الحرم الجامعيّ الأمّ في بيروت جامعة القديس يوسف : رؤية للسنوات العشر المقبلة

جامعة القدّيس يوسف هي نتاج حلم أنضجه ورغب فيه طويلاً المؤسسون اليسوعيّون في العام 1875. تمثلت رؤيتهم في تكوين قادة للتحوّل الاجتماعي والوطني، مزودين بقيم النزاهة والامتياز، في اختصاصات مدنيّة ودينيّة.

بعد 100 سنة، أعاد المؤسسون تجديد الرسالة والرؤية في شرعة الجامعة، بغية تحقيق التماسك والاستمراريّة لمؤسسات الجامعة على قيم تجمع الوحدة بالمشاركة، والأصالة بالحداثة، والتقنية والاحتراف بثقافة الإنسانيّة والإيمان العميق.

واليوم، في طلّ الاحتفال بمرور 150 عاماً على تأسيس الجامعة في العام 2025، وفي مواجهة عدد كبير من التحديّات الذاتيّة والتحديّات المُحدِقة، تجدّد الجامعة رؤيتها كجامعة أكاديمية تضم الآباء اليسوعيين والعلمانيين.

وهي تحافظ على الركائز نفسِها لرسالتها. محبّذة فكرة الجامعة التي ترمي إلى الحفاظ على الامتياز في التدريب والتوجيه، والمواءمة في البحث. وترمي إلى الارتكاز على مهارات معرفة كيفيّة الوجود، كما إلى الإنسانيّة التكوينيّة في أثناء تكيّفها مع خصوصية الأوضاع في لبنان، والشرقين الأدنى والأوسط.

وتطوّر أيضاً فكرة الجامعة الملتقى العامل كمحورٍ ثقافي، وتسعى إلى مساعدة الأفراد والجماعات على التصدّي لتحدّيات القرن الحادي والعشرين الأساسيّة أن تؤسس علاقة مع جماعات أخرى؟ وكيف يستطيع الفرد أن ينسج علاقة مع جماعات أخرى في ظلّ تأصله بمجتمعه؟

تدور رسالة الجامعة حول ثلاثة أبعاد: استحداث معارف جديدة (بحث)، ونقل هذه المعارف (تعليم)، ووضعها في خدمة المجتمع (خدمة). ولتحقيق هذه الرسالة، تنهض الجامعة كمؤسسة فرنكوفونية اللغة والثقافة، توفر أفضليّة للثنائيّة الثقافيّة (الفرنسية والعربية) والثلاثية اللغوية (الفرنسية والعربية والإنكليزية). هي في متناول كل الطبقات الإجتماعية والطوائف، وفي خدمة الوطن والمنطقة. لذا فإنها تحبّذ في التعليم والبحوث مسائل التنمية والعدالة ومسائل معنى الوجود البشري. وهي منفتحة على العالمية، تحرص على الإستفادة من القدرات الهائلة التي تكتنزها شبكة الجامعات اليسوعيّة عبر العالم.

رؤية الجامعة ورسالتها مبنيّتان على قيّم تجمع بصورة خاصة بين النّهج التربويّ اليسوعيّ، والاستقلالية، والتعاون، والمشاركة، وحرّية الضمير، والاستقلال السياسيّ، والالتزام الاجتماعي؛ وكلّ ذلك حول تكوين أكاديميّ ومهنيّ، وأخلاقية ذات امتياز تكمّله ثقافة أصيلة مرتكزة على معنى الوجود البشريّ وتعمل في خدمة تطوير الأفراد.

هكذا تحتفظ التربية بقوّتها بصفتها مفهومًا، وتحافظ على كثافة محتواها، وتستمر روحيّة جامعة القديس يوسف في التطوّر بصورة ديناميّة وفعّالة.