توقيع مذكرة تفاهم "أرضك كنزك" بعد انتهاء المرحلة الأولى من التدريب

الاثنين 21 أيلول 2020
Rectorat
Collaborateurs


"صامدون في أرضنا.. وباقون هنا، فالأرض جزء من الهوّية، والزراعة تحتاج إلى سواعد الشباب" بهذه الكلمات توجّه إلى ضيوفه رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش للترحيب في خلال لقاء جمع كلّ من المونسنيور توفيق بو هدير المسؤول المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين(البطريركية المارونية في بكركي)، وجمعية "نادي لبنان الأخضر" ممثلة برئيسها إيلي خوري، وجومانا لحود نائبة الرئيس، الياس عزام العضو مؤسس، ورئيسة "مؤسسة Diane" السيدة ديانا فاضل، ورئيس كرسي"مؤسسة Diane" للتربية على المواطنة البيئيّة والتنمية المستدامة البروفسور فادي الحاج، ومديرة معهد الهندسة الزراعية في جامعة القدّيس يوسف الدكتورة مايا خراط، ومنسّق أنشطة اليوم السابع جو حاتم، لتوقيع مذكرة تفاهم بعد انتهاء المرحلة الأولى من مشروع "أرضك كنزك" الذي بوشر به في حزيران الماضي.

استهّل اللقاء بكلمة ترحيب من البروفسور فادي الحاج الذي رحّب بالحضور والشركاء في هذه العملية.

خوري

تحدّث بداية خوري فقال: "إذا اردت ان تبني وطنا" يعتمد على نفسه ولديه الاكتفاء الذاتي، عليك أولاً أن تعلّم وتدرّب الأجيال الصاعدة، وهذا ما أردناه في الزراعة وتُرجم في مشروع "أرضك كنزك". وذكّر بانطلاقة المشروع فقال: "في 2 حزيران 2020 أطلقنا من ريفون فقمنا بتدريب 854  شابًا وشابة، خلال 28 دورة تدريبية من تاريخ 2 حزيران حتى 25 تموز 2020، ونجحت جمعية نادي لبنان الأخضر "Green Lebanon" بتأمين شبكة من المهندسين الزراعيين ناهز عددهم الثمانين لتأمين التدريب في مختلف الأقضية، كما أمنت البذور المدرجة في البرنامج". وتابع: "اليوم نوقع الاتفاق، نمضي الى الأمام، أمامنا حلم أصبح حقيقة نزرعه بين أجيالنا يدًا بيد نحن الشركاء الثلاثة، نتعاون ونتكافل ونتضامن من أجل التنمية البشرية الزراعية، وأيضًا دورات متخصصة متقدمة تساعد المزارع في تطوير النوعية والكمية، وتصنيع منتجاته وخلق الأسواق لتصريف الانتاج. وللحفاظ على مستوى التدريب، سيتدرب المدربين، وستقوم الجامعة اليسوعية كلية الزراعة بتقديم الشهادة لمن يحضر الدورة التدريبية بجدية ومسؤولية".

بو هدير

تحدّث ممثل البطريركية المارونية المونسنيور بوهدير فقال: "أنقل تحيات وبركة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي كان افتتح وأعطى الدفع لانطلاقة مشروع "أرضك كنزك" في المركز البطريركي في ريفون واختتمها في الكرسي البطريركي في الديمان. ميزة حفل التوقيع أنه يأتي اليوم بعد ختام المرحلة الأولى من المشروع، كثمرة وكنتيجة خبرة، مما يعطيه دفعًا جديدًا في إطار مستدام. اننا نؤكد عبر هذا المشروع على أن الأرض عندنا هي الأساس وأن قيمتها ليست فقط مادية واقتصادية بقدر ما هي معنوية ووجدانية. إذ كما يقول المجمع الماروني "الأرض هي هويتنا وهي عطيّة من الله ليعيش عليها المؤمن ويعبد الله ويشهد له، إنها الأم الأولى التي جُبل منها الإنسان وقد تقدّست بتجسّد ابن الله وعيشه عليها" وقد ارتوت بعرق ودماء الشهداء والقدّيسين وهي إرث كبير من الآباء والأجداد، فتّتوا صخرها وحرثوا وعرها وسلّموها لنا بأمانة ويجب المحافظة عليها والدفاع عنها وتنميتها لا التصرّف بها بأنانيّة والتخلّي عنها أمام أيّة صعوبة. لذلك رهاننا أن تكون الأرض، بالإضافة الى كونها مصدرًا للأمن الغذائي، دعامة للبقاء والحياة".  

