طرابلس في قلب بيروت

احتفالية تكريمية للمدينة وإضاءات على طرابلس في عيون أبنائها والجوار
الجمعة 9 حزيران 2023
Campus de l'innovation et du sport
Organisateurs


استضافت جامعة القدّيس يوسف في بيروت، حرم الابتكار والرياضة-طريق الشام، احتفالية بعنوان "طرابلس في قلب بيروت" اجتمعت لإنجاحها جهود حرم الشمال في الجامعة، ومؤسّسة الطوارئ غير الحكومية، ودار جروس برس ناشرون، وقد حضرها إلى رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ ومديرة حرم الشمال الأستاذة فاديا علم الجميل وعمداء ومديرين من الجامعة، رئيسة جمعية الطوارئ السيّدة مايا حبيب حافظ والأستاذ ناصر جروس مدير عام جروس برس، والأستاذ نقولا نحاس، ممثلاً رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي، وشخصيات دينية وسياسيّة وإعلامية ومثقفين ومهتمين من أبناء طرابلس وكل لبنان.

هدفت الاحتفالية إلى تسليط الضوء على كتاب "طرابلس في عيون أبنائها والجوار" وإلى الاحتفاء بالمدينة من خلاله، وقد توزعت على ثلاث فقرات، في مستهلها كلمات لكلّ من البروفسور سليم دكّاش راعي الحفل، تلته السيّدة مايا حبيب حافظ، ثم كلمة الأستاذ ناصر جروس، ثم طاولة مستديرة عن الكتاب شارك فيها الوزير السابق الأستاذ رشيد درباس، ونقيبة المحامين في طرابلس والشمال الأستاذة ماري تريز القوّال فنيانوس، وأدارتها السيدّة جودي أسمر قليلات. في الفقرة الثالثة من الاحتفالية كانت مداخلة للوزير السابق طارق متري ثم شهادات لكلّ من ماريا حافظ، وألان درغام، وغسان بكري، قدّم الاحتفال السيّد إبراهيم توما.    

 

دكّاش

استهلّ رئيس الجامعة كلمته قائلاً "تحيّة لكم جميعًا في هذه الأمسية تأخذ فيها مدينتكم ومدينتي طرابلس كلّ المكان من بيروت، العاصمة الأولى تستقبل في حضنها العاصمة الثانية طرابلس الفيحاء، واليوم بيروت محظوظة بأن تستقبل زميلتها الساحرة بعطرها وبأعيانها فتكبر بيروت ويزداد وعيها لذاتها ولرسالتها الخاصّة، وتشعر بأنّها موجودة وشخصيّتها قويّة بقوّة شخصيّة المدينة التي تستضيفها: طرابلس".

وتوجّه بالشكر إلى السيدتين مايا حبيب حافظ وفاديا علم الجميّل لتحضيرهما هذا اللقاء الجامع و"كانتا خير محاميتين داعيتين لهذا العمل الجبّار ولهذا اللقاء حول طرابلس"، معتبرًا أنهما "تحملان طرابلس العيش معًا وزهر الليمون ورائحة عطره ووجوه الناس إن كانت مرتاحة أو تعبة، تحملانها في الضمير وفي الوجدان"، فطرابلس "هي اختبار مشترك لحريّة التعبير وحريّة الإيمان وبناء الصرح الثقافي المتين، هي رسالة تاريخيّة للتعدّدية والعطاء".

