة القديس يوسف والجمعية اللبنانية لتكنولوجيا المعلومات (LITA) في مسرح بيار أبو خاطر، كليّة العلوم الإنسانية، مؤتمر "تحديث إدارة التحوّل الرقمي: إنشاء اللجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات "CNIL لبنانية"، افتتحته ممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة مي شدياق بحضور رئيس لجنة المعلوماتية والتكنولوجيا النيابية النائب نديم الجميل، الوزير السابق ابراهيم النجار، مستشارة رئيس الحكومة منسقة الاستراتيجية الوطنية لأمن الفضاء الإلكتروني الدكتورة لينا عويدات، ممثل رئيسة الهيئة الوطنية الفرنسية للمعلوماتية والحريات الدكتور برتران دو ماري، خبير مكافحة الإرهاب ممثل الاتحاد الأوروبي - الدعم النشط للاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني جيروم ريبولت-جيلارد، رئيس جامعة جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش، رئيسة الشبكة الافريقية لسلطات حماية البيانات الشخصية مارغريت اوردراوغو، رئيسة الجمعية اللبنانية لتكنولوجيا المعلوماتية الدكتورة منى الاشقر جبور، وعدد كبير من الشخصيات القانونيّة والاكاديميّة والفكريّة والمختصين والطلاّب.
 

غبريل
بداية بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية لمسؤولة التواصل والاعلام في الجامعة اليسوعيّة سينتيا غبريل، فعرض مصور عن الجامعة وكليّاتها وحال التطور التي تشهدها لمواكبة التطور التكنولوجي.

 

الاشقر
وكانت كلمة لرئيسة الجمعية اللبنانية لتكنولوجيا المعلوماتية قالت فيها: "إن البيانات صارت متاحة في كل مكان في حال انفلاش غير مسبوقة: العلاج، الدواء، الاماكن الترفيهية، المكتب، البيت، الفنادق، المصارف، المستشفيات، المدارس، الجامعات، الادارات الرسمية، هواتف الاصدقاء وافراد العائلة، الشبكات الاجتماعية، المطارات، بطاقة الهوية، بطاقة المصرف، كاميرات المراقبة في الشوارع ومداخل المباني، التطبيقات الالكترونية، محركات البحث، السيارات، بطاقات السفر". وتحدثت عن دور الجمعية في: "الحماية وآلية العمل حيث يتم الاتصال بالهيئة الوطنية لحماية البيانات ذات الطابع الشخصي والحريات، والتنسيق معها في المسائل المرتبطة بحماية الاشخاص من المعالجة الالية او اليدوية للبيانات ذات الطابع الشخصي.
الاشراف على التزام المؤسسة بأحكام القانون الحالي واصول حماية البيانات واعتماد المعايير والتوصيات الصادرة عن الهيئة."

 

دو ماري
بدوره، لفت دو ماري الى "عمق العلاقات اللبنانية الفرنسية وعراقتها على مختلف الصعد"، مشيرًا الى أن "التعاون يكون لما فيه مصلحة البلدين، خصوصا أن هذه المسألة تتطرق الى موضوع الديموقراطية والحماية لها وللحريات الانسانية بكل أوجهها، فالتنوع الثقافي والتعددية يبرهن على عمق الديموقراطية في البلدين".
وقال: "نحن نحمل نفس القيم في الديموقراطية ومع التطور السريع في وسائل التكنولوجيا والمعلوماتية ودخولها الى كل مناحي حياتنا الشخصية والعامة ومع الثقة الكبيرة في كيفية حماية خصوصيات الانسان، يجب استعمال المسارات القانونية والاقتصادية التي تتيح حماية الحياة الشخصية أو الخصوصية الشخصية لكل انسان، ونأمل أن نتشارك معكم في نفس الرؤية والنظرة الفرنكوفونية والاوروبية من حقوق المراقبة والسماح لانتقال المعلومات واتقاء الاخطار التي تؤثر سلبا على استخدام التكنولوجيا المعلوماتية الحديثة".

 

