ندوة عن واقع الرسالة التربوية في الكاثوليكيّ للإعلام

الإثنين 25 تشرين الاول 2021
Organisateurs


أقامت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام، بعنوان "الرسالة التربوية في لبنان واقع وتحدّيات"، تناولت وزارة التربية وإدارة الأزمة التربوية، وواقع الرسالة التربوية المسيحية بين المدارس والجامعة، شارك فيها وزير التربية الدكتور عباس الحلبي، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، مدير المركز الخوري عبده أبو كسم، رئيس جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، وحضرها نائب رئيس جامعة الحكمة الأب غي سركيس، الأخت واضفا فارس من جمعية راهبات القديسة تريزيا، الأخت ليلي ابي شبلي وآرام قرة داغليان من الهيئة التنفيذية للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، المسؤول الإعلامي في أبرشية جبيل المارونية الأب انطوان عطالله ومهتمون.

العنداري
بداية تحدث العنداري وأعلن ان "الندوة تسلط الضوء على واقع الرسالة التربوية وتحدياتها في لبنان"، وسأل "في ضوء تفاقم الأزمات التي تقبض على أنفاس الطلاّب والأهل والأساتذة والإدارات، فهل يكون تكاثر العثرات وترنح القطاع التربوي موتًا بطيئًا أو تهديدًا لضياع ثروة لبنان ودوره الرائد ومستقبل الأجيال الصاعدة؟"، لافتًا إلى أن "قطاع التربية الناجح والمشرق مهدّد، في السنوات الأخيرة، بالإنهيار لأسباب وأسباب. ومتى انهار، لا سمح الله، انهارت معه كلّ أسس لبنان. فتدمير التعليم يعني تدمير الوطن".

الحلبي
ثم قال الحلبي:"نلتقي والبلاد في خضم أزمات تتوالد وتتعاظم، لكننا كجسم تربوي، نعي وندرك حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، لكي ننقذ العام الدراسي ونمضي في التطوير التربوي، فنشكل كما شكلت التربية بعد الحرب الأهلية، نواة التلاقي الوطني العام حول الحياة الواحدة والتطلع نحو المصير الواحد والمستقبل الواحد". وأضاف:"وألفت إلى أن العلاقات بين وزارة التربية والتعليم العالي والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، هي ركيزة أساسية في بناء العلاقات مع اتحاد المؤسّسات التربوية الخاصة".
وأكّد اننا "جئنا إلى المسؤولية في أجواء بالغة التعقيد، ولكننا لم نجلس مكتوفي الأيدي، فتواصلنا مع الداخل والخارج ونجحنا مع الجهات المانحة بتحريك 70 مليون دولار، منها 37 مليون دولار من الهبة البريطانية، وذلك لتمكين الهيئات التعليمية في المدارس الرسمية من الحضور إلى المدارس وتشغيل المؤسسات وتأمين الكتب والقرطاسية ولوازم التطهير والتعقيم والنظافة وتقديم وجبة طعام. ولكننا لم نطلب الدعم للمدرسة الرسمية فقط ، إنما الجهات المانحة الدولية تركز جهودها على دعم مؤسسات الدولة، على الرغم من مبادرات الدعم التي تتلقاها مجموعات المدارس الخاصة من هذه الجهة او تلك بصورة متفاوتة وغير معممة".
أضاف: "إن قطاع التربية والتعليم لم يعد مجرد قطاع خدماتي ومكلف، إذ جعله التطور العلمي والمعرفي والتكنولوجي منتجا بامتياز. فتقدم المجتمعات اقتصاديا وتكنولوجيا لا يمكن أن يتحقق من دون مجتمع متعلم ناقد مبتكر منتج للمعرفة، وهي أمور في صلب أهداف النظم التربوية الحديثة، ويتطلب تحقيقها تعميم التعليم حتى مراحل متقدمة. وهذا أمر لا تقوى على تحقيقه جماعات بعينها، مهما بلغت من قوة، بل يتطلب قدرات دولة، بمؤسساتها وأجهزتها ومواردها البشرية والمادية".