واعتبر كتاب "طرابلس بعيون أبنائها والجوار" تحفةً من الذكريات العذبة في كثير من الصفحات والمرّة في القليل منها". وأضاف أن "فيه الكثير من الصفحات عن تاريخ طرابلس العلم والثقافة والمعارف والموسيقى الشرقيّة والكتاب بمختلف المضامين من المعجم إلى الكتاب المدرسي إلى الإسلاميّات والمسيحيّات، وإلى التاريخ والنبات والمدرسة والجامعة والشاطئ ومرفأ الصيّادين والجوامع والكنائس والساحات والمنارات وكلّه يصبّ في خدمة المواطن الطرابلسي من منظور الوطن. فلا مفاجأة أن تكون طرابلس رفعت صوتها الثوري تقول بالتغيير والإصلاح والعدل ورفع الظلمات"، مذكرًا الحضور أن "طرابلس عندما يُفكَّر فيها من ناحية الأديان نَجدُ أنّها كانت مختبرًا شبه نموذجي للتفاعل النوعي بين الجماعات بالرغم من اختلافاتها. هذه التعدّدية الناجحة كانت ملازمة لعهد الازدهار والاستقرار، في حين أنّ الأمور انقلبت رأسًا على عقب وازدادت العصبيّات، والسبب هو الإهمال وانعدام البرنامج المتكامل للتنمية، وعُمل على تنمية بيروت وتحسين بناها وطرابلس لم تنل حظوة من مشاريع التنمية، والباطن الذي لم تعمل الدولة على إصلاحه والذي هو الفساد السياسي هو نفسه في المدينتين ووصلنا اليوم إلى نتيجة واحدة". وختم كلمته بالقول: "أجمل ما نهديه للأجيال هو القدرة على أن يكون عندهم حلمٌ لذواتهم وبلدهم ومدينتهم. وهكذا تبقى الشعلة متّقدة ومنيرة، أملاً بمستقبل باهر للأجيال الجديدة".

 

 

حبيب حافظ

السيّدة مايا حبيب حافظ رئيسة مؤسسة الطوارئ تحدّثت باللغتين الفرنسية ثم العربية معرّفة عن المؤسّسة وموضحة أن الجانب الثقافي يحتلّ حيزًا مهمًا ضمن نشاطات المؤسّسة وضمن هذا البرنامج الثقافي قرّرنا المشاركة في تنظيم هذا اللقاء، خصوصًا أنه "خطوة نحو إبراز طرابلس كعاصمة ثقافيّة واقتصاديّة للبنان". مشيرة إلى الندوة "كدعوة للجميع لتوجيه أنظارهم نحو الشمال، وليفتحوا أعينهم لتاريخ مدينة طرابلس وتراثها"، متوفقة على تاريخها الثقافي المشرّف فطرابلس هي عاصمة الثقافة العربية لعام ٢٠٢٤، وطرابلس مدينة العلم والعلماء، وطرابلس مدينة الكنائس والجوامع والأسواق والخانات التراثيّة، والحمّامات والقلعة وبرج السباع. وطرابلس هي مدينة معرض رشيد كرامي الدولي الذي وضعته اليونسكو على قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر، وهي طرابلس الفيحاء التي تحضن الميناء والجزر والقبّة". 

وقالت إن طرابلس "لم تخذل أبناءها مرة على العكس تحضننا وتستوعبنا وتعلّمنا الطيبة وحبّ الآخر" وأضافت" تبدو مدينتنا فقيرة وتعيسة، مهملة ومهمّشة، لكن في كل مكان في لبنان والعالم هناك فقر، فلماذا لا نتكلّم على طرابلس إلاّ بهذا الشكل السلبيّ؟ "

ودعت الحضور إلى زيارة المدينة والتعرّف إليها عن قرب مثلما فعل "الكتاب الذي أضاء على الحياة الطرابلسيّة التي نفتقدها بسبب التغيير الديموغرافي الذي أثّر علينا، لأننا نحن أبناء طرابلس، تركناها ونسيناها وهجرناها".

ورفضت حبيب الاستسلام أو اليأس "لأن ثقافتنا ثقافة الحياة، سنبقى في طرابلس، وسنبقى نقاوم بواسطة العلم والثقافة والحضارة والعيش المشترك"، ودعت الشباب إلى المساعدة في تشجيع المبادرات الثقافية في المدينة وعنها.

 

 

جروس

الأستاذ ناصر جروس ناشر الكتاب، تحدّث بداية عن جامعة القدّيس يوسف خصوصًا أنه من خريجي "هذا الصرح الأكاديمي التاريخي المميز مزودًا ومحصّنًا بثقافة حقوقية واسعة وبمنهجية اعتمدتها في حياتي العملية، وتوسلت من خلالها المنطق العلمي مرتكزًا على البحث المعمّق والدقّة في مقاربة القضايا العامة لا سيّما الثقافية والمهنية منها بروح الانفتاح على المجتمع والاعتراف بكينونة الآخر".

