العمل في الأنروا: بين الترجمة العمليّة والمغامرة الانسانيّة

août 2019

انطلاقاً من تجربتي مع الأونرا التي خضتها وزميلات لي خلال فصل الصيف، أستطيع أن أقدم لكم موجزاً عن دور هذه المنظمة في تأهيل الأفراد للخوض في مجال العمل.

أنا كمترجمة وجدت في الأونروا المعين الذي يغني قاموسي وثقافتي ويصقل معرفتي بالعالم الخارجي. ففي مكتب شؤون الإعلام – حيث جهزوا لي مكتباً وحاسوباً خاصيْن - مارست عملي في الترجمة والتي كان معظمها من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية، بحيث تلقيت الكثير من المساعدة والاحتضان من قبل موظفي المكتب الذين ما بخلوا يوماً بتزويدي ببعض المفردات التي توقفت عندها، بالإضافة إلى تقديمهم لي قائمة بالمصطلحات المعتمدة لديهم.

إلاّ أنّ العمل لم يقتصر على الترجمة فحسب، بل تخطّاها إلى متابعة ورصد الأخبار اليوميّة التي تطال كلّ ما يتعلق بالأونروا من مستجدّات ونشاطات وغيرها. كذلك كان لعمل التدقيق اللغوي - سواء في اللغة العربية أو اللغة الإنكليزية - دور لافت في إكسابي الكثير من الخبرة والإتقان في اللغتين.

وإلى جانب عملي داخل المنظمة، قمت بآخر خارجها. فكانت لي جولة مع أحد الموظفين إلى أحد مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين حيث تعلّمت بعضاً من دروس الحياة عندما رأيت حالة أولئك اللاجئين وطريقة عيشهم، مما ترك في نفسي شعوراً بالحزن من ناحية، وشيئاً من الإمتنان والتقدير للجهود التي تبذلها منظمة الأونروا في إغائة اللاجئين.

وربما أكثر ما ترك في نفسي انطباعاً مميّزاً هو ذاك اليوم المفتوح الذي نظّمته الأونروا في سبلين، والذي شاركت فيه بدعوة من المنظّمة للتعرّف إلى النشاطات السنوية التي يقوم بها طلاب مدرسة الأونروا والتي أظهرت إبداعهم، كلٌّ في مجاله. سمحت هذه التجربة بزيادة إعجابي بالمواهب التي تنمّيها الأونروا في الطلاب وبتعزيز تقديري لهذه المنظّمة.

حقاً إنها لتجربة ناجحة بكل المقاييس جنيت منها فائدة كبيرة سواء في المجال المهني أم في المجال الإجتماعي كما ولّدت في نفسي حافزاً للعمل الإجتماعي بكلّ مسؤولية واهتمام.

 

Nour Chamseddine

L3