مع السيدة شاوي، الترجمة الفورية: نزهة في حقل ألغام

12 février 2020

الإنسان ثمرة البيئة التي يعيش فيها وقد تجلّى ذلك بوضوح من خلال الأسلوب السلس الذي أسدت فيه السيّدة بريسكا شاوي النصائح لنا، فهو يعكس الدبلوماسيّة التي تتميز بها سويسرا. فالسيّدة شاوي مترجمة فوريّة دائمة في مكتب الأمم المتّحدة في جنيف نالت شهادتها في الترجمة التحريريّة من مدرسة الترجمة في بيروت قبل أن تتابع دراستها في باريس وجنيف. وخلال الندوة التي إمتدت من27 إلى30 كانون الثاني، سلّطت السيّدة شاوي الضوء على الأخطاء التي يجب أن نتفاداها في ترجماتنا البصريّة والتتبعيّة كما ركّزت على أبرز التحدّيات التي قد يواجهها المترجم الفوريّ وإقترحت السبل لتخطّيها. ومن خلال التمارين المنوّعة التي قمنا بها، إستطاعت أن تقيّم كلّ طالب لتزوّده في ما بعد بالتوصيات الهادفة إلى تحسين آدائه. وتحدّثت عن أهميّة كلّ حرف يتفوّه به المترجم الفوريّ وعرضت أمامنا بعض المواقف التي قد تبدو طريفةً إلاّ أنها قد تضع المترجم الفوريّ في وضع حرج. وخلافًا لما يعتقده البعض، أكّدت لنا أن المترجم الفوريّ ليس آلةً تحوّل المرادفات من لغة إلى أخرى بمجرد كبسة زر بل هو أشبه بالساحر الذي يتمتّع بألف حيلة وحيلة يستخدمها لإيصال المعنى الى المستمع بأمانة. 

لم تقتصر نصائح السيّدة شاوي على الحياة الدراسيّة فحسب، بل شملت الحياة المهنيّة أيضًا. فعرضت لنا إيجابيّات الوظيفة  الثابتة وسيّئاتها كما تحدّثت عن وضع سوق الترجمة الفوريّة في لبنان والخارج. وفي ختام هذه الندوة، شدّدت السيّدة شاوي على أهميّة التحلّي بالواقعيّة والصبر لأنّ النجاح لا يتحقّق بين ليلة وضحاها وأكّدت لنا أننا على المسار الصحيح باعثةً فينا روحًا إيجابيّة لمباشرة الفصل الثاني وآمالاً لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا مهما بدت بعيدة المنال.

Laetitia Sebaaly

M2 - Interprétation