مدرسة الترجمة هي من أهمّ المدارس في الشرق الأوسط وأفتخر أنني أنتمي إليها

18 mai 2020

عادةً، نخصّص هذه الفقرة لأشخاص لديهم حضورهم في مدرستنا. في هذا العدد نسلّط الضوء على أستاذ في مدرسة الترجمة هو الاعلامي يزبك وهبي. نعرفه من خلال الشاشة الصغيرة.  فلنتعرّف عليه عن كثب من خلال هذه المقابلة:

 

يزبك وهبي.. أنت صحافي واعلامي ناجح نفتخر بك! لماذا اخترت مهنة الصحافة؟

ظهر شغفي بالصحافة منذ الصغر، وخاصّة تجاه الإعلام السياسيّ! رغم أني لم أتخرّج من كليّة الاعلام والصحافة إلاّ أني كنت أتابع الأخبار والأحداث السياسيّة منذ بلغت السابعة من عمري.

كنت أقضي أوقات فراغي بقراءة الصحف. وكان أستاذ اللغة العربيّة يقول لي دائمًا: “أراك مقدّمًا لنشرة الأخبار في المستقبل".

في الجامعة اللبنانيّة، اخترت العلوم السياسيّة وبعد تخرّجي عملت في إذاعة صوت لبنان في 1990، وهكذا بدأت مسيرتي في هذا المجال.

كيف تصف مسيرتك في مدرسة الترجمة؟

أحبّ مهنة التعليم كثيرًا. واكتشفت شغفي الثاني بالتعليم خلال عملي في الإذاعة حيث كنت أدرّب الطلبة الذين يقصدون الإذاعة.

 بدأت العمل في الجامعة اللبنانيّة كمساعد دكتور. وكنت مدرّسًا في الجامعة اللبنانيّة لمدّة 9 سنوات ومن ثمّ بدأت تدريس الاعلام في جامعة سيّدة اللويزة، وجامعة الكسليك، وانضممت إلى عائلة جامعة القديس يوسف منذ 5 سنوات تقريبًا.

 بدأت بإعطاء محاضرات في الحاليّات السياسيّة، ثم بدأت بتدريس صفوف الإلقاء. وحينها كانت الأصداء إيجابيّة، الأمر الذي زاد من حماسي وتعلّقي بمهنة التعليم.

ما هي برأيك العلاقة التي تربط بين الصحافة والترجمة؟

لا شكّ أنّ هناك علاقة عميقة تربط الحقلين ببعضهما. فالصحافة جانب من جوانب الترجمة.

ونحن كإعلاميّين لا نعتمد فقط الأخبار المحليّة، بل نلجأ إلى الأخبار الأجنبيّة، إذ ترسل وكالات الانباء الفرنسيّة أو الإنجليزيّة مقالاتها بلغتها الأمّ، إضافة إلى مؤتمرات أو مقابلات للرؤساء الأجانب.

فإتقان عدّة لغات هو بالطبع قيمة مضافة للإعلامي أو الصحافي. وأغلب خرّيجي الترجمة لديهم شغف بحقل الإعلام، لذا يسعى اغلبهم للانضمام الى هذا المجال فور تخرّجهم ويبرعون فيه.

ماذا يضيف اختصاص الترجمة للصحافي؟

بالتأكيد هو اختصاص مهمّ للصحافي! لأنّ تعلّم اللغات الأجنبيّة عنصر أساسي في عملنا! إذ لا نعتمد الأخبار المحليّة فحسب  كما ذكرت سابقًا بل أيضًا نجري مقابلات مع المسؤولين الأجانب، كما أننا  نضطر إلى تغطية أحداث خارجيّة.

لكن لا بدّ أن يهوى الصحافي مهنته، وأن يكون مطلعًا على السياسة المحليّة والدوليّة ليبرع فيها، "وإذا ما بحبها ما بيرع فيها".