فاضل

رئيس مؤسّسة ديان من جهتها قالت: "هذا المشروع هو في خدمة المواطنين، من أجل غرس المفاهيم الأولية للزراعة المسؤولة في نفوسهم. من خلال السعي لتثمير جميع الأراضي الزراعية، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، من أجل تطوير الزراعة العضوية المستدامة التي تحترم قوانين الطبيعة، يساهم هذا المشروع في تلبية احتياجاتنا الغذائية المتزايدة. هذه الزراعة في مساحات محدودة، ذات طابع عائلي، هي الأساس الذي يضمن استدامة لبنان وتربته وقيمه الاجتماعية وهوياته الثقافية وتراثه الاقتصادي الذي بني على مدى تاريخ البلد الطويل. لنعد إلى أصولنا: كان لبنان في الأصل بلد الزراعة، بأرضه الخصبة ومصادره المائية السخية. فلنعد إلى أرضنا ونحافظ عليها. هذه الأرض لنا!"

دكّاش

أما رئيس الجامعة البروفسور دكّاش فقال: "الزراعة بحاجة لأرض وسواعد وتخطيط. لذلك يأتي التوقيع اليوم في إطار من الخبرة والعمل المنجز. الأرض موجودة لكن للأسف لم يتم التعامل معها كما يجب. انا شخصيا عملت في الأرض وتفاعلت معها واحببتها. اتمنى ان يعيش هذه التجربة العدد الاكبر من الشباب والصبايا: ان من يعمل في الأرض يتعرف عليها ويتفاعل معها. فالأرض بطبيعتها معطاء حتى ولو كانت جرداء وهي بالنسبة لنا ارض الاجداد والقديسين الذين سكبوا فيها من عطائهم ومحبتهم وصلاتهم. ونحيي اليوم قرار العودة الى الأرض التي هي جزء لا يتجزأ من الذات والهوية. لربما كنا لفترة طويلة اتكاليين على المساعدات الخارجية وعلى الاقتصاد الريعي غير المنتج الذي اوصلنا للأسف الى حالة مأسوية. اما اليوم، كما يظهر هذا الاتفاق، فقد تغيرت النظرة وعرفنا قيمة الأرض وزاد تعلقنا بها".

وتابع: "كما ان الزراعة بحاجة الى ارض، هي بحاجة لسواعد. فمن توطن الأرض صار عنده وطن. من دون ارض لا وطن ومن دون جغرافيا لا تاريخ. وفي اساس هذا التاريخ كانت الزراعة. لن تصبح الزراعة قطاعًا ضخمًا في لبنان طبعا، لكنها ستعيد ادخال مفهوم الانتاج وستكون فعل ايمان بالوطن بعد ان كانت هجرة الارض من اسباب ضعف الشعور الوطني.  ومن غير الشباب اللبناني الى اي فئة انتموا يستطيع ان يحيي الأرض لتصبح منتجة؟ فاذا كانت ضعيفة يقويها، فيخلق بذلك علاقة جدلية اساسية معها.

اما التعاون بين مختلف افرقاء هذا المشروع، فيشكل مثالا على التخطيط الجيد الذي يعطي قيمة مضافة للعمل المنوي انجازه. وتحية للذي بارك اتفاقنا، نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي قال لنا ان نعمل معا عبر تعلقنا بأرضنا وعودتنا اليها". 

ثم وقّع الشركاء نسخ الاتفاقيّة.