دكاش
من جهته قال دكاش:"أولا نعرف الأهمية التي توليها الكنيسة الكاثوليكية للتربية المدرسية والجامعية والمهنية لأن التعليم هو من الطرق الأساسية لبناء شخصية الإنسان والمواطن الملتزم بأخلاق الإنجيل ومنظومة الحقوق والواجبات الإنسانية وبناء الفرد المثقف المتعلم الكفؤ المتزود بالمهارات المتنوعة".
واضاف:"أما الجامعة بما تكتنزه من الاختصاصات العلمية المتنوعة وخصوصا التكنولوجيات الحديثة، إنما تقود إلى معرفة أعمق لكيفية وحدة الإيمان والعقل في البلوغ إلى الثقافة الإنسانية السامية. وهذه الجامعات تثقف الشباب والشابات تثقيفا يخولهم أن يتعارفوا وأن يتحملوا معا المهمات الجسام في المجتمع والوطن. والكنيسة تفتخر بأن يكون لديها أكثر من 126 ألف مدرسة في العالم إلى جانب ما يزيد على ألف جامعة تقوم بواجبها في التربية وتعليم الإجيال الجديدة. بالأمس القريب في الحادي والعشرين من شهر تشرين الأول 2020، أي منذ سنة على وجه التقريب، أطلق البابا فرنسيس نداءً عالميًا لاعتماد ميثاق عالمي شامل للدفاع عن التربية التي هدفها إخراج الشبيبة من حالة الجهل، خصوصا وأن الجائحة وما فرضته من إغلاق للمدارس ومعاهد التعليم حرم مئات الملايين من الأطفال والشباب (250 مليون) من متابعة دروسهم. يقول قداسته: نعتقد أن التربية هي أحد أكثر الطرق فعالية لأنسنة العالم والتاريخ، فالتربية قبل كل شيء هي مسألة محبة ومسؤولية تنتقل عبر الزمن من جيل إلى جيل".
وقال:"نحن ملتزمون بشكل شخصي ومعا بما يلي:أن نضع الإنسان وقيمته وكرامته في مركز كل عملية تربوية رسمية وغير رسمية، أن نصغي إلى أصوات الأطفال والفتيان والشباب الذين ننقل إليهم القيم والمعرفة، حتى نبني معا مستقبل عدل وسلام، وحياة كريمة لكل إنسان، أن نشجع المشاركة الكاملة للبنات الصغيرات، والفتيات في التعليم، أن نعتبر العائلة المربية الأولى التي لا غنى عنها، أن نربي الأجيال الصاعدة وأنفسنا على حسن الاستقبال، وأن ننفتح على أكثر الناس ضعفا واستبعادا، أن نلتزم بالدراسة لإيجاد طرق أخرى لفهم الاقتصاد والسياسة والنمو والتقدم، أن نحرس وأن نهتم بتنمية بيتنا المشترك، وأن نحميه من سوء استغلال موارده".
وتابع:"القضية اليوم عندما نرى امتداد الأزمة إلى أيام آتية، نتمنى ألا تكون مديدة، هي قضية استمرارية وجود المدرسة والمعلم الأستاذ والجامعة في ظل الهجرة المتواصلة لا للأساتذة فقط بل الأسر وللتلامذة وللطلاب إلى أصقاع أخرى يجدون فيها ولو شكلا الأمن الاقتصادي والاجتماعي. ما بين السنوات 1975 و1990 اختفت أكثر من مئتي مدرسة كاثوليكية من الخارطة التربوية اللبنانية، فهل نترك الأزمة تنتصر علينا اليوم وغدا بشكل تختفي معها 200 مدرسة أخرى أكانت مجانية أم لا. هي قضية استمرارية وجود المؤسسات التربوية، بل في الواقع هي ايضا قضية استرداد ولو جزء يسير من الجودة التي كانت تتمتع بها من قبل اندلاع وباء كورونا الذي فرض التعليم عن بعد منذ عشرين سنة كذلك بما يتضمن جوانب إيجابية وكذلك من سلبيات يراها اليوم الأساتذة في الجامعة والمدرسة بأن أمرًا جللًا قد حدث كما لو أن التلميذ والطالب لم يعرف المدرسة والجامعة وهذا يعني أن على الجامعة والمدرسة مع التعليم الحضوري إدخال الشاب إلى المجتمع وتثقيفه على العيش مع الآخر واحترام حرية الدخول في ما نسميه المسؤلية الاجتماعية المشتركة".
وقال: "نحن أهل الرجاء ولدينا الإيمان بأننا سنخرج من هذه الأزمة ومن هذا الإنهيار. من هذا المنظور الخروج من الأزمة مؤسس على التضامن الاجتماعي بين المقتدرين الذين يساهمون بعطاءاتهم في إنقاذ التربية وبين المؤسسات التربوية وإذا كنا نريد أن نكون واقعيين ينبغي لنا تفعيل علاقاتنا الدولية لمساعدة المؤسسات خصوصًا تلك التي تقع في الأطراف أو في بؤر التخلف الاجتماعي. لا بد من الإنقاذ التربوي، إلا أنه في الواقع إنقاذ لبنان!
من ضمن هذا الميثاق نعمل معا لئلا يكون أي طالب خارج المدرسة أو الجامعة فنعطي بارقة أمل للذين لم يعودوا مؤمنين بالرجاء.لنكن مقتنعين من أن ما يجري ليس وليد صدفة بل أن هناك أياد تعبث بالأسس التي قام عليها لبنان ومنها النظام التربوي. فجوابنا هو العمل من أجل الاستمرار مقدمة للاستقرار والحفاظ على الهوية اللبنانية."

أبو كسم
اما أبو كسم فقال:"إلتقينا اليوم في ندوة علمية عملية، تهم كل اللبنانيين، عنوانها الرسالة التربوية في لبنان مع ما يحمله هذا العنوان من تحديات وإرادات جامعة للخروج من أزمة تشد الخناق يوما بعد يوم على رقاب اللبنانيين. إننا نسابق الوقت، لكن الوقت على ما يبدو أسرع منا، ونحن في معركة بدأناها، لكننا لا ندري متى ننتهي منها، وكيف ستكون نتائجها"، لافتا إلى ان "الكنيسة وأنتم في جبهة واحدة، فالمطلوب توحيد الجهود لإنقاذ العام الدراسي الحالي الذي ما زال يترنح تحت ضربات الأزمة المالية والوعود الدولية التي على ما يبدو ستقدم مساعدات بإتجاه واحد".

المقتطفات الصحافية