بما تنصح الطالب ليكون صحافيًّا ناجحًا؟

كي يكون صحافيًّا ناجحًا عليه أوّلاً أن يدرس الصحافة أو يحصل على شهادة قريبة من هذا المجال كالحقوق على سبيل المثال، أو العلوم السياسيّة أو الترجمة، ولا بدّ أن يكون مطّلعًا كما قلت على السياسة الداخليّة والخارجيّة وملمًّا بالثقافة عامّة.

وليكون صحافيًّا ناجحًا، يجب أن يهوى عمله، فهي ليست وظيفة فقط، بل رسالة، ومهنة البحث عن المتاعب والمخاطر!

ومن الضروري أن يتقن الطالب لغة عربيّة سليمة، ويكون له إلمام باللغات الأجنبيّة، إضافة الى  عنصريّ النزاهة والمصداقيّة في نقل الخبر.

 كانت هذه السنة استثنائية منذ البداية من حرائق إلى اعتصامات إلى ثورة ومن ثم "كورونا".. إلى أيّ مدى تأثّر عملك الصحافي هذه السنة وما هي أبرز التغيّرات التي حدثت بين العام الماضي والحالي؟ وفي الشقّ التربوي.. كيف كانت تجربة التعليم عن بعد لمادة الإلقاء على وجه الخصوص؟

أنا شخص أعشق مهنتي وأعشق التعليم!

بالفعل مررنا بأوضاع سيّئة ومرّت أوقات صعبة ما بين حرائق ورصاص وأوبئة، وخاصّة أننا كصحافيّين على اتصال تامّ مع كلّ هذه الأحداث دائمًا.

بالطبع خضعنا لدورات تدريبيّة مع متخصّصين، لمعرفة كيفيّة التعامل مع أحداث كالاعتصامات أو الحرائق أو الحروب.

كانت قناة الـ "أل.بي.سي." حريصة جدًّا على صحّتنا، وأمّنت لنا كلّ وسائل الحماية اللازمة.

 بالنسبة إلى التدريس عن بعد، أنا أستاذ لمادتين، الإلقاء والحاليّات السياسيّة.

من الممكن أن يُعطى صفّ الحاليّات السياسيّة أونلاين حيث أنّه كناية عن معلومات (أسئلة وأجوبة) إلّا أنني أفضل إعطاء صف الإلقاء بحضور الطلاب وليس عن بعد. لكن في ظلّ الظروف التي فرضت علينا قمنا بما أمكن لإعطاء المحاضرات، إلاّ أني أشدّد على أنّ الصفوف تكون أغنى من خلال الحضور.

كيف تصف علاقتك بالطلاب؟ 

"رائعة"!! حبّي للتعليم لا يختلف عن حبّي للإعلام. أعشق التعليم كما أعشق الإعلام. أكون مسرورًا جدًّا عندما أرى طلّابي يتابعون بدقّة كلّ ما أقوله في الصف! ودخل السرور الى قلبي بعد أوّل تقييم لي قام به الطلاب في الجامعة اللبنانيّة، حيث كانت الأصداء إيجابيّة جدًّا.

وأنا قريب جدًّا من طلّابي، أجيب على جميع أسئلتهم واستفساراتهم وأحرص دائمًا على منحهم المعلومات كاملة قبل انتهاء المحاضرات، كما أني على استعداد لإعطاء أيّ استفسار أو معلومة إضافيّة.

ودائمًا أنصحهم بأنّ النجاح لا يرتبط بالعلامات المرتفعة بل بالإصرار على الوصول، ورؤية الامتنان على وجوههم يشعرني بالفخر!

ماذا أضافت لك مدرسة الترجمة؟

لا شكّ أنّ مدرسة الترجمة هي من أهمّ المدارس في الشرق الأوسط وأفتخر أنني أنتمي إليها وهذه إضافة كبيرة لرصيدي، إذ تفتح هذه الكليّة أبواب عدّة للمتخرجين منها، في جميع المجالات والبلدان.

Dania Edlebi

M4 Traducteur-Rédacteur