أعزّائي الطلاب،
تُثير بداية كلّ مرحلة من مراحل حياتنا المهنيّة مشاعر القلق والتردّد بشأن بعض قراراتنا وتوجّهاتنا. على مدار العام الماضي، اتّخذ كلّ واحد منكم خيارًا يحدّد طريقه. ومع ذلك، يظلّ من الأساسيّ أن تشحذوا التزاماتكم وتحوّلوها إلى فرص للتقدّم، والنموّ، والنجاح. وبناءً عليه، تودّ جامعة القدّيس يوسف في دبي أن تقدّم لكم فرصًا للتميّز والتمييز.
الجامعة مؤسّسة يتطلّب فيها النجاح الإصغاء والتفاعل من أجل التعلّم واكتساب ثقافة مهنيّة وإنسانيّة واجتماعيّة. الثقافة الأكاديميّة اليوم، عن طريق اكتساب المهارات والكفايات، هي فعل شراكة بين المعلّم والمتعلّم. تُعَدّ الجامعة أيضًا بيئة حياتيّة نختبر فيها قدرتنا على العيش معًا كطلاب، على أساس الاحترام المتبادل. وهي أيضًا منطلق يؤهّل كلّ طالب للعيش في المستقبل كفرد ناجح ومواطن فاعل.
يكمن سرّ النجاح في كلّ نشاط تقومون به : من المهمّ القيام بما هو ضروريّ من أجل بلورة مجتمع أكاديميّ مفعم بروح شاملة ومتناغمة تتشكّل من القيم الأخلاقيّة، والاجتماعيّة، والمواطنيّة، والأكاديميّة المشتركة التي تميّز جامعتنا، من أجل إعطاء كلّ واحد منكم الفرصة ليصبح فردًا ناجحًا ومواطنًا نشطًا ؛ ومن أجل نشر روح الابتكار وإرادة التجديد والقدرة على الخوض في جميع الأمور المعروضة عليكم في كلّ مكان. يتطلّب منّا البحث الأكاديميّ والعمل العلميّ ألا نبقى على السطح. هذا العمل لا يتطلّب منّا أن نكون راضين عن بعض الأفكار الموروثة والمعروفة، ولكنّه يدفعنا للتغلّب على تلك الأفكار من خلال السعي العميق للعثور على موارد غنيّة وآفاق واسعة.
هذه الميزة الأخيرة لها أهميّة خاصّة. إنّ تميّز جامعتنا جدّ معروف ؛ عنوانه هو الاحترام المتبادل ورباطة الجأش والجودة. الآن يجب أن تنخرطوا في مهنتكم كطلاب اليوم. يجب أن تحقّقوا أنفسكم علميًّا، وفكريًّا، وعاطفيًّا، وروحيًّا، وهذا من أعظم الإنجازات التي تساعدكم على أن تصبحوا صانعي التغيير في هذا العالم.
مع إخلاصي ومودّتي،
البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ
رئيس الجامعة