ثمّ تحدّث عن الأسباب التي دفعته إلى إصدار هذا الكتاب فقال: "إن الذكريات الجميلة التي عشتها منذ مطلع شبابي والمودة التي سادت علاقتي بمجموعة من الأصدقاء بقيت راسخة في نفوسنا واستمرت لأكثر من 55 عامًا، بالرغم من اغتراب البعض منهم والبعد الذي فرضته ظروف الحياة، كانت الحوافز التي دفعتني الى التفكير في إصدار هذا الكتاب. فبدأت اتصالاتي لمعرفة آراء من عاشوا تلك المرحلة الذهبية أو قرأوا أو سمعوا عنها، فجأت آراء الكلّ مرحبةً بل متحمسة لهذا العمل". وفي ختام كلمته توجّه بالشكر إلى كلّ من سعى وساهم في لتنفيذ هذا اللقاء.

وقبل بدء الندوة حول الكتاب استمتع الحضور بفيلم خاص عن المدينة حمل عنوان "أنا طرابلس" وتحدّث بلسانها كأم حنون تفتقد حضور أبنائها واهتمامهم بها ووفائهم لها.

 

 

ندوة حول الكتاب

تستحقّ طرابلس الحقيقة، وتستحقُّ الحب. إن تمعنّا، سنجدُ في الحب والحقيقة قوامَ "طرابلس في عيون أبنائها والجوار" بهذه الكلمات استهلّت الصحافية الطرابلسية جودي أسمر قليلات كلامها، وقالت "لطرابلس أخيراً وثيقةٌ بألف رواية. أقولُ "أخيراً"، بعدما تبيّنتُ، بالممارسة خلال 13 سنة في الصحافة اللبنانية والدوليّة، أنّ هالة طرابلس موسومة بالدراما والتهويل، ولكننا لا نقفُ مكتوفي الأيدي، وجئنا بالبديل"، مشيرة إلى أن "الكتاب ردم الهوّة بين الواقع والشائع، لقد نجح أيضًا في ردم الهوّة بين الجيل الشاب والجيل الأكبر سنًّا- وبدون أي تدخل في المضمون أو إملاءات، أُفرِد ما يناهزُ نُصفَ الكتاب، لقلمي، أنا الصحافية الشابة ابنة طرابلس التي مُنِحَت الفُرصة، والثقة، لتوثيق حياة طرابلس في المجتمع والسينما والفنون على أشكالها والثقافة والصحافة والسياحة والنشر والاقتصاد والتعددية والنسوية والعيش الواحد وغيرها من الحواضر النيّرة ولكن المحجوبة عن الألسنة والتصورات ومطابخ الإعلام"، واصفةً طرابلس بـ"مدينة العلم والعلماء" وقالت "الدعوة مفتوحة منّي ومن رفاقي في المقاهي الثقافية والمسرح ونوادي القراءة والسينما"، ثم قدّمت المتحدثين في الندوة، الأستاذين درباس والقوّال فنيانوس.

 

درباس

"بقيت لطرابلس مكتبة عصت الأنواء والأهواء، والصعوبات الأمنية والمالية، فصمد آل جروس وعزموا على تجسيد مصدر اسمهم برنين الكلمات على الورق، لتظل الأجراس من سمات سمائها التي تعقد فيها القباب والمآذن علاقاتها الأزلية وحديثها المتمادي. لكن مهلًا، لا أفرح كثيرًا بهذا، لأن المكتبة الجروسيةَ نجت فيما مضت إلى نسيان عميق زميلاتها اللواتي كُنَّ يتخطرن في شوارع طرابلس ومنعطفاتها كالحور الغيد، فيتقاطر إليهنّ الشباب لخطب ودِّهِنَّ واستثمار رفوفهنَّ، وقطف ما تيسر فيهن من ثمار، مجاناً أو بالتقسيط المريح جدًّا. فلقد كان كل صاحب مكتبة مفكرًا أو مثقفًا أو شاعرًا، لكن يد الإجرام والتعصب أردت الشاعر ميخائيل فرح الذي جعل من مكتبته سبيل ماء للعطاش، فجفَّ الماء وتصحَّرتِ المكتبات، ثم تهاوت الصروح التعليمية من الفرير إلى الطليان فالأميركان، كأنما ضاق بأعين الحسدة ما كانت عليه طرابلس من تنوع ورونق، فتحالف العقاريون وعاقرو الوطنية، وأصحاب الأحلام المريضة، ودوائر ادّعت العروبة فطعنت عروسها، وأدخلت كل زناة الليل إلى حجرتها، على ما يقول مظفر النواب".