دكاش
وقال رئيس الجامعة اليسوعيّة: " إنّ التطوّر التكنولوجيّ وانتشار هذه التقنيّات على أكبر عدد من الناس ينمو بسرعة غير مسبوقة في التاريخ. يتم إدخال المفردات الرقميّة أو "التحوّل الرقميّ" وكذلك تندرج مصطلحات مثل البيانات الضخمة، والسحابة، والواقع الافتراضيّ، والذكاء الإصطناعيّ والإنترنت أو قواعد البيانات المتسلسلة  blockchain في قائمة المفردات اليوميّة. وأضاف: " عندما نتحدّث عن "التحوّل الرقميّ"، لا يتعلّق الأمر بالابتكار التكنولوجيّ، والأدوات الرقميّة فحسب. يتعلّق الأمر بالعمليّات، والتنظيمات، وأدائها، وثقافتها وكذلك بالبشر والعلاقات الإداريّة، وبالتالي تتطلّب منّا أن نغيّر ليس فقط طريقتنا في التصرّف، ولكن أيضًا وقبل كلّ شيء طريقة تفكيرنا (mindset). وبما أنّ جامعة القدّيس يوسف في بيروت تدرك أهميّة ورشة عمل التحوّل الرقميّ في تنمية البلد، فهي تدعم هذا التحوّل وتضع تكنولوجيا المعلومات في صميم برامجها. تُعَدّ الجامعة أيضًا إحدى الجهات الفاعلة الرئيسيّة في تشجيع الابتكار، وتطوير الأفكار الإبداعيّة وخلق أوجه التآزر والشراكات الفكريّة. لهذا السبب، أطلقت كليّة الهندسة في جامعة القدّيس يوسف، وهي الرائدة دائمًا في هذا المجال، "الماستر في الأنظمة والشبكات : خيار الأمن السيبراني" (حماية الحواسيب والدفاع عنها). كما نظّمت وما زالت تنظّم دورات تنشئة مستمرّة، وورش عمل، ومؤتمرات، مثل هذا المؤتمر حول "تحديث الإدارة في عصر التحوّل الرقميّ : إنشاء اللّجنة الوطنيّة للمعلوماتيّة والحريّات CNIL" بهدف التفكير بمشاريع قوانين واقتراحها، ووضعها في خدمة السلطات الثلاث والمجتمع المدنيّ".
وتابع: "إنّ موضوع هذا المؤتمر يندرج في صميم مهمّة الجامعة التي تسعى لتدريب ليس فقط محترفين ممتازين، ولكن أيضًا مواطنين يحترمون بعضهم البعض. في الواقع ، في شرعة جامعة القدّيس يوسف، جميع أعضاء أسرة الجامعة مدعوّون للحفاظ على تطبيق القيم الاجتماعيّة والأخلاقيّة والروحيّة المختلفة مثل الحوار والإصغاء والاحترام والتعدديّة والروح اللّبنانيّة، والصدق ، والحريّة ... وفي شرعة استخدام الإنترنت والشبكات الاجتماعيّة أيضًا، تصرّ جامعة القدّيس يوسف على أنّ استخدام التكنولوجيّات الجديدة يجب أن يحترم الحريّات، حقوق الإنسان والحياة الخاصّة الشخصيّة". وختم بالقول:"تم تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لتكنولوجيا المعلومات LITA، وعمل هذا المؤتمر سوف يعزز تبادل الخبرات الناجحة بين المشاركين. وستساعد المناقشات على توطيد حوار أكثر إيجابية بين مسؤولي القطاعين العام والخاص. على أمل أن يشكل العمل والتوصيات ركيزة ومساهمة مهمة من أجل التطوير الجيد للانتقال الرقمي ولحماية الأفراد والشركات".

 

شدياق
أما شدياق فقالت: "نحتاج بقوة الى حكومة رقمية فعالة ومفيدة بدون إصلاح إداري. وأنتم بالتحديد قادرون أن تلعبوا دورًا أساسيًا في الإصلاح، فالتجارب الأكاديمية المكتسبة تستطيع حتما إفادة القطاع العام. لا أخفي عليكم أبدًا أننا نواجه صعوبات كبيرة في القطاع العام، تحتاج الى فعل مقاومة للخروج من السبات العميق. بطء شديد في إنجاز المعاملات، عدم ترابط وتفاعل قيما بين الكثير من الإدارات، عدم تسهيل حركة القطاع الخاص في القطاع العام، عدم إمكانية ملاحقة المعاملات إلكترونيًا ما يلزم المواطن زيارة الإدارة أحيانًا عدة مرات. كلّ هذه الأمور تصعب حياة المواطن، والموظف، وتستنزف القطاع الخاص، وتعرقل تحرير القطاع العام كي يكون داعمًا للقطاع الخاص لا عائقًا له".
أضافت: "نحن في وزارة التنمية الإداريّة، ومن خلال استراتيجية التحوّل الرقمي والخطة التنفيذية لها التي قدمناها للجنة الوزارية لإقرارها، عددنا الأمور التي يجب القيام بها بأسرع وقت ممكن، كي نخرج الإدارة من السجن الذي تتقوقع فيه، كي تصبح إدارة إلكترونية، رشيقة وسريعة. سيؤمن إقرار الاستراتيجية سهولة رصد التمويل من الجهات المانحة، فمكننة الدولة "مش حبة وحبتين". حان الوقت لمكننة الدولة وتحويل اقتصادنا الى اقتصاد رقمي، والاستفادة من الخبرات الدولية أساسية جدًا في هذا الخصوص. ولقد استطعنا من خلال متابعتنا الدائمة ولقاءاتنا مع مسؤولين في دول عدة من أن نوقع حتى الآن مذكرتي تفاهم حول الحكومة الرقمية مع كل من المملكة المتحدة واستونيا، وهما تعدان دولتين رائدتين في مجال الحكومة الرقمية".
وقالت: "باختصار، للوصول الى التحوّل الرقمي بشكل فعال، نحتاج أيضًا الى اعادة هيكلة للإدارات العامة، وسنلعب دورًا أساسيًا في هذا المضمار أيضًا. فالمكننة من دون إعادة هيكلة وتحديث الإدارة، يعني تعقيد حياة المواطن وتعذيبه هذه المرة إلكترونيًا بدل تعذيبه وجهًا الى وجه. لذا، فإن ترابط حلقات الحل والتطوير أمر لا بد منه. البلد لم يعد يحتمل، والمماطلة مرفوضة مرفوضة مرفوضة. الاصلاحات المقترحة لموازنة 2020 هي الأساس، ومحاولة الهروب منها جريمة تضاف الى الجرائم التي ترتكب بحق الوطن وما أكثرها. العملية الحسابية للموازنة أساسية، لكنها لا تلمس جوهر الواقع الحالي".
وختمت: "ختامًا، كلمة لطلاّب جامعة القدّيس يوسف ولكل طلاّب لبنان: انغماسكم في النشاط السياسي ضروري، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة في لبنان، ونشاطكم يعبّر عن اندفاعكم وحبكم للوطن ولو اختلفت الرؤية بين بعضكم البعض. لكن غياب الأخلاق والرقي في السياسة يدمّر رسالتها الأساسية. لذا، أعطوا صورة جديدة عن الشباب اللبناني لا تعكس ما يحاول البعض رسمه عنكم".

طاولة نقاش
بعد ذلك، عقدت طاولة نقاش مستديرة شارك فيها الجميل والنجار وعويدات ودو ماري.