نسيم طالب في اليسوعية محاضرًا عن لبنان: من بونزي إلى النزعة المحليّة

الجمعة 15 تشرين الثاني 2019
Campus de l'innovation et du sport

استضافت جامعة القدّيس يوسف في بيروت المفكّر والباحث العالمي نسيم نقولا طالب في الخامس عشر من نوفمبر، أوديتوريوم فرنسوا باسيل حرم الابتكار والرياضة، حيث ألقى محاضرة بعنوان "لبنان: من بونزي إلى النزعة المحليّة".

توجّه البروفسور دكّاش إلى الضيف مرحبًا به وقال في كلمته:

" إذا بادرتُ بالكلام لبضع لحظات، فليس من أجل تقديم موضوع محاضرتك هذا المساء، بل لأقدّمك كشخص وكمفكّر فيلسوف في الاقتصاد والسياسة، وفي احتساب المجازفات ونظريّة معرفة الاحتمالات، باختصار، كلبنانيّ نفتخر به جميعًا. لستُ بحاجة إلى أن أذكّر مرّة أخرى بجذورك اللّبنانيّة، من رجالها العظماء الذين كانوا في خدمة السياسة والعدالة اللّبنانيّة الجيّدتين. تمتدّ الجذور العائليّة لهذه الخدمة متوغّلة في التاريخ بما أنّ أحد أجدادك، الشيخ ابراهيم طالب، كان أحد حكّام المتصرفيّة".

"أودّ أن أورد أيضًا بعض الأفكار حول ما يعيشه لبنان باعتباره قفزة وطنيّة حقيقيّة، أكبر حركة توحيديّة وطنيّة منذ العام 1943، والتي تعبّر بعمق عن معاناة شعبنا واحتياجاته، ورغبته الجامحة في إعادة بناء بلدنا على أسس جديدة ؛ أكّد اللّبنانيّون، في هذه الذكرى المئويّة للبنان الكبير على وحدتهم التي تتخطّى الانقسامات المناطقيّة والطائفيّة والاجتماعيّة".

وتابع يقول: "لطالما كانت جامعة القدّيس يوسففي بيروت  في طليعة الكفاح من أجل تعزيز المواطنة اللّبنانية بما يتجاوز المشاركة الطائفيّة والمصالح السياسيّة التي تتلاعب بالانتماء إلى الجماعة. إنّه ميثاقنا الأساسيّ الذي يؤكّد ذلك. لا تشارك الجامعة ولا تتّخذ أبدًا موقفًا في الصراع على السلطة وليكن هذا واضحًا للجميع. ولكنّ الواجب يحتّم عليها وضع "معايير" الحياة في المدينة. يتمّ بناء دولة قويّة من خلال جمع مواردنا وخبراتنا ومواهبنا. وبعد عدّة أيام من اليقظة والوعي، بات الناس مزوَّدين بالعزم الكبير، وفي حالة من عدم اليقين، إلا أنّهم متجذّرون بالفعل في إرادة التغيير وفي ذاكرة الاستشهاد ؛ الشركات والمصارف، والمجتمع بشكلٍ عامّ يتحمّلون المخاطر، كما تتمّ مساءلة النظام الماليّ. في خضمّ هذه الزوبعة غير المحتملة، نرحّب بالبروفسور نسيم طالب كفيلسوف يعالج موضوع الصدفة وعدم اليقين، وكخبير في الرياضيّات الماليّة".

وأضاف: "حضرة السيّد طالب، أستعير منك مصطلح "مناهض للوهن والضعف" الذي تحدّده في أحد كتبك والذي يحمل هذا الاسم على أنّه "القدرة ليس على مقاومة الصدمة، بل الاستفادة منها"، لتقول إنّ اللّبنانيّين إذا كانوا "مناهضين للوهن والضعف" ويمكننا الاستفادة من هذه الثورة لبناء لبنان قويّ. في كتابك الأخير  Principia Politica  الذي تعود إليه أكبر القوى السياسيّة في العالم، تتعلّق المسألة بمعرفة كيفيّة النظر إلى السياسة وضبطها من خلال منظور الأنظمة المعقّدة وبالتالي تشكيل المسارات التي تعكس النزعة المحليّة بطريقة تصاعديّة : إنطلاقًا من المواطن وصولاً إلى الدولة.

وعن الحضور المكتظ في القاعة قال دكّاش: "لقد جاء اللّبنانيّون بأعداد كثيرة للإصغاء إليك في ما يتعلّق بهذا الموضوع. نحن سعداء جدًّا بالترحيب بك. أودّ أن أشكرك بحرارة على اختيارك جامعة القدّيس يوسف لإلقاء محاضرتك هذا المساء، وهي مؤسّسة جامعيّة ناطقة دومًا بالفرنسيّة منذ العام 1875، الأمر الذي يذكّرك ويذكّرنا بأنّك قد أكملت دراستك الثانويّة في مؤسّسة فرنكوفونيّة رائدة، جارتنا الطيّبة "الليسيه الفرنسيّة اللّبنانيّة"  Grand Lycée franco-libanaisونلتَ إحدى شهادات الدكتوراه من جامعة باريس دوفين Paris Dauphine".

وختم قائلاً: "لا أودّ إنهاء هذا السجّل الحافل بالذكرى والتذكّر والتقارب مع جامعة القدّيس يوسف من دون أن أذكر والدك، الدكتور نجيب طالب، وهو من قدامى خرّيجي جامعتنا للعام 1949، وكان أوّل عميد علمانيّ في كليّة الطبّ في جامعة القدّيس يوسف. بالتالي الحلقة تكتمل.

إذن، أستاذي العزيز، أنت في دارك، فأهلاً وسهلاً بك !

 المحاضرة كاملة