القوّال فنيانوس

نقيبة المحامين في طرابلس والشمال الأستاذة ماري تريز القوّال فنيانوس توقفت على اسم طرابلس وعلى الجرس فيه ومعانيه، ورأت أن المدينة "أشبهَ بحضنٍ رؤوم يأوي إليه الشِّمالُ كلُّه. هذه كانت نظرتُنا إليها نحن أبناءَ المناطق المجاورة لها منذ أن تفتحت بصائرنا على النظر. فلم نحسب أنَّ لأحدٍ حصةً في رائحة ليمونها أكثرَ منا؛ أو أسهمًا في عبق تاريخها أكثرَ منا. إن كان لأهلها في ملكها حق الرقبةِ، فلنا حقوق الانتفاع. بل هي بتاريخها وحاضرها ومستقبلها ملك مشاعٌ للوطن كله، لأن فيها من قيم المواطنة والعيش الواحد ما تفتقر إليه نواحٍ كثيرة من أرض لبنان. ولا تزال هذه الذاكرةُ رفيقتَنا حتى اليوم. فلم تبرح شوارع المدينة وساحاتها، مأوى خطانا، في العمل والتسوق وبناءِ العلاقات الاجتماعية والمهنية والثقافية، مع شعور غامر بالانتماء إليها دونما حواجز مناطقية أو طائفية، أو هكذا أردنا أن نحفظَها عن ظهر قلب".

كما تحدّثت عن قيم المدينة الوعيش المشترك فيها، وأعطت مثالاً على ذلك نقابة المحامين فيها، فقالت: "لا تزال نقابة المحامين في طرابلس وأخواتُها من نقابات المهن الحرة، محافظةً على مبدأي المناصفة في تكوين السلطة النقابية، والمداورةِ على منصب النقيب، فإذا أفضى احتدام التنافس الانتخابي إلى كسر هذه القاعدة، بادر الفائز الأخير فورًا إلى الاستقالة من منصبه ليحل محله الخاسرُ الاول من الطائفة الأخرى حفاظًا على العرف. وهذا حدث أخيرًا في دورتين انتخابيتين متتالتين عام 2021 و2022.

هذه الإضاءات على وهجِها، لا تغطي الظلمة المحيطة بواقع المدينة وسائر الشمال، نتيجة الإهمال الرسمي المتوارَثِ منذ عهود. فالمرافق التي بإمكانها إنعاشُ جوانب كثيرة من الاقتصاد اللبناني لا تزال معطلة بدءًا من معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي في طرابلس وصولًا إلى مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات. مرورًا بالإرث المملوكي الذي تتكون منه المدينة القديمة، والذي يشكل فيما لو اعتُنِيَ به مصدرًا مهمًّا من مصادر الثروة الوطنية المتأتية من السياحة الثقافية. وفي هذا الإطار يعولُ الطرابلسيون واللبنانيون كثيرًا على قرار منظمة اليونيسكو بإدراج معرض طرابلس على لائحة التراث العالمي لدى المنظمة، مع ما يستتبع ذلك من توفير الإمكانيات الدولية لترميمه واستثماره في سبيل التنمية الوطنية".

وعن الكتاب موضوع الاحتفال فرأت أنه "يمثل برأيي مرجعًا ثقافيًّا لاكتناه المدينة واقعًا ومرتجى، بأعمقِ وأشملِ ما تعنيه الثقافة. ويثبتُ ناشره الأستاذ ناصر جروس ودار جروس برس، أن رصدَ التاريخ والحاضر، بالإضافة إلى القيمة التوثيقية التي يحتويها، يشكل مفتاح الخطة الحقيقية للتنمية. فليس في قدرةِ أحدٍ ان يتجاوزَ واقعَه ما لم يفهمه أولًا بأبعاده كلِّها. وهذا ما حرص الكتاب على تقديمه وإبرازه بأقلامٍ كثيرة".

