أعتمد على كلّ واحد منكم

رسالة البروفسور سليم دكّاش إلى طلاّب جامعة القدّيس يوسف
الخميس 24 تشرين الأول 2019
Organisateurs


ردّ رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ على رسالة وصلته من الطلاّب يطالبونه فيها بإيقاف الدروس في الجامعة ليتسنى لهم المشاركة في التحركات الشعبيّة، فدعاهم إلى "أن يكونوا مبدعين ومبتكرين بطرح بدائل للطريق المسدود الذي نجد أنفسنا فيه".

وكان دكّاش بُعيد انتخابه لولاية ثانية لرئاسة الجامعة، قال في حديث لجريدة لوريان لو جور الصادرة بالفرنسيّة: "لا يمكن للتقدّم أن يتعارض مع التعلق بالقيم، وهذه القيم هي الحرية والمسؤولية، العدالة والتضامن، الصدق والثقة، حبّ الجمال والحقيقة، الصرامة والحكم الرشيد، الإيمان بهذا البلد لبنان الذي ساهمنا في ولادته وازدهاره واليوم ليبقى لبنان الكبير، لبنان السلام والعيش معًا".

هذه الكلمات، وفي ضوء الأحداث الجارية في لبنان حاليًّا، وعشية الاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير، تصبح شديدة الآنية!

اليوم وأكثر من أي وقت مضى أمنية رئيس الجامعة هي رؤية الشعب اللبناني موحدًا متجاوزًا "الانقسامات المناطقيّة والطائفية والاجتماعية".

وهنا نص رسالة رئيس الجامعة  مع رابط للنص بالفرنسية.

عزيزتي ميرا، تحيّاتي،

علّقت جامعة القدّيس يوسف المحاضرات ليوم غد الأربعاء ولا يمكنها استئناف نشاطاتها العاديّة في الوضع الحاليّ. بالتالي أدعوكم للبقاء على اتّصال وتواصل.

أطيب التمنّيات لجميع أولئك واللّواتي يسعون ويسعَين لإعادة بناء وطننا العزيز لبنان على قيم الحريّة، والعدالة، وكرامة كلّ فرد.

أنا متنبّه جدًّا لشهادات العديد من الأشخاص على شاشات التلفزيون الذين يرزحون تحت وطأة الفقر ويطلقون صرخات الوجع والألم.

وأنا متنبّه أيضًا إلى تلك الشجاعة التي يتمتّع بها اللّبنانيّون الذين أكّدوا على وحدتهم التي تتخطّى الانقسامات الإقليميّة والطائفيّة والاجتماعيّة. إنّه حلم يتحقّق، وعلينا أن نعزّز هذا الإنجاز الثمين : لبنان موجود بقوّة، وبإرادة جميع مواطنيه ؛ إنّه عظيم بسبب مواهبه وشعبه المستنير.

في الواقع، وكما تعلمون منذ سنوات عديدة، لطالما كانت جامعة القدّيس يوسف في بيروت في طليعة الكفاح من أجل تعزيز المواطنة اللّبنانيّة بما يتجاوز الانقسام الطائفيّ والمصالح السياسيّة التي تتلاعب بالانتماء إلى الجماعات. إنّ الخطب التي كان يلقيها رؤساء الجامعة بتاريخ 19 آذار (مارس) لهي شهادات حيّة على هذا الكفاح. وفاءً لهذا الالتزام المفعم بالمواطنة، أدعوكم، بصفتي رئيس الجامعة، إلى أن تكونوا مبدعين وابتكاريّين من أجل اقتراح بدائل للمأزق الذي نواجهه. من الآن فصاعدًا، لن أتردّد في دعوة أعضاء أسرة جامعة القدّيس يوسف لاقتراح تبادل آراء عميقة حول الوضع القائم، ومن الممكن وضع خريطة طريق تقترح تغييرات جذريّة وعمليّة للمستقبل. القيام بمبادرات أخرى في هذا الصدد ليس محظورًا. إنّ الالتزام في الأوقات الصعبة لهو واجب يحتّم على المواطن تأديته. يجب أن نكون متيقّظين دائمًا وندرك مسؤوليّتنا، بصفتنا لبنانيّين وأعضاء في أسرة جامعة القدّيس يوسف في بيروت، من أجل الحفاظ على وحدة القلوب والعقول ونكون ممّن يزرعون الثقة والسلام. أثق بقدراتكم الإبداعيّة بغية تنفيذها في خدمة بلدنا. أنا أعوّل على كلّ واحد منكم. يحيا لبنان !