رسالة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ لمناسبة عيد الفصح المجيد

الجمعة 10 نيسان 2020
Rectorat
Organisateurs


بفضل التقنيّات المتقدّمة التي يتمّ استخدامها على نطاق واسع هذه الأيّام، وفي هذا الأسبوع، أسبوع آلام يسوع، ومع اقتراب أحد الفصح، ولا سيّما خلال محنة فيروس كورونا  COVID 19، أودّ أن أتوجّه مباشرة إلى كلّ شخص منكم (نّ) لأقول لكم (نّ) إنّني أفكر فيكم وأصلّي من أجلكم، أنتم أعضاء أسرتنا الجامعيّة الكبيرة في لبنان والعالم، الطلّاب والمعلّمين وموظَّفي الهيئتين الإداريّة واللوجستيّة، وكذلك من أجل خرّيجي جامعتنا وقدامى طلّابها.

لا يمكن أن يُعاش هذا السرّ العظيم، سرّ الفصح ونحن في عزلة، على رغم العزل العامّ الذي يلفّ العالم.

لا يمكن عزل العقل البشريّ. الكائن البشريّ هو بطبيعته كائن علائقيّ، كما أراد الله نفسه أن يكون في علاقة معنا.

يجب أن تتوثّق روابط الأسرة الجامعيّة وتضعنا في تحدٍّ من أجل تلبية احتياجات جماعاتكم. باسمكم، لا يسعنا إلا أن نشكر الفرق الطبيّة والتمريضيّة في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" HDF  الذين عالجوا المئات من مرضى فيروس  كورونا COVID ، كما نشكر التقنيّين في مختبر "رودولف ميريو" Rodolphe Mérieux  الذين أجروا آلاف الاختبارات على المرض. لا يسعني إلا أن أفكّر في العائلات المفجوعة بفقدان عزيز عليها، القريبة منّا أو البعيدة عنّا، والمرضى الذين يعيشون في الوحدة والعزلة.

كيف لي ألا أشكر الأندية الطلابيّة والمتطوّعين في عمليّة اليوم السابع في جامعة القدّيس يوسف في بيروت الذين يقومون بإعداد علب الطعام كلّ يوم للعائلات المحتاجة ! وكذلك علماء النفس في الجامعة الذين يصغون كلّ يوم إلى عشرات الأشخاص الذين يعيشون في حالة من الخوف والقلق !

عيد الفصح هو عيد النور والفرح والرجاء. هذا الرجاء، يستطيع كلّ واحد منّا تحويله إلى عمل خيريّ ومساعدة يمكنها أن تغيّر حياة شخص وعائلة ومؤسسة. مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" بحاجة إليكم لشراء المعدّات لمعالجي المُصابين بفيروس الكورونا ! الجامعة التي يجب أن تستمرّ في مهمّتها التعليمية تحتاج إليكم. يوجد في لبنان نوعان من فيروس الكورونا  COVID 19 : الوباء والأزمة الاجتماعيّة والماليّة التي يرزح البلد تحت وطأتها. مدّوا يد العون للآخرين كما مدّ يسوع القائم من الموت يده لتلاميذه ليعطيهم السمك والخبز والفرح والسلام.

أتوجّه بشكلٍ خاصّ إلى القدامى وأقول لكم : مدّوا يد العون إلى أصدقاء مسنّين أو قدامى قد يكونون بحاجة إلينا. سوف يعيد هذا العون إحياء الذكريات ويمدّكم بالأمل خلال وقت الضيق هذا.

تذكّروا الدروس التي تعلّمتموها في جامعة القدّيس يوسف في بيروت  وهي امتنان الصداقة، والالتزام، والايمان والفضول الفكريّ، ومدّ يد العون إلى الآخر.

نحن هنا لمساعدتكم على استعادة التواصل مع زملائكم من خلال وسائل الاتّصال الاجتماعيّ.

لا تنسوا أنّ بابنا سيبقى مفتوحًا دائمًا عندما تنتهي فترة الأزمة هذه ؛ فتعالوا وقوموا بزيارة جامعتكم.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، في ختام كلمتي أودّ أن أقول : عيد الفصح، وهو رمز الإنسان الصامد والحياة المفعمة بالمحبّة، ليس مجرّد ذكرى ولكنّه التزام يوميّ. كان تلاميذ يسوع يعيشون في الخوف، وربّما نحن أيضًا. يسوع المسيح، ربّ الحياة، يهمس في أذن كلّ إنسان : "لا تخافوا، أنا معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدهر" (متّى 28، 20).

كلمة رئيس الجامعة مسجلة