مؤتمر إشكاليّات النص المقدّس في المسيحيّة والإسلام في اليسوعيّة

بحث في النصوص المؤسِّسة والتقاليد وصولاً إلى الوحي
من الجمعة 28 الى السبت 29 شباط 2020
Campus des sciences humaines
Collaborateurs
  • جمعية الكتاب المقدّس


نظّمت كليّة العلوم الدينيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت بالتعاون مع جمعية الكتاب المقدّس مؤتمرًا اول بعنوان "إشكاليّات النص المقدّس في المسيحيّة والإسلام: من الوحي إلى الكتاب"، على مدى يومين في حرم العلوم الإنسانيّة-بيروت، بحضور رئيس جمعية الكتاب المقدّس أمين خوري وأمينها العام الدكتور مايكل باسوس ورئيس جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ وعميد الكليّة العلوم الدينيّة مارك تشاشليك اليسوعيّ، ومدير المعهد العالي للعلوم الدينيّة الأب البروفسور إدغار الهيبي، والبروفسور القسّ عيسى دياب منسّق أعمال المؤتمر ولجنة المؤتمر العلميّة ومسؤولين دينيين وأكاديميين ومتخصّصين وطلاّب.

 

دكّاش

بعد توجيه الشكر إلى جمعية الكتاب المقدّس وإلى كلّ من شارك وساهم في الإعداد لهذا المؤتمر، توقف دكّاش في كلمته على الأسباب الموجبة لعقد المؤتمر فقال: " الأسباب الموجبة اليوم لمعالجة موضوع إشكاليّات النصّ المقدّس، بالعودة إلى الورقة الممهِّدة لهذا المؤتمر والتي صاغها القسّ دياب غير قليلة: منها، انتشار العنف والإبادة باسم الدين وباسم الآيات وباسم التقليد بمختلف أصنافه والقتل باسم اللـه وباسم كتابه، دفاعًا عنه ذودًا والدعوة لقبوله قهرًا، أو النظر إلى الآخر نظرة فوقيّة باسم الكتاب والاستغلال السياسيّ للدين وللكتاب والنصّ الدينيّ استغلالاً فظيعًا ومقزّزًا بحيث أصبح الدين، في نصوصه الأساسيّة ومؤسّساته المقدّسة ألعوبة في يد السياسيّين يُستخدم من أجل منافعهم ومآربهم. لا ننسى التزمّت الدينيّ الذي يرى الآخر المختلف عنه من زاوية ضيّقة، وبالتالي فهو يرى ذاته إمّا وكأنّها كونيّة وإمّا قزمة وهذه الرؤية هي مختصر لأزماته النفسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة أكثر منها ما يقوله النصّ الدينيّ في العلاقة مع الآخر".

وتابع يقول: "إنّ مهمّتنا اليوم تتركّز على استنباط واستخراج القواعد والمقاييس التي تفيد المفسّر في تأويل النصّ تأويلاً لا نقول وسطيًّا أو معتدلاً فقط بل تفسيرًا يدلّنا على أنّ الله عزّ وجلّ هو الخير الأسمى والسلام والحبّ وصاحب الأسماء الحسنى".

واعتبر دكّاش أن "هذا المؤتمر هو أساسيّ لا بل تأسيسيّ وباللغة العربيّة لأنّه يسلّط الضوء على أمر محوريّ يتناول المقاييس والقواعد التي ينبغي اعتمادها لتفسير النصّ تفسيرًا يتلاءم ومقاصد الدين في الذود عن كرامة الناس وممتلكاتهم وحقّهم في الحياة والحريّة، حريّة الكلمة والضمير، وفي اختبارهم وخضوعهم جميعًا للنظام السياسيّ والاجتماعيّ بوصفهم مواطنين يتمتّعون بالحقوق ويقومون بالواجبات نفسها".

 

تشاشليك

عميد كليّة العلوم الدينية الأب مارك تشاشليك فقال: "اليوم عندما يرتبط علم الوراثة بعلوم الكمبيوتر وعلم الأحياء الدقيقة بالكيمياء، في حين أن علم الأعصاب يجعل من الحدود بين العقل والمادة والحريّة والحتميّة إشكاليّة بحدّ ذاتها، نتساءل عن كيفية قراءة النصوص المقدّسة وكيفية تفسيرها. هل ما زال يتعين على هذه تثقيفنا - وإذا كان الأمر كذلك - لماذا؟ وكيف "نُصغي" إلى الصعوبات التي تتعلق بها والتي - في كثير من الأحيان - ينتهي بها الأمر إلى أمرين:

-      في بعض الأحيان من خلال النسبية التي لم تعد فيها الحقيقة، بما في ذلك حقيقة الله الحي، ولم تعد تعني أحدًا ("يتساءل البعض إذا كان لا يزال من المنطقي أن نتساءل عن المعنى").

-      في بعض الأحيان من خلال الأصولية التي - في الأساس - تجعل الخالق "صنمًا" والمؤمنين، حتى بالنسبة للمثقفين جيدًا بينهم، تجعل منهم جهالاً في غاية العنف والقسوة؟"

ودعا تشاشليك إلى معالجة التحديّات التي تولد نتيجة تلقي المؤمنين لكلمة الله سواء في المسيحيّة أو في الإسلام.

 

 

باسوس

أمين عام جمعية الكتاب المقدّس مايك باسوس ذكّر في كلمته بالظرف التاريخي الذي ينعقد فيه هذا المؤتمر، وبحثه في مسألة الوحي في النصوص المقدّسة، في "منطقة تغلي باللا استقرار والضغط الاقتصادي وفقدان الرجاء عند أجيالنا الصاعدة".

وأوضح مضيفًا: "لست هنا لأحاضر بالتاريخ، بل لألفت الانتباه إلى أن معظم هذه الثورات والحروب نتجت من قراءة وفهم حرفيين للنصوص المقدّسة". واعتبر باسوس المؤتمر "واحة رجاء لدراسات علميّة وأكاديميّة لنذهب معًا في رحلة للتعمّق في إشكاليّات النصوص المقدّسة في المسيحيّة والإسلام".

 

جلسات المؤتمر

توزّعت المحاضرات على جلسة أولى عقدت في اليوم الأول تحت عنوان "الكتب المقدّسة في المسيحيّة والإسلام- عرض عام" ترأسها الأب البروفسور إدغار الهيبي، وحاضر فيها كلّ من البروفسور سليم دكّاش في موضوع "الكتاب المقدّس والتقليد المسيحيّ: الإشكاليّة العامّة ومحاور البحث". و"القرآن والسنّة: الإشكاليّة العامّة ومحاور البحث" الدكتور ناجي حجلاوي.

اليوم الثاني بدأ بالجلسة الثانية وكانت بعنوان "قراءات في تاريخ تكوّن النصوص المقدّسة في المسيحيّة" ترأستها البروفسورة رولا تلحوق، وحاضر فيها عن "الكتاب المقدّس" القسّ الدكتور عيسى دياب، فيما تحدّث الدكتور نقولا أبو مراد عن "التقليد المسيحيّ".

الجلسة الثالثة حملت عنوان "قراءات في تاريخ تكوّن النصوص المقدّسة في الإسلام" ترأسها الدكتور أحمد حطيط وتضمنت "القرآن الكريم" للدكتور ناجي حجلاوي، و"السنّة الشريفة" للدكتور رضوان السيّد أحمد.

الجلسة الرابعة والأخيرة بحثت في "الوحي والنبوءة" وترأسها الدكتور حسين إبراهيم وتحدّث فيه الدكتور وجيه قانصو عن "الوحي وآليّاته في الإسلام" والدكتور جوني عوّاد عن "الوحي وآليّاته في المسيحيّة".

جدير بالذكر أنه خصص وقت إضافيّ في كلّ جلسة للأسئلة وللحوار مع الجمهور حيث تمت مناقشة العديد من المسائل الدقيقة والمحفّزة على التعمّق والتفكّر.

ألبوم الصور