 

متري

الوزير السابق طارق متري كانت له مداخلة تناول فيها تاريخ المدينة ودورها في النسيج اللبناني، مشيرًا إلى "أن علاقة المدينة مع الدّولة اللبنانيّة ظلّت على قدر من الازدواج. دخلت الدّولة في أنسجتها السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية والثقافيّة وبالوقت نفسه شكت المدينة من تجاهل الدّولة لها وانحيازها ضدّها"، وأضاف "جَرَت تحوّلات كثيرة في طرابلس خلال الفترة المسمّاة ليبراليّة في سوريا ولبنان، أي في العُقود القليلة التي تَلَت الاستقلال. واستمرّت خلال المرحلة التي سادت بها مجدّدًا الأفكار القوميّة العربيّة وصولاً إلى بدايات الحروب اللبنانيّة والملبنَنة. والتحوّلات المذكورة جاءت في مُجمَلها، وثيقة الصّلة بلبنانيّة طرابلس ومدينيّتها". واعتبر أنها ولأسباب مختلفة

ظلّت طرابلس "متصلة بالتاريخ الذي صنع هذه المدينيّة الفريدة بين أقرانها في شرق المتوسط، وأعادت نسج علاقاتها بأقضية لبنان الشمال والداخل السوري حتى مدينة حمص ولم تعرف تناقضًا حادًا بين الأصالة العربية والإسلامية وبين الحداثة، ولم تتعارض على نحو ظاهر الأمانة للتقليد والتطلّع الى التجديد. بعبارة أخرى، آلَ تَطوّر المدينة في تاريخها الحديث، على صعد العمران والتربية والثّقافة والعلاقات الاجتماعية والنشاط الاقتصادي، إلى تعزيز انفتاح طرابلس وقدرتها على الاغتناء بالتنوّع. وفَدَ إليها الكثيرون وأقاموا فيها وصاروا جزءًا منها. واستطاعت المدينة أن تُحسن استقبالهم وتيسّر انخراطهم في حيواتها حتّى باتوا يشعرون أنّها مدينتهم ويتعاملون معها ومع أولادها بدفع هذا الإحساس. واتيح لي في مدرستي وفي الحي الذي عشت فيه منذ ولادتي ان الاحظ قلة انشغال الطرابلسيين بمعرفة "أصل" الوافدين وتذكيرهم، أو لا سمح الله تعييرهم، به. وكأن التمييز بين أولاد المدينة الضاربة جذورهم في تاريخها والمنتمين اليها حديثا ليس ذا شأن عظيم". وختم بالإشارة إلى تغيّر حال المدينة بين الماضي والحاضر فقال: "صرنا نتذكر ونستعين بالذاكرة على بؤس الحاضر، لا في طرابلس فحسب، بل في لبنان كله". 

 

 

شهادات شبابية

طرابلس في عيون الشباب، هذا ما هدف إليه المنظمون أي إعادة الصلة والعلاقة بين المدينة والشباب، فكانت ثلاث شهادات تحدّث أصحابها عن تجاربهم الخاصة مع طرابلس.

ماريا حافظ تحدّثت عن تجربتها كصبية نشأت بعيدة عن المدينة وكبرت لتعود وتكتشف الوجه الحقيقيّ لطرابلس حيث طيبة الناس ولهفتهم نحو الآخر وترحيبهم به لا يختلف من شارع إلى آخر. 

وشارك مراسل محطة "أم تي في" ألان درغام الحضور تجربته في إعادة اكتشاف مدينة اعتاد زيارتها مع والده حين كان صغيرًا وعاد إليها مراسلاً تلفزيونيًا في زمن الثورة والأزمات، فتواصل مع أهلها وصاروا يعتبرونه واحدًا منهم، ولم يخفِ اعتزازه أنه أول من وصف المدينة بعروس الثورة وكيف أصبح التعبير متداولاً على ألسن الجميع.

وفي الختام تحدّث المهندس غسان بكري عن طرابلس بعيون أبنائها ومن عاشوا فيها في كلّ الأوقات، وكلّ الأزمنة، وكلّ الأزمات، فعرفوا طينة أهلها ومعدنهم الأصيل الذي لم يتغيّر برغم هول ما مرّ عليهم، مشيرًا إلى "الحسرة والحلم" عند الكلام على طرابلس رافضًا تسميتها "أمّ الفقير" لأن الفقر هو فقر العقل والأخلاق والثقافة وطرابلس غنية جدًا بهذه الصفات وبقيمها، ودعا إلى إطلاق لقب "شكسبير المينا" على الوزير السابق والمحامي الأستاذ رشيد درباس، وإلى إنصاف طرابلس التي تعرضت لمظلم كبير.

وفي الختام أقيم حفل كوكتيل.

ألبوم الصور 

